تواجه سكة حديد تانزانيا-زامبيا (TAZARA) تحديات كبيرة بعد عقود من التشغيل، مما أثر على موثوقية الخدمة وسلامة الركاب. ومع ذلك، هناك أمل في تحسينات كبيرة بفضل استثمار ضخم من شركة الصين لبناء الهندسة المدنية (CCECC) بقيمة 1.4 مليار دولار أمريكي لتجديد خط السكة الحديد المتهالك. يهدف هذا المشروع إلى إعادة إحياء قطار تانزانيا-زامبيا وتحسين قدرته على نقل الركاب والبضائع.
تاريخ من التأخير والحوادث لـ قطار تانزانيا-زامبيا
بدأت عمليات سكة حديد TAZARA في عام 1975، بهدف توفير رابط حيوي للنقل بين دار السلام في تنزانيا وكابيري موشي في زامبيا. لطالما عانت السكة الحديد من مشاكل في الصيانة والاستثمار المحدود، مما أدى إلى تدهور البنية التحتية والمركبات. أصبحت التأخيرات المتكررة والانقطاعات جزءًا لا يتجزأ من تجربة الركاب.
في الآونة الأخيرة، شهدت سكة حديد TAZARA سلسلة من الحوادث الخطيرة. في أبريل، لقي سائقان مصرعهما عندما انحرفت قطارتان عن القضبان بالقرب من جسر في جنوب تنزانيا أثناء نقلهما للصيانة. وفي يونيو، انحرفت قطارة أخرى في زامبيا واصطدمت بها قطارة “إنقاذ” أرسلت للمساعدة، مما أسفر عن مقتل موظف واحد وإصابة 29 شخصًا، بمن فيهم الركاب.
تأثير الحوادث على الخدمة
أدت هذه الحوادث، بالإضافة إلى “تحديات تشغيلية غير متوقعة”، إلى تعليق خدمة الركاب مؤقتًا في أوائل سبتمبر. وذلك بسبب تعطل معظم القاطرات العاملة، بعد أن تضرر أحد الجسور على طول المسار نتيجة حريق. يعتمد العديد من الركاب على هذا الخط كوسيلة نقل رخيصة ومباشرة، خاصةً في المناطق التي لا تتوفر فيها شبكات طرق جيدة.
استثمار صيني لإنقاذ سكة الحديد
في تطور إيجابي، أعلنت شركة CCECC عن استثمار بقيمة 1.4 مليار دولار أمريكي لتجديد سكة حديد TAZARA على مدى السنوات الثلاث المقبلة. سيتم تخصيص الجزء الأكبر من هذا المبلغ لإعادة تأهيل المسارات، بينما سيتم تخصيص 400 مليون دولار أمريكي لشراء 32 قاطرة جديدة و762 عربة.
تهدف هذه التحسينات إلى زيادة كبيرة في قدرة السكة الحديد على نقل البضائع والركاب، وفقًا لبيان صادر عن TAZARA. بالإضافة إلى ذلك، سيشمل الاستثمار إصلاح الجسور المتضررة وتحسين أنظمة السلامة. تعتبر هذه الخطوة ضرورية لضمان استمرار تشغيل سكة الحديد وتلبية احتياجات النقل المتزايدة في المنطقة.
بموجب الاتفاقية، ستحصل شركة CCECC على امتياز لمدة 30 عامًا لتشغيل سكة حديد TAZARA واسترداد استثماراتها قبل إعادة الإدارة اليومية إلى السلطات التنزانية والزامبية. هذا النموذج من الشراكة بين القطاعين العام والخاص يهدف إلى ضمان الاستدامة المالية والتشغيلية لسكة الحديد.
أهمية سكة الحديد وتحدياتها المستمرة
تعتبر سكة حديد TAZARA شريانًا حيويًا للتجارة والنقل في تنزانيا وزامبيا. فهي توفر وسيلة نقل أرخص وأكثر كفاءة للبضائع، مثل النحاس والأسمنت والمنتجات الزراعية، مقارنة بالشحن البري. كما أنها تسهل حركة الركاب بين المدن والقرى على طول المسار.
ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات قائمة. من المتوقع أن تتسبب أعمال البناء في بعض الانقطاعات المؤقتة في خدمة الركاب. بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة إلى تحسينات مستمرة في الصيانة وأنظمة السلامة لضمان التشغيل السلس والآمن لسكة الحديد. تعتبر سكك الحديد جزءًا أساسيًا من البنية التحتية للنقل في المنطقة، وتطويرها يساهم في النمو الاقتصادي والاجتماعي.
بالإضافة إلى تحديات الصيانة، تواجه سكة حديد TAZARA منافسة متزايدة من الشاحنات وسيارات الأجرة، خاصةً على طرق النقل البري المحسنة. لذلك، من الضروري أن تركز سكة الحديد على تقديم خدمات موثوقة وفعالة من حيث التكلفة لجذب الركاب والحفاظ على حصتها في السوق. تعتبر شبكات النقل المتكاملة ضرورية لتحقيق التنمية المستدامة.
من المتوقع أن تبدأ أعمال التجديد الرئيسية في الربع الأول من عام 2026، مع التركيز على إصلاح المسارات والجسور الأكثر تضررًا. سيستغرق المشروع ثلاث سنوات لإكماله، ولكن من المحتمل أن تبدأ بعض التحسينات في الظهور في وقت أقرب. سيكون من المهم مراقبة التقدم المحرز في المشروع والتأكد من الالتزام بالجداول الزمنية والميزانيات المحددة.
في المستقبل، من الضروري أن تستمر تنزانيا وزامبيا في الاستثمار في سكة حديد TAZARA لضمان قدرتها التنافسية واستدامتها على المدى الطويل. قد يشمل ذلك تحديث المعدات، وتحسين أنظمة الإدارة، وتوسيع الشبكة لتشمل مناطق جديدة.

