أثار تواصل الاشتباكات في مدينة السويداء بين قوات الأمن السوري ومجموعات مسلحة، وهجمات سلاح الجو الإسرائيلي اليوم الأربعاء على مواقع تابعة للحكومة السورية في دمشق والسويداء، موجة من الإدانات والدعوات لوقف “العدوان” الإسرائيلي.

تركيا

وقد أدانت الخارجية التركية الغارات الجوية الإسرائيلية على دمشق، والتي استهدفت مقرا عسكريا ووزارة الدفاع والمناطق المحيطة بها، مؤكدة أنها تهدف إلى تقويض جهود سوريا لإرساء السلام والأمن.

وأضافت أن سوريا لديها فرصة تاريخية للعيش بسلام والاندماج في العالم بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

كما دعت الخارجية التركية “جميع الأطراف المعنية إلى المساهمة في جهود الإدارة السورية لإرساء الهدوء في البلاد”.

وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إنه لا يمكن قبول قيام إسرائيل بدعم قسم من الدروز بالمنطقة وتحولهم كجزء من حالة عدم الاستقرار، مؤكدا أنه من المهم سيطرة الإدارة المركزية في أنحاء سوريا وإحلال السلام والأمن بالبلاد، وفق تعبيره.

وأضاف “الجميع يعلم أنه في ظل غياب الإجراءات الأمنية للإدارة المركزية السورية فإنه لا حل للمشكلة”.

وأكد أن تركيا “على تواصل وثيق” مع دول المنطقة المعنية منذ بداية الهجمات الإسرائيلية على سوريا، محذرا من أن تقسيم سوريا يعني دوام حالة الفوضى فيها، وهو أمر “لا يمكننا القبول به أبدا”.

روبيو: قلقون للغاية حيال الضربات الإسرائيلية في سوريا (رويترز)

الولايات المتحدة

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن هناك “سوء فهم” بين الجانبين السوري والإسرائيلي، وإنه تحدث مع الجانبين، ويتطلع إلى خفض التوتر ومساعدة سوريا في الوصول إلى الاستقرار.

كما أعلن وزير الخارجية ماركو روبيو أن جميع الأطراف وافقوا على اتخاذ خطوات لإنهاء أعمال العنف، وكتب على منصة إكس “توافقنا على خطوات محددة من شأنها أن تضع حدا الليلة للوضع المضطرب والمرعب”، مضيفا أنه يتوقع أن “يفي جميع الأطراف بالتزاماتهم”.

وكان روبيو أبدى في وقت سابق أمله في “تهدئة” الوضع بسوريا، متحدثا عن “سوء فهم” يقف وراء الوضع الحالي في أعقاب الضربات الإسرائيلية على دمشق وجنوب البلاد.

وقال روبيو في المكتب البيضوي إلى جانب الرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي عهد البحرين “لقد تواصلنا معهم طوال الصباح والليل، مع كلا الجانبين، ونعتقد أننا نتجه الى تهدئة حقيقية”.

وأضاف “نأمل أن نشهد تقدما فعليا في الساعات المقبلة”.

ووصف وزير الخارجية الأميركي الوضع بأنه “معقد”، مشيرا إلى “الخصومات التاريخية المزمنة بين مختلف الجماعات في جنوب غرب سوريا، البدو والطائفة الدرزية، وهذا أدى إلى وضع مؤسف وسوء فهم، على ما يبدو، بين الجانبين الإسرائيلي والسوري”.

كما نقل موقع أكسيوس عن مسؤول أميركي كبير قوله إن إدارة الرئيس دونالد ترامب طلبت من إسرائيل مرة أخرى اليوم وقف الهجمات على سوريا والدخول في حوار مع الحكومة في دمشق.

ولم يذكر الموقع الإخباري الأميركي ما إذا كان الطلب جاء قبل أو بعد الهجمات الإسرائيلية اليوم على مقر الجيش السوري وقرب القصر الرئاسي في دمشق.

ومن جانبه، دعا المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص توماس باراك إلى التراجع خطوة للوراء والتفاوض من أجل وقف إطلاق النار بمدينة السويداء، وندد بالعنف ضد المدنيين.

وكتب باراك على منصة إكس “نندد بشدة بالعنف ضد المدنيين في السويداء، وعلى جميع الأطراف التراجع خطوة للوراء والانخراط في حوار هادف يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار، ويجب محاسبة الجناة”.

الاتحاد الأوروبي

كما أعرب الاتحاد الأوروبي عن “القلق” إزاء الاشتباكات في سوريا، داعيا “الأطراف كافة” إلى حماية المدنيين “بلا أي تمييز”.

كما دعا التكتل، في بيان له، إلى “احترام” سيادة سوريا “في ظل تزايد الضربات الإسرائيلية للأراضي السورية”.

فرنسا

بدورها، دعت فرنسا إلى وضع حد لما وصفتها “الانتهاكات ضد المدنيين” في السويداء.

وقالت وزارة الخارجية إن “الانتهاكات التي تستهدف المدنيين والتي ندينها بشدة، يجب أن تتوقف” داعية إلى “وقف فوري للمواجهات” وأن تحترم جميع الأطراف وقف إطلاق النار.

