22/7/2025–|آخر تحديث: 13:50 (توقيت مكة)
تناولت وسائل إعلام إسرائيلية اتساع موجة الانتقادات الدولية للعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية، محذّرة من تداعيات محتملة قد تصل إلى تدهور العلاقات مع يهود الولايات المتحدة وحتى مع المسيحيين المؤيدين لإسرائيل في واشنطن، وهو ما وصفته بعض القنوات بـ”الكارثة المتدحرجة”.
وفي هذا السياق، قال محلل الشؤون السياسية في القناة 13 غيل تماري إن إسرائيل تواجه انتقادات يومية من المجتمع الدولي بسبب مشاهد استهداف مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، مضيفا أن معظم دول الغرب، باستثناء الولايات المتحدة، ترى أن آلية توزيع المساعدات الإسرائيلية لا تمتّ بصلة للمعايير الإنسانية.
وأشار تماري إلى تزايد التقارير حول حالات سوء التغذية في غزة، مؤكدا أن المجاعة باتت حاضرة في تقارير طبية تتحدث عن معاناة واسعة بين الأطفال والرضّع والمسنين.
وفي تعليق ضمن القناة ذاتها، قالت إحدى المتحدثات إن صور تدمير المباني في القطاع تُعرض عالميا بوصفها ممارسات عقاب جماعي تهدف إلى محو أحياء بأكملها ومنع الأهالي من العودة إليها، وهذا يغذي الاتهامات الموجهة لإسرائيل على الساحة الدولية.
ونقلت قناة “12” الإسرائيلية عن شبكة “بي بي سي” البريطانية توثيقها لعمليات تفجير واسعة النطاق طالت آلاف المباني المدنية في غزة، وذكرت أن هذه العمليات تكثفت بشكل ملحوظ بعد انهيار وقف إطلاق النار في مارس/آذار الماضي.
وقالت إحدى المتحدثات في “بي بي سي” إن خبراء قانونيين يرون في هذا السلوك انتهاكا واضحا للقانون الدولي، معتبرة أن تدمير الممتلكات في منطقة محتلة من دون ضرورة عسكرية يعتبر جريمة حرب وفقا لأحكام القانون الدولي الإنساني.
السيناتور الجمهوري ليندزي غراهام، المعروف بدعمه التقليدي لإسرائيل، عبّر من جهته عن انزعاجه الشديد من الاعتداءات في الضفة الغربية، لا سيما حادثة إحراق كنيسة كاثوليكية فلسطينية بالكامل، وطالب بمحاسبة الفاعلين حتى لو كانوا مستوطنين إسرائيليين.
شرخ عميق
أما البروفيسور أودي زومر من جامعة تل أبيب، فقد أشار إلى أن الأزمة الأخيرة بدأت تحدث شرخا عميقا في صفوف يهود الولايات المتحدة، محذّرا من أن هذه الفجوة المتسعة قد تصل إلى قطيعة فعلية بين إسرائيل وهذه الشريحة المؤثرة سياسيا ودبلوماسيا في واشنطن.
وقال أحد المراسلين في القنوات الإسرائيلية إن بإمكان الجمهور المحلي أن يغضب من التغطيات العالمية، لكنه لا يستطيع إنكار أن هذه هي الصور التي تُعرض في الخارج، وهي ما يُشكّل الرأي العام العالمي تجاه إسرائيل.
وفي القناة 12، قال تداف إيال الصحفي في “يديعوت أحرونوت”إن تقارير اليوم تحدثت عن مقتل 73 فلسطينيا، بعضهم في مواقع متفرقة وليس فقط في مراكز توزيع المساعدات، لكنه شدد على أن الصورة العامة المتشكلة خارجيا ترقى إلى وصف “الكارثة الشاملة” التي تضر بصورة إسرائيل في العالم.
واستغرب إيال مما وصفه بغياب التحرك من وزارة الخارجية الإسرائيلية، وقال إن الوزارة لم تُشعل حتى الآن “الضوء الأحمر” رغم تفاقم الأزمة الدبلوماسية.
من جهة أخرى، تناقل إعلام إسرائيلي عن قناة “وان أميركا نيوز” تساؤلات حول علاقة إسرائيل بالمسيحيين، مشيرة إلى تراكم مؤشرات على تدهور هذه العلاقة، ومنها رسائل السفير الأميركي السابق مايك هاكابي الذي ألمح إلى أن المسيحيين الأميركيين لم يعودوا موضع ترحيب في إسرائيل.
القناة نفسها نقلت عن هاكابي تهديده بقيادة حملة لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها، بعد أن تحوّل من أبرز المؤيدين والمروجين للسياحة الدينية المسيحية إلى منتقد حاد للسياسات الإسرائيلية، متحدثا عن تهميش الزوار المسيحيين وتجاهل التبرعات القادمة من الولايات المتحدة.
وفي تطور آخر، قالت القناة 12 إن منظمة “هند رجب” طالبت السلطات البلجيكية باعتقال جنود إسرائيليين أثناء مشاركتهم في مهرجان موسيقي في بلجيكا، مدعية أن جنديين تم توقيفهما وخضعا للتحقيق قبل أن يُطلق سراحهما لاحقا.
ووفق ما نقلته القناة عن وزارة الخارجية الإسرائيلية، فإن الجنديين كانا في إجازة خاصة ببلجيكا، وتمت معالجة الموضوع بالتنسيق بين الجيش والخارجية، مؤكدين أن السلطات البلجيكية أنهت التحقيق وأفرجت عنهما.