شهد بركان خامل منذ فترة طويلة في شمال إثيوبيا ثورانًا، مما أدى إلى انتشار سحب الرماد عبر البحر الأحمر باتجاه اليمن وعُمان. وقد أثار ثوران بركان هايلي غوبي في منطقة أفار الإثيوبية، الواقعة على بعد حوالي 800 كيلومتر شمال شرق أديس أبابا، حالة من التأهب الإقليمي. ويعد هذا الحدث الجيولوجي البارز الأول من نوعه منذ حوالي 12000 عام.

بدأ الثوران صباح يوم الأحد واستمر لعدة ساعات، مما أدى إلى تغطية قرية أفديرا القريبة بالرماد. ووفقًا لمركز تولوز للمعلومات الاستشارية بشأن الرماد البركاني في فرنسا، ارتفعت أعمدة الدخان الكثيفة إلى ارتفاع 14 كيلومترًا (تسعة أميال) في السماء، حاملة معها سحب الرماد إلى اليمن وعُمان والهند وشمال باكستان.

تأثيرات ثوران بركان هايلي غوبي

أفاد شهود عيان محليون بأن الثوران كان قويًا بشكل ملحوظ. وقال أحمد عبدلا، وهو من سكان منطقة أفار، إنه “شعر وكأن قنبلة مفاجئة قد ألقيت”. وأضاف أن العديد من الأشخاص الذين كانوا في طريقهم إلى صحراء دانكيل، وهي وجهة سياحية محلية، تقطعت بهم السبل في أفديرا المغطاة بالرماد.

أكد محمد سيد، وهو مسؤول محلي، عدم وقوع أي إصابات حتى الآن، لكنه أشار إلى أن الثوران قد يكون له تداعيات اقتصادية على المجتمع المحلي من مربي الماشية. وأوضح أن القرى المتعددة غطتها طبقة سميكة من الرماد، مما أثر على مصادر غذاء الحيوانات.

النشاط الزلزالي في منطقة أفار

يقع بركان هايلي غوبي، الذي يرتفع حوالي 500 متر فوق مستوى سطح البحر، داخل منطقة الوادي المتصدع، وهي منطقة ذات نشاط جيولوجي مكثف حيث تلتقي صفيحتان تكتونيتان. ويعد هذا التقاء الصفائح التكتونية سببًا رئيسيًا للنشاط البركاني والزلزالي في المنطقة.

وفقًا لبرنامج البراكين العالمي التابع لمؤسسة سميثسونيان، لم يشهد بركان هايلي غوبي أي ثورات معروفة خلال العصر الجيولوجي الحالي، المعروف باسم الهولوسين. بدأ الهولوسين منذ حوالي 12000 عام في نهاية العصر الجليدي الأخير. ويشير هذا إلى أن الثوران الحالي هو حدث نادر وغير متوقع.

بالإضافة إلى ذلك، أدى النشاط البركاني إلى مخاوف بشأن جودة الهواء وتأثيره المحتمل على الصحة العامة في المناطق المتضررة. وقد أصدرت السلطات المحلية تحذيرات للمقيمين لاتخاذ الاحتياطات اللازمة، مثل ارتداء الأقنعة الواقية من الغبار والبقاء في الداخل قدر الإمكان.

التقييمات الأولية والاستجابة للطوارئ

حتى الآن، لم ترد تقارير عن وقوع إصابات من قبل سلطات أفار. ومع ذلك، فإن التقييم الكامل للأضرار والتأثيرات المحتملة للثوران لا يزال جاريًا. وتعمل فرق الاستجابة للطوارئ على تقييم الاحتياجات الإنسانية وتقديم المساعدة للمجتمعات المتضررة.

تتضمن الاستجابة الأولية توفير المياه النظيفة والإمدادات الغذائية والمأوى للمتضررين. بالإضافة إلى ذلك، يتم مراقبة الوضع عن كثب من قبل العلماء والخبراء لتقييم تطور الثوران وتحديد أي مخاطر محتملة إضافية. ويشمل ذلك مراقبة انتشار سحب الرماد البركاني وتأثيرها على حركة الطيران.

من المتوقع أن تستمر السلطات الإثيوبية في مراقبة الوضع عن كثب وتقديم تحديثات منتظمة للجمهور. ومن غير الواضح في الوقت الحالي ما إذا كان الثوران سيستمر أو يتوقف، ولكن من المرجح أن يستمر تقييم المخاطر ووضع خطط للطوارئ المحتملة. ويجب على السكان المحليين والسياح اتباع إرشادات السلطات والبقاء على اطلاع دائم بالتطورات.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version