ألمانيا

دعت الخارجية الألمانية إسرائيل إلى الامتناع عن أي أعمال من شأنها زعزعة الاستقرار في سوريا.

وأشار متحدث الخارجية كريستيان فاغنر -خلال مؤتمر صحفي- إلى أن برلين تتابع عن كثب الوضع في سوريا، بما في ذلك الأحداث الأخيرة في محافظة السويداء، والغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت القوات السورية.

وفي رده على سؤال عن انتهاك إسرائيل للقانون الدولي باعتدائها على سوريا، قال فاغنر “ندعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن أي أعمال من شأنها زعزعة استقرار سوريا”.

وأكد المتحدث الألماني ضرورة ألا تصبح سوريا “لعبة في يد القوى الأجنبية” قائلاً “يجب بوضوح حماية سيادة سوريا”.

وشدد على أن مصلحة إسرائيل في “سوريا مستقرة” وحكومة سورية تضمن أمن جميع فئات الشعب في كافة أنحاء البلاد.

هل تستغل إسرائيل أحداث السويداء لمصالحها؟

إيران

أدان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الضربات الإسرائيلية، داعيا إلى إنهاء “العدوان السافر” للجيش الإسرائيلي.

وقال عراقجي -في منشور على منصة إكس- إن “النظام الإسرائيلي المتوحش والمنفلت لا يعرف أي حدود.. على العالم بما في ذلك دول المنطقة أن يتحد لإنهاء عدوان النظام الإسرائيلي السافر”، مشددا على أن بلاده “تدعم سيادة ووحدة أراضي سوريا وستقف دائما إلى جانب الشعب السوري”.

لبنان

أدان الرئيس اللبناني جوزيف عون الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية والتي طالت العاصمة دمشق ومقرات حكومية.

وجاء ذلك في بيان صدر عن رئيس الجمهورية، قال فيه إنه يدين “بأشد العبارات الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، والتي بلغت اليوم (الأربعاء) العاصمة دمشق ومقرات حكومية”.

واعتبر عون تلك الاعتداءات “انتهاكا صارخا لسيادة دولة عربية شقيقة، وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.

وأكد أن استمرار هذه الاعتداءات من شأنه أن يُعرّض أمن المنطقة واستقرارها لمزيد من التوتر والتصعيد، معربا عن تضامن بلاده الكامل مع سوريا شعبا ودولة.

كما جدد عون دعوته المجتمع الدولي “لتحمّل مسؤولياته والضغط بكل الوسائل وفي المحافل كافة، لوقف الاعتداءات المتكررة، واحترام سيادة الدولة ووحدة أراضيها”.

الأردن

أكدت الحكومة الأردنية -في بيان لها- أن “لسوريا الحق في السيطرة على كل أراضيها”، معتبرة أبناء السويداء “جزءا من مكونات الدولة السورية”.

الإمارات

رحبت أبو ظبي بوقف إطلاق النار في السويداء، كما أدانت “التصعيد الإسرائيلي” ضد سوريا، مؤكدة دعمها لاستقرار سوريا ووحدة أراضيها، وفق بيان للخارجية الإماراتية.

حماس

أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العدوان الإسرائيلي على سوريا، واعتبرت أنه “انتهاك صارخ لسيادة الدولة وإرهاب منظّم”.

وقالت في بيان “إن ما يقوم به الاحتلال هو انتهاك صارخ لسيادة الدولة السورية، وإرهاب منظّم، وعدوان يهدف إلى تقويض استقرار سوريا ووحدة أراضيها”.

ودعت حماس جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة إلى إدانة “العدوان والتصعيد الصهيوني الذي يصب الزيت على النار”، وطالبت هذه المنظمات باتخاذ “خطوات عملية لوقف عربدة الكيان المحتل الذي بات يهدّد أمن المنطقة ومصالح شعوبها”.

الجهاد الإسلامي

أدانت حركة الجهاد الإسلامي “العدوان الصهيوني على دمشق ومحاولات فرض أهدافه على حساب سوريا ووحدة شعبها وسلامة أراضيها”.

كما أكدت -في بيان لها- وقوفها إلى جانب الشعب السوري في مواجهة العدوان الصهيوني وتأكيدها على حقه في الدفاع عن نفسه.

حزب الله

واعتبر حزب الله اللبناني العدوان الإسرائيلي على سوريا “حلقة من مخططات العدو لاستباحة الدول وزرع الفتن”.

يُذكر أن قوات الحكومة السورية دخلت أمس السويداء ذات الغالبية الدرزية، بهدف الإشراف على وقف لإطلاق النار تم الاتفاق عليه مع وجهاء وأعيان المدينة، بعد مواجهات مع قبائل بدوية محلية أسفرت عن مقتل العشرات.

كما شنت إسرائيل -التي أعلنت “عدم التخلي” عن الدروز ودعت لحمايتهم- اليوم سلسلة غارات على مواقع في السويداء وفي دمشق حيث استهدف سلاح الجو الإسرائيلي مبنى الأركان العامة ووزارة الدفاع ومحيط القصر الرئاسي، وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن رسائل التحذير لدمشق انتهت وتوعد بما سماها “ضربات موجعة”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version