|

شهد الملف القضائي للمعارض التشادي البارز سكسيه ماسرا تطورا جديدا، عقب تسريب وثيقة محلية تكشف تفاصيل غير مسبوقة حول أحداث العنف التي هزّت منطقة ماندكاو في مايو/أيار الماضي.

ووُقّعت الوثيقة، وهي بروتوكول اتفاق بين ممثلين عن قبيلتي “نغامباي” و”فولبي”، في الخامس من يوليو/تموز، لكنها لم تُنشر إلا في الأول من أغسطس/آب، أي بعد يوم واحد من توجيه الاتهام رسميا إلى ماسرا، المعتقل منذ أكثر من شهرين.

خلاف يتحول لمواجهات

ووفقا لما ورد في الوثيقة، اندلعت الأزمة إثر نزاع على قطعة أرض بين مزارع من “نغامباي” وراعٍ من “فولبي”، قبل أن تتصاعد إلى مواجهات أودت بحياة 45 شخصا من الفولبي و22 من النغامباي.

وبعد 5 أيام، شهدت منطقة أوريغوميل أعمال انتقامية أسفرت عن مقتل 18 من النغامباي وشخص واحد من الفولبي.

الوثيقة تُسقط الاتهامات

اعتبر حزب “المحولون”، الذي يتزعمه ماسرا، أن الوثيقة تُبرّئه من تهمة التحريض، واصفا ما جرى بأنه “نزاع تقليدي محلي لا علاقة له بالسياسة”.

وقال نائب رئيس الحزب، سيتاك يومباتينا، إن “الكنيسة الكاثوليكية ومنظمات المجتمع المدني توصّلتا إلى النتيجة نفسها، لكن الحكومة تجاهلت ذلك عمدا”، على حد تعبيره.

في المقابل، نفت الحكومة التشادية هذه الرواية، مؤكدة أن تصريحات ماسرا ومساعديه ساهمت في تأجيج التوترات.

وقال المتحدث باسم الحكومة، قاسم شريف، إن “العدالة ستأخذ مجراها، وستحسم القضية باستقلالية تامة”.

مطالبات حقوقية بالإفراج عن ماسرا

من جهتها، وصفت منظمة “هيومن رايتس ووتش” اعتقال ماسرا بأنه “مناورة سياسية”، محذّرة من تداعيات ذلك على اتفاق كينشاسا، الموقّع في أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أتاح عودة المعارض إلى البلاد.

ودعت المنظمة الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي، بصفته ضامنا للاتفاق، إلى التدخل للإفراج الفوري عن ماسرا، قائلة إن “تشيسيكيدي وعد بديمقراطية جديدة في نجامينا، لكن الواقع لم يتغيّر”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version