16/7/2025–|آخر تحديث: 13:54 (توقيت مكة)
أعلنت أوكرانيا أن تعرضها لهجمات روسية بمئات المسيرات والمدفعية وصاروخ باليستي خلال الليلة الماضية وصباح الأربعاء تزامن مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدء إرسال شحنة أنظمة الدفاع الجوية من طراز باتريوت إلى أوكرانيا.
وحسب بيانات وتصريحات السلطات الأوكرانية اليوم، أسفرت الهجمات الروسية عن مقتل امرأة وإصابة أكثر من 20 شخصا في مناطق متعددة، بينما أدى هجوم صاروخي إلى قطع الكهرباء والمياه في مدينة كريفي ريغ، مسقط رأس الرئيس الأوكراني.
وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا أطلقت ما لا يقل عن 400 طائرة مسيرة على أوكرانيا بين أواخر الليلة الماضية وصباح اليوم، بالإضافة إلى صاروخ باليستي من طراز إسكندر أُطلق من شبه جزيرة القرم التي ضمتها.
وأفادت السلطات المحلية بأن هجمات طائرات مسيرة ليلية على مدينة فينيتسا بوسط أوكرانيا أسفرت عن 8 جرحى، بينما أصيب 3 آخرون في هجوم على مدينة خاركيف شمال شرق أوكرانيا.
وأفاد مسؤولون محليون بأن الهجمات الروسية على مدينة كريفي ريغ أسفرت عن إصابة 15 شخصًا على الأقل، وتدمير مبنى صناعي، وتعطيل إمدادات الكهرباء والمياه.
وصرح رئيس بلدية المدينة، أوليكساندر فيلكول، على تليغرام، بأن شابًا يبلغ من العمر 17 عامًا كان من بين المصابين.
وكتب يقول “أُصيب الشاب في تجويف البطن. نُقل على الفور إلى المستشفى، وهو في حالة خطرة. والآن يُصارع الأطباء من أجل حياته”.
وأضاف “هذا لم يحدث من قبل. صاروخ باليستي و28 صاروخا من طراز “شاهد” في وقت واحد”، في إشارة إلى الطائرات المسيرة الإيرانية الصنع.
الباتريوت في الطريق
ويأتي القصف بعد يومين من تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض عقوبات صارمة على روسيا ما لم تتوصل إلى تسوية سلمية في غضون 50 يومًا لإنهاء حربها المستمرة منذ 3 سنوات على أوكرانيا.
وأعلن ترامب أمس الثلاثاء بدء إرسال شحنة أنظمة الدفاع الجوية من طراز باتريوت إلى أوكرانيا من ألمانيا، مضيفا أن الولايات المتحدة ستحصل على ثمنها كاملا.
وأوضح ترامب أن هذه الشحنة تتم بموجب اتفاقية مدعومة من حلف شمال الأطلسي (ناتو) وأن الدفعات ستسدد إما من خلال الحلف أو من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وأول أمس الاثنين، أعلن ترامب في مؤتمر صحفي مع الأمين العام لحلف الناتو مارك روته أن الجانبين توصلا إلى اتفاق لإرسال أسلحة إلى أوكرانيا.
وأوضح أن الولايات المتحدة ستنتج الأسلحة التي سترسل لأوكرانيا وأن حلف الناتو سيغطي تكاليفها، كما توعد برفع الرسوم الجمركية على روسيا بنسبة 100% إن لم تتوصل إلى اتفاق مع أوكرانيا خلال 50 يوما.
يذكر أن آخر لقاء بين مسؤولين أوكرانيين وروس لإجراء محادثات سلام مباشرة كان قبل أكثر من شهر، ولم يُحدد موعد لاجتماعات أخرى على الرغم من إعلان الكرملين انفتاحه على إجراء مزيد من المحادثات.
وكثفت روسيا حملتها الصيفية على أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة مع تعثر محادثات وقف إطلاق النار بوساطة واشنطن.
تقدم روسي
وواصل جيشها تقدمه في ساحة المعركة، بينما يقصف أوكرانيا بضربات جوية مشتركة من الطائرات المسيرة والمدفعية والصواريخ.
وذكرت وكالة أسوشيتد برس في تقرير لها اليوم أن القوات الروسية تقترب من المعاقل الشرقية في منطقتي بوكروفسك وكوستيانتينيفكا في منطقة دونