|

تصدرت مشاهد الحرائق المروعة في غابات ريف اللاذقية بسوريا منصات التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين، حيث التهمت النيران مساحات شاسعة وارتفعت ألسنة اللهب بشكل غير مسبوق، في ظل استمرار محاولات فرق الدفاع المدني السوري والقبعات البيضاء للسيطرة عليها، وساهمت سرعة الرياح وقوتها في اتساع رقعة الحرائق وصعوبة احتوائها.

نداءات استغاثة

وفي مواجهة تصاعد الأزمة طلبت سوريا رسميا المساعدة من تركيا والأردن.

وذكر وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري رائد الصالح عبر حسابه على منصة “إكس” أنه أجرى اتصالا هاتفيا مع وزير الزراعة والغابات التركي إبراهيم يوماقلي، وتم الاتفاق على تعزيز التنسيق الميداني صباح اليوم الأحد عبر زيادة عدد فرق الإطفاء والطائرات التركية المشاركة، مع ضمان جاهزية الفرق التركية داخل البلاد، دعما لجهود إخماد هذا الحريق واسع النطاق.

من جانبه، نشر رئيس القبعات البيضاء منير مصطفى تدوينة ثمّن فيها مشاركة فرق الطوارئ الأردنية، واصفا الدعم بأنه “موقف نبيل وغال على قلوب السوريين جميعا، ويعكس قيم التعاضد والأخوة بين الشعبين”.

أبطال الظل

وتفاعل السوريون بشكل لافت مع جهود عناصر فرق الإنقاذ، منوهين بدورهم البطولي في مواجهة الخطر وسط ظروف بالغة القسوة، وكتب أحد المدونين “في الأزمات يظهر البطل الحقيقي الذي لا يعمل من أجل الأضواء أو التصفيق”.

وكتب آخر “رجال الإطفاء يواصلون كفاحهم رغم حلول الليل لإنقاذ الغابات والقرى، ويد الله مع الجماعة فلا تخذلوا غابات الساحل”.

تساؤلات وشبهات

وبالتوازي مع تصاعد ألسنة اللهب تصاعدت التساؤلات على المنصات عما إذا كانت هذه الحرائق طبيعية أم متعمدة.

وأرجع ناشطون اندلاع الحرائق في مواقع عدة متزامنة بريف اللاذقية (دمسرخو، العمرونية، سفوبين) إلى “أسباب مفتعلة”، مستشهدين بحريق كبير لا يزال مشتعلا قرب إحدى الثكنات العسكرية.

وتحدث شهود عيان عن “سرعة انتشار النيران وصعوبة السيطرة عليها”، وسط اتهامات بأنها مقصودة لاستهداف المناطق الحرجية والممتلكات أو لصرف الانتباه عن قضايا أخرى، وربما بهدف إحداث إرباك واستنزاف الموارد.

كما طرح مدونون فرضية وقوف تجار الفحم خلف بعض الحرائق لاستغلال أخشاب الغابات، في حين أشار آخرون إلى تقارير عن “زرع ألغام قابلة للانفجار من قبل فلول النظام”، في ظل تكرار الحرائق في توقيتات متقاربة.

من جانب آخر، دعا الدفاع المدني السوري السكان إلى التعاون والإبلاغ عن أي شخص يشتبه بتعمده إشعال الحرائق.

ودعا عدد من النشطاء إلى “توقيف جميع الفعاليات الاحتفالية مؤقتا في الساحات العامة حتى انتهاء رجال الدفاع المدني من أداء واجبهم وإطفاء الحرائق التي باتت تهدد القرى والبلدات في أرياف اللاذقية”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version