شهد عشاق السوشي في مدينة نيويورك صدمة هذا الأسبوع، حيث خفض دليل ميشلان مطعم “ماسا” من تصنيفه ثلاث نجوم إلى نجمتين فقط. في المقابل، رفع الدليل مطعم “سوشي شو” الناشئ إلى مرتبة ثلاث نجوم. هذا التغيير يثير تساؤلات حول مستقبل مطاعم السوشي الفاخرة في نيويورك وتأثير تصنيفات ميشلان على الأعمال.

انهيار عرش السوشي: ما الذي أدى إلى تخفيض تصنيف “ماسا”؟

لطالما اعتبر مطعم “ماسا” الذي يتسع لـ 26 مقعدًا، والذي افتتح أبوابه قبل 15 عامًا في مركز دويتشه بنك في كولومبوس سيركل، رائدًا في مشهد السوشي الفاخر في المدينة. ولكن، وفقًا لمصادر في صناعة المطاعم، فإن هذا التخفيض في التصنيف قد يمثل مشكلة كبيرة للمطعم، خاصةً مع ارتفاع تكاليفه.

يُعد “ماسا” أغلى مطعم في المدينة، حيث تبدأ قائمة الطعام من 750 دولارًا للشخص الواحد، ولا تشمل المشروبات. ويرى خبراء الصناعة أن فقدان نجمة واحدة قد يكلف المطعم ما يصل إلى 25٪ إلى 30٪ من إيراداته، خاصةً مع اعتماده الكبير على الإنفاق المرتفع من العملاء الأوروبيين والآسيويين الذين يعتمدون على تصنيفات ميشلان في اختيار المطاعم.

تزايد المنافسة في عالم أومكاسي

لم يعد مطعم “ماسا” هو الوحيد الذي يقدم تجربة سوشي فاخرة باهظة الثمن. فقد شهدت نيويورك في السنوات الأخيرة ازدهارًا في مطاعم أومكاسي، وهي المطاعم التي تتيح للنزلاء الاستمتاع بقائمة تذوقية من السوشي يختارها الطاهي، حيث يوجد الآن أكثر من عشرة مطاعم في مانهاتن تقدم وجبات بسيطة تبدأ من 400 دولار.

حتى أن هناك مطاعم أصغر وأكثر حميمية مثل “سوشي أكيرا” الذي يضم 12 مقعدًا فقط ويقدم قائمة طعام 19 طبقًا مقابل 220 دولارًا، تعتبر خيارًا جذابًا للعديد من عشاق السوشي. ويبدأ سعر قائمة مطعم “سوشي شو” بـ 450 دولارًا للشخص الواحد.

وفي تقييم لـ “سوشي شو”، قال مدون طعام معروف برأي الخبراء في عالم السوشي، “سوشي شو هو الأفضل في البلاد في رأيي.” وأضافت كاتبة الطعام المتخصصة في أومكاسي، كات أوديل، “أعتقد أن سوشي شو هو أفضل كاونتر سوشي في العالم خارج اليابان.”

أوضحت أوديل أن “ماسا” كان يقدم في السابق تجربة فريدة من نوعها لا تتوفر في أي مكان آخر. ولكن مع تزايد عدد مطاعم أومكاسي وارتفاع أسعارها، لم تعد هذه التجربة حصرية. وزادت المنافسة في سوق السوشي بشكل كبير.

تغيير المشهد وتوقعات المستقبل

يرى خبراء أن الوضع الحالي يوضح أنه لم يعد من الضروري إنفاق ألف دولار على الفرد للاستمتاع بوجبة سوشي مميزة في مدينة نيويورك. وتشير أوديل إلى وجود العديد من البدائل التي تقدم تجارب مماثلة أو أفضل بسعر أقل بكثير. ومن المتوقع أن يشهد سوق أومكاسي المزيد من التطورات والابتكارات في الفترة المقبلة.

مع ذلك، يبقى تأثير تقييمات ميشلان قويًا، خاصةً في جذب العملاء المتميزين. ويتجه المطعمون نحو تقديم عروض أكثر تنافسية مع التركيز على الجودة والإبداع.

الخطوة التالية لمطعم “ماسا” هي التكيف مع هذا الواقع الجديد. سيتعين على الطاهي ماسايوشي تاكاياما إعادة تقييم قائمة الطعام والخدمات التي يقدمها، ربما من خلال تقديم خيارات أكثر تنوعًا أو أسعارًا أقل. وسيكون من المهم مراقبة كيف يستجيب المطعم لتقييم ميشلان الجديد، وما إذا كان سيتمكن من استعادة مكانته المرموقة في مشهد السوشي في نيويورك.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version