|

تصدر مشهد تجول رجل بسيارته داخل صحن المسجد الأموي في العاصمة السورية دمشق منصات التواصل الاجتماعي، ما أثار موجة من الصدمة والجدل حول كيفية السماح لهذا الشخص بدخول ساحة المسجد العريقة.

وقد وثق الرجل عبر هاتفه النقال دخوله وهو يقود سيارته إلى باحة الجامع برفقة امرأة، مستفيدا من تسهيلات واضحة في العبور قدمها بعض المسؤولين عن البوابات.

هذا التصرف أثار غضب المتابعين الذين تساءلوا: كيف عبرت السيارة إلى داخل الجامع الأموي؟ ومن يتحمل المسؤولية؟ هل أصبح الخطأ الفردي نهجا عاما؟ أين الأمن العام؟

وانتشرت التعليقات التي اعتبرت الواقعة غير مسبوقة في تاريخ المسجد، متسائلين عن الدافع الحقيقي وراء السماح بالدخول بالسيارة، في حين يلتزم الجميع بالدخول مشيا على الأقدام، بمن فيهم المسؤولون.

وعلى وقع الجدل، أوضح صاحب الفيديو لمواقع محلية أن المقطع المنتشر “مجتزأ من سياقه”، مؤكدا أن دخوله كان لأداء مهمة تطوعية تتعلق بنقل مصاحف من الجامع الأموي إلى مساجد أخرى في ريف دمشق، وبعلم الإدارة.

وأضاف أنه تلقى إذنا لإدخال سيارته إلى داخل الباحة لتسهيل تحميل الكميات الكبيرة من المصاحف، نافيا أن يكون هدفه إثارة الجدل أو التصوير بغرض النشر، وأن المقطع تم تداوله بشكل غير كامل.

توضيح

بدورها، أصدرت إدارة الجامع الأموي بيانا توضح فيه تفاصيل الحادثة وتعتذر عن تصوير مقطع الفيديو بطريقة لا تليق بحرمة المسجد.

وأشارت إلى أن الشخص المعني حضر في 31 يوليو/تموز الماضي لاستلام عدد من المصاحف، وسمحت له الإدارة سابقا بإيقاف سيارته خارج الحرم لتسهيل التحميل، لكن بعض الموظفين سمحوا له بإدخال السيارة إلى الباحة من دون إذن رسمي.

وخلافا للغرض المحدد، قام الرجل بالتجول وتصوير الفيديو ونشره عبر منصات التواصل بطريقة غير لائقة.

وأكدت الإدارة أنه سيتم محاسبة الموظفين المسؤولين عن السماح بإدخال السيارة من دون إذن، إضافة إلى مخاطبة الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق صاحب الفيديو.

وتباينت ردود المتابعين بين من طالب بمحاسبة الرجل، وإدارة المسجد، ومن سمح له بالدخول، بشكل شفاف ورسمي، وبين من اعتبر الأمر خطأ أمنيا جسيما، محذرين من إمكانية استغلال مثل هذه الثغرات.

في حين رأى عدد من المدونين أن الواقعة استفزازية، مشيرين إلى أن عناصر الأمن لم يتدخلوا لمنع التصوير أو حذف المقطع.

وأكد آخرون أن تبرير الإدارة غير مقنع، إذ كان بالإمكان نقل المصاحف بوسائل أخرى أو الاستعانة بعمال.

وفي المقابل، اعتبر بعض المغردين أن القضية أخذت أكبر من حجمها عبر منصات التواصل، مطالبين بمحاسبة المخطئ وإغلاق الملف بذلك.

وفي سياق متصل، أعرب وزير الأوقاف السوري محمد أبو الخير شكري عن أسفه لما حدث في الجامع الأموي، مؤكدا أنه وجه بمتابعة القضية ومحاسبة المعنيين وفق الأصول، واتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على حرمة المسجد ومنع تكرار مثل هذه الحوادث.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version