16/8/2025–|آخر تحديث: 01:36 (توقيت مكة)
دعت “القمة العربية للشعوب” -التي عقدت الجمعة- إلى تحركات شعبية في مختلف المدن العربية للمطالبة بوقف حرب الإبادة والتجويع الإسرائيلية في غزة، كما حثت الأنظمة على إنهاء التطبيع مع إسرائيل وإغلاق سفاراتها.
وأكد المشاركون في القمة، التي نظمها المجلس العربي عبر الفيديو تحت عنوان “تحشيد الأمة لنصرة أطفالنا الجوعى في غزة”، بمشاركة مفكرين وسياسيين وناشطين من مختلف البلدان العربية، على “الرفض الشعبي العربي القاطع لكل أشكال الإبادة والحصار والتجويع، واعتبارها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم”.
وفي كلمته خلال القمة، قال الرئيس التونسي الأسبق ورئيس المجلس العربي منصف المرزوقي “المفروض أن تكون الأعلام العربية منكسة في كل مكان، المفروض أننا الآن في حالة حداد على كل أطفالنا الذين يموتون من الجوع في غزة وفي الفاشر، وأيضا للأسف الشديد في أكثر من مكان لا نعرفه”.
ودعا المرزوقي الشعوب العربية إلى “الإعداد والاستعداد لأن هذا هو الشيء الوحيد الذي سينقذ غزة. لن ينقذ غزة إلا هبّة من الشعوب العربية تعيد توزيع الأوراق”، مؤكدا أن “الضعف العربي هو الذي مكّن هذا العدو الغاصب من أن يظهر كل هذه البشاعة والقسوة في التعامل مع أطفالنا في غزة”.
كلمة الدكتور #منصف_المرزوقي في مؤتمر #قمة_الشعوب للتحشيد نصرة لـ #غزة pic.twitter.com/XYpE8MTVmv
— منصف المرزوقي – Moncef Marzouki (@MMarzouki01) August 15, 2025
وأعرب المشاركون بالقمة عن إدانتهم البيان المشترك الصادر في 30 يوليو/تموز الماضي عن جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، الذي “جاء خاليا من أي التزام حقيقي بوقف الإبادة أو رفع الحصار أو منع التهجير القسري، بل تضمّن مطالبة المقاومة الفلسطينية بالاستسلام وتسليم سلاحها”.
بيان القمة
وحمّلت القمة -في بيانها- الولايات المتحدة المسؤولية السياسية والأخلاقية والقانونية عن الجرائم المرتكبة في غزة لدعمها العسكري والسياسي غير المحدود للاحتلال وتعطيلها مجلس الأمن ووكالات الأمم المتحدة ولسعيها إلى تقويض ولاية المؤسسات الدولية.
كما دانت القمة المجتمع الدولي الذي قالت إنه “يتستر على أكبر جريمة إبادة في العصر الحديث، إذ لم تُفرض حتى الآن أي عقوبات على الكيان المحتل”.
وطالبت القمة بنشر مراقبين دوليين فورا في قطاع غزة وفرض ممر آمن لإدخال المساعدات الإنسانية وتوزيعها بكرامة، بعيدا عن سياسة هندسة التجويع وإذلال الشعب الفلسطيني، ووقف استخدام المساعدات مصايد للموت.
كما أكد المشاركون تمسكهم بالثوابت الفلسطينية من إنهاء الاحتلال ورفع الحصار بشكل كامل، وضمان حق العودة وتقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، محذرين من خطورة مشاريع التصفية التي تستهدف القضية الفلسطينية، ومشددين على أن التضامن العربي الشعبي هو “جدار الصد الأخير” في مواجهة هذه المخططات.
ودعت القمة إلى تحركات شعبية في مختلف المدن العربية لرفع الحصار عن غزة ومطالبة الأنظمة بإنهاء التطبيع وإغلاق السفارات الإسرائيلية والدعوة إلى مقاطعة اقتصادية شاملة لكل من يدعم سياسات التطهير العرقي في غزة وعموم فلسطين.
وأكد المشاركون، ختاما، أن “إرادة التحرر أقوى من جيوش العدوان، وأن أطفال غزة الجوعى أمانة في أعناق أحرار الأمة والعالم، وأن الاستسلام ليس خيارا، والحق لا يسقط بصمت الأنظمة”.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي -بدعم أميركي- حرب إبادة على سكان قطاع غزة أسفرت، حتى الآن، عن استشهاد أكثر من 61 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 155 ألفا وتشريد سكان القطاع كلهم تقريبا، وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية.