مخيم الرشيدية- في عالم يعج بالضجيج والحروب، اختار الفنان الفلسطيني أشرف الشولي أن يخلق من خلال الموسيقى فسحة أمل وسط المعاناة، يُدخل عبرها الأمل إلى قلوب الناس، مستخدما الموسيقى لا كوسيلة للترفيه فحسب، بل كأداة تعبيرية عميقة ووسيلة علاجية.

ومن قلب مخيم الرشيدية في صور جنوبي لبنان، خرجت أنغامه لتروي قصص الألم والحلم، ولتلامس أرواح من ظنوا ألا شيء قادر على مواساتهم.

اقرأ أيضا

list of 2 itemsend of list

ويقول الشولي “منذ بداياتي، لم يكن الغناء مجرد هواية، بل موقف إنساني، ورسالة يحملها في كل مقام ونغمة، لأنني أؤمن بأن الموسيقى لغة لا تحتاج إلى ترجمة، وأنها تمتلك القدرة العجيبة على اختراق الحواجز النفسية، والتسلل إلى الداخل حيث تختبئ الجراح”.

واليوم، يقود أشرف مع فرقته جولات موسيقية في المستشفيات والمراكز الصحية، حيث يقدمون عروضا غنائية تفاعلية للأطفال والكبار على حد سواء، بهدف إدخال الفرح وتخفيف الشعور بالوحدة والضغط النفسي، فالموسيقى، بالنسبة له، تصلح للجميع، وتجد طريقها إلى كل من هو بحاجة الى لحظة دفء.

يقول أشرف “ليس سهلا أن ترى إنسانا متعبا ومريضا، لا يقوى على الحركة أو التعبير، ثم تبدأ بالغناء، فتشعر كأنه كان ينتظر تلك اللحظة تحديدا لينضم إليك، ليغني معك. كأن الموسيقى تحرره من ألمه”.

وفي ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة في غزة، لا يخفي أشرف تأثره الكبير بمعاناة الأطفال هناك، وما يواجهونه من جوع وخوف وفقدان مستمر، وفي حديث عما يمكن أن يُهدى لأطفال غزة، في ظل ما يعيشونه من رعب وجوع وظلم، لم يتردد أشرف في القول “أطفال غزة هم من يهدوننا الأغاني، هم من يمنحوننا الأمل، لا العكس”.

ويؤكد الشولي أن الموسيقى ليست فقط شفاء، بل مقاومة، في وجه الظلم، في حضرة الوجع، تصبح الأغنية وسيلة مواجهة للألم وبث الأمل، ورسالة إنسانية مستمرة، ويُصر على أن الإنسان، رغم كل شيء، لا يزال قادرا على أن يغني.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version