أنهت الولايات المتحدة الحماية القانونية المؤقتة لمواطنين إثيوبيين آلاف، وأصدرت أمرًا بمغادرتهم البلاد خلال 60 يومًا أو مواجهة الاعتقال والترحيل. يأتي هذا القرار في إطار سياسة أوسع تتبعها الإدارة الحالية بشأن وضع الحماية المؤقتة في الولايات المتحدة، مما يثير قلقًا واسع النطاق بين المستفيدين والمجموعات الحقوقية.
إنهاء الحماية المؤقتة للإثيوبيين: تفاصيل وتداعيات
أعلنت كريستي نيم، وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية، عن القرار يوم الجمعة، معتبرة أن الأوضاع في إثيوبيا “لم تعد تشكل تهديدًا خطيرًا” للمواطنين العائدين، على الرغم من استمرار العنف في أجزاء من البلاد. يشمل هذا الإجراء ما يقرب من 5000 لاجئ فروا من الصراعات المسلحة، وهو أحدث خطوة في حملة الإدارة لإنهاء الحمايات القانونية لما لا يقل عن مليون شخص من دول متعددة.
سيدخل قرار إنهاء وضع الحماية المؤقتة (TPS) للإثيوبيين حيز التنفيذ في أوائل فبراير 2026، مما يمنح المستفيدين الحاليين مهلة شهرين إما لمغادرة البلاد طواعية أو إيجاد أساس قانوني آخر للبقاء. وحذرت وزارة الأمن الداخلي من أن أولئك الذين يجبرون السلطات على اعتقالهم “قد لا يُسمح لهم بالعودة أبدًا”.
تجاهل تحذيرات وزارة الخارجية
يأتي هذا القرار على الرغم من نصيحة السفر الصادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية بشأن إثيوبيا، والتي تحث المواطنين الأمريكيين على “إعادة النظر” في السفر إلى البلاد بسبب “العنف المتفرق والاضطرابات المدنية والجريمة وانقطاع الاتصالات والإرهاب والخطف”.
تشير النصيحة، التي لا تزال سارية المفعول، إلى أن مناطق متعددة لا تزال خارج الحدود وأن السفارة الأمريكية “من غير المرجح أن تكون قادرة على المساعدة في المغادرة من البلاد إذا تدهور الوضع الأمني”.
وبررت السلطات الفيدرالية إنهاء الحماية بالإشارة إلى اتفاقيات السلام الموقعة في السنوات الأخيرة، بما في ذلك وقف إطلاق النار في تيغراي عام 2022 واتفاقية في أوروميا في ديسمبر 2024. ومع ذلك، حذر المحللون من خطر تجدد القتال بين إثيوبيا وإريتريا.
أقر إشعار السجل الفيدرالي بأن “بعض أعمال العنف المتفرقة والعرضية تحدث”، لكنه زعم أن التحسينات في الرعاية الصحية والأمن الغذائي وأرقام النزوح الداخلي أظهرت تعافي البلاد.
مخاوف تتعلق بالهجرة والأمن القومي
إلا أن الإشعار أشار أيضًا إلى مخاوف تتعلق بالمصلحة الوطنية، بما في ذلك معدلات تجاوز تأشيرات الإثيوبيين التي تتجاوز المتوسط العالمي بأكثر من 250 بالمائة، وتحقيقات أمن قومي غير محددة تتعلق ببعض حاملي TPS. هذه العوامل أثرت على قرار الإدارة.
يأتي إنهاء الحماية المؤقتة للإثيوبيين كجزء من نمط أوسع بدأ في عهد الرئيس دونالد ترامب، والذي اتخذ خطوات لإنهاء الحماية للمواطنين من هايتي وفنزويلا والصومال وجنوب السودان ودول أخرى منذ عودته إلى السلطة. وقد أثارت هذه السياسات جدلاً واسعًا حول قضايا اللاجئين والهجرة.
وقد وصفت الإدارة العديد من الدول بأنها دول “عالم ثالث”، وهي مصطلح لم يعد مستخدمًا على نطاق واسع نظرًا لدلالاته السلبية تجاه الدول النامية. بالإضافة إلى ذلك، كثفت الإدارة هجماتها الخطابية ضد المجتمع الصومالي الكبير في مينيسوتا، واصفة المهاجرين الصوماليين بـ “القمامة” وتوجيه زيادة في وكلاء ICE إلى الولاية، مما أثار قلق السكان وانتقادات واسعة.
اعتبارًا من مارس 2025، كان ما يقرب من 1.3 مليون شخص يحملون وضع الحماية المؤقتة في الولايات المتحدة، وفقًا لمجلس الهجرة الأمريكي، وهي منظمة بحثية ودعائية مقرها واشنطن.
وقد حدد ترامب السيطرة على الهجرة كعنصر أساسي في استراتيجيته للأمن القومي، حيث يصف الوثيقة المنشورة هذا الشهر سياسات الهجرة في أوروبا وأماكن أخرى بأنها تساهم فيما يسمونه “محواً حضارياً”، وهي نظرية يمينية متطرفة تم دحضها بشكل شامل.
انتقادات بسبب التمييز
لقد لاقى هذا النهج انتقادات حادة بسبب انتقائيته العرقية. فبينما تقوم الإدارة بإنهاء الحماية للإثيوبيين الذين فروا من صراعات مسلحة موثقة، فقد فتحت في الوقت نفسه برنامجًا لإعادة توطين اللاجئين من جنوب إفريقيا البيض من أصل أفريكاني، مدعية “التمييز على أساس العرق”. وقد رفضت الحكومة الجنوب إفريقية هذا الادعاء، وكذلك العديد من الأفريكانيين أنفسهم.
قال سكوت لوكاس، أستاذ السياسة الأمريكية والدولية في معهد كلينتون بجامعة كلية دبلن، إن هذا التباين يكشف عن “صدق مشوه” بشأن أولويات الإدارة. وأضاف: “إذا كنت أبيضًا ولديك علاقات، فستدخل. إذا لم تكن أبيضًا، فانس الأمر”.
وقد تصاعدت التحديات القانونية ضد العديد من قرارات إنهاء الحماية المؤقتة، حيث منعت المحاكم بعض القرارات مؤقتًا.
يمكن للمستفيدين من الحماية المؤقتة الإثيوبية الاستمرار في العمل خلال فترة الانتقال التي تبلغ 60 يومًا، ولكن بعد هذا الموعد، يصبح أي شخص ليس لديه وضع قانوني بديل عرضة للاعتقال والترحيل الفوري.
وقد عرضت الإدارة ما تسميه “تذكرة طيران تكميلية” و “مكافأة مغادرة قدرها 1000 دولار” لأولئك الذين يغادرون طواعية باستخدام تطبيق للهاتف المحمول للإبلاغ عن مغادرتهم.
من المتوقع أن تشهد الأشهر القادمة المزيد من التحديات القانونية والاحتجاجات من قبل المدافعين عن حقوق المهاجرين. من المهم مراقبة التطورات المتعلقة بتنفيذ هذا القرار وتأثيره على حياة الآلاف من الإثيوبيين في الولايات المتحدة. كما يجب متابعة أي تغييرات محتملة في سياسة الهجرة الأمريكية.

