مع بداية العام الجديد، ينتظر هواة الفلك العديد من الظواهر السماوية المثيرة. وخلال شهر يناير، ستكون هناك عدة أحداث تستحق المشاهدة، أبرزها اكتمال القمر المعروف باسم “قمر الذئب” وذروة شهابQuadrantids، بالإضافة إلى وصول الأرض إلى أقرب نقطة لها من الشمس. هذه الأحداث توفر فرصاً رائعة لمراقبة السماء وتوثيقها.
ظواهر جوية في يناير: قمر الذئب وشهب ربعيّة
في الثالث من يناير، سيشهد سماء الليل اكتمال القمر، والذي يُعرف تقليدياً باسم “قمر الذئب” (Wolf Moon). وسيرتفع القمر في سماء مساء الثاني من يناير، ليصل إلى ذروجه في ساعات الصباح الباكر من اليوم الثالث. ووفقاً لموقع EarthSky.org، سيكون قمر الذئب لهذا العام من النوع الفائق (supermoon)، مما يعني أن مداره سيكون أقرب إلى الأرض من المعتاد.
بالتزامن مع اكتمال القمر، ستكون الأرض في موقع يمثل أقرب نقطة لها من الشمس، وهي نقطة تسمى “الحضيض” (perihelion). يحدث هذا عندما تكون الأرض في أقرب مسافة لها في مدارها الإهليلجي حول الشمس. هذه الظاهرة لا تؤثر بشكل مباشر على مشاهدة الظواهر الأخرى، لكنها جزء من ديناميكية حركة الأرض في الفضاء.
شهب ربعيّة
كما ستصل شهب ربعيّة (Quadrantids) إلى ذروتها في نفس اليوم، 3 يناير. ومع ذلك، قد يكون من الصعب رؤية هذه الشهب بوضوح بسبب سطوع قمر الذئب. ويوصي خبراء الفلك بمحاولة حجب ضوء القمر قدر الإمكان لزيادة فرص رؤية بعض الشهاب. هذه الشهب معروفة بأنها سريعة ومشرقة، ولكنها تظهر لفترة قصيرة نسبياً.
تعتبر الأمطار الشهابية، مثل شهب ربعيّة، من الظواهر الفلكية الجميلة التي تحدث عندما تمر الأرض عبر مسار حطام كويكب أو مذنب. وعندما تدخل هذه الجزيئات الصغيرة إلى الغلاف الجوي للأرض، فإنها تحترق وتنتج خطوطًا ضوئية تسمى الشهب أو “النجوم المتساقطة”.
بعد أسبوع، في العاشر من يناير، سيكون كوكب المشتري في حالة التقابل (opposition). ووفقًا لجمعية الكواكب (The Planetary Society)، فإن حالة التقابل تحدث عندما يكون كوكب ما في الجانب المقابل للأرض من الشمس. وهذا يعني أن الأرض ستمر بين الشمس والمشتري في ذلك اليوم، مما يجعل الكوكب أكثر سطوعًا ووضوحًا في السماء الليلية طوال الشهر.
يوفر التقابل فرصة ممتازة لمراقبي السماء لرؤية تفاصيل سطح المشتري، مثل الأشرطة السحابية والبقعة الحمراء العظيمة، باستخدام التلسكوبات. يمكن لهذه الظاهرة، بالإضافة إلى حجم المشتري، أن تجعله هدفًا جذابًا للغاية للمراقبة الفلكية.
في الثامن عشر من يناير، ستشهد السماء القمر الجديد. في هذه المرحلة، يكون القمر بين الأرض والشمس، وبالتالي لا يظهر في السماء الليلية. يعتبر القمر الجديد بداية دورة قمرية جديدة، وهو وقت مثالي لمراقبة الأجرام السماوية الخافتة، مثل المجرات والسدم، حيث لا يوجد ضوء قمري للتداخل.
بعد القمر الجديد، ستتحول الأنظار إلى شهر فبراير، حيث من المقرر أن تحدث كسوف جزئي للشمس في السابع عشر من فبراير. يتوقع علماء الفلك أن يكون هذا الكسوف مرئيًا في أجزاء عديدة من العالم، وسيستغرق بضع ساعات حتى يكتمل. يعتبر الكسوف الشمسي من الظواهر الفلكية النادرة والمثيرة، ويتطلب استخدام معدات حماية خاصة للعين أثناء المراقبة.
من المهم بالنسبة لهواة الفلك متابعة التنبؤات الجوية وتحديثات الظروف الجوية لضمان أفضل رؤية للظواهر السماوية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام التطبيقات الفلكية والأدوات عبر الإنترنت لتحديد مواقع الأجرام السماوية وتوقيت ظهورها. تعتبر هذه الأدوات مفيدة بشكل خاص للمبتدئين في مجال مراقبة السماء.
بالنظر إلى المستقبل، من المتوقع أن يكون كسوف الشمس في شهر فبراير هو الحدث الرئيسي التالي في سماء الليل. ومع ذلك، يجب أن نضع في الاعتبار أن الظروف الجوية قد تؤثر على رؤية الكسوف في بعض المناطق. لذلك، من المهم متابعة التحديثات والتنبؤات من مصادر موثوقة لضمان تجربة مراقبة ناجحة.

