يشهد عالم كرة القدم الأفريقية تحولاً كبيراً مع إطلاق دوري الأمم الأفريقية وتغيير دورة كأس الأمم الأفريقية من كل عامين إلى أربع سنوات. هذه التغييرات تهدف إلى تطوير اللعبة وزيادة المنافسة، وتقديم منصة مستمرة لأفضل اللاعبين الأفارقة. وتأتي هذه القرارات في إطار رؤية الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) لتحديث هيكل البطولات القارية.

تغييرات جذرية في هيكل كأس الأمم الأفريقية ودوري الأمم الأفريقية

أعلن باتريس موتسيبي، رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، عن هذه التغييرات يوم السبت خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده قبيل كأس الأمم الأفريقية 2025 التي تستضيفها المغرب. ووفقًا لموتسيبي، ستقام كأس الأمم الأفريقية 2027 في أوغندا وكينيا وتنزانيا كما هو مخطط لها. ومع ذلك، سيتم تقديم النسخة التالية – التي كان من المقرر إقامتها في عام 2029 – إلى الأمام لتقام في عام 2028، على أن تكون النسخة التالية في عام 2032.

هذا التعديل في الجدول الزمني يفسح المجال لإطلاق دوري الأمم الأفريقية في عام 2029. ويهدف الدوري الجديد إلى إشراك جميع الأعضاء الـ 54 في القارة، وتقسيمهم إلى أربع مناطق جغرافية. وستقام المباريات في شهري سبتمبر وأكتوبر، على أن تستضيف المنطقة النهائية البطولة في نوفمبر.

أهداف دوري الأمم الأفريقية

أوضح موتسيبي أن دوري الأمم الأفريقية سيسمح لأفضل اللاعبين الأفارقة المحترفين في أوروبا والعالم بالعودة إلى القارة للمشاركة في منافسات منتظمة. وتهدف هذه الخطوة إلى رفع مستوى كرة القدم الأفريقية، وزيادة شعبيتها، وتحسين فرص تأهل الفرق الأفريقية للمسابقات الدولية الكبرى مثل كأس العالم. بالإضافة إلى ذلك، سيوفر الدوري الجديد موارد مالية إضافية للاتحادات الوطنية الأفريقية.

لم يحدد مسؤولو الاتحاد الأفريقي لكرة القدم على الفور ما إذا كان دوري الأمم الأفريقية سيقام على أساس ثنائي أو سنوي. ومع ذلك، تشير التصريحات الأولية إلى أنهم يفضلون إقامته بشكل منتظم لضمان استمرارية المنافسة وتأثيرها الإيجابي على كرة القدم الأفريقية. هذا التغيير يمثل تحولاً كبيراً في استراتيجية الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، مع التركيز على تطوير كرة القدم على جميع المستويات.

تأتي هذه التغييرات في سياق سعي الاتحاد الأفريقي لكرة القدم لزيادة الإيرادات وتحسين البنية التحتية لكرة القدم في القارة. وتشمل الخطط الأخرى تطوير برامج الشباب، وتحسين جودة التحكيم، وزيادة التعاون مع الاتحادات القارية الأخرى. وتعتبر هذه الإصلاحات ضرورية لضمان قدرة كرة القدم الأفريقية على المنافسة على المستوى العالمي.

من الجوانب المهمة التي يجب مراقبتها، كيفية تأثير هذه التغييرات على أندية كرة القدم الأوروبية التي تعتمد بشكل كبير على اللاعبين الأفارقة. قد تواجه الأندية صعوبات في إطلاق سراح لاعبيها للمشاركة في دوري الأمم الأفريقية، خاصة إذا كانت المباريات تتعارض مع جدول مباريات الدوري المحلي. كما يجب على الاتحاد الأفريقي لكرة القدم أن يضع آليات واضحة لضمان حصول اللاعبين على تعويض عادل عن مشاركتهم في البطولة.

تعتبر هذه التطورات بمثابة علامة فارقة في تاريخ كرة القدم الأفريقية، حيث تسعى القارة إلى تعزيز مكانتها كقوة صاعدة في عالم الرياضة. ومن المتوقع أن تشهد السنوات القادمة المزيد من التغييرات والإصلاحات التي تهدف إلى تحقيق هذا الهدف. وستكون كأس الأمم الأفريقية 2025 في المغرب بمثابة اختبار حقيقي للقدرات التنظيمية للاتحاد الأفريقي لكرة القدم، وستحدد إلى حد كبير مسار التطور المستقبلي للعبة في القارة. الخطوة التالية المتوقعة هي الإعلان عن تفاصيل إضافية حول هيكل دوري الأمم الأفريقية، بما في ذلك نظام التأهيل والجوائز المالية، بحلول الربع الأول من عام 2026.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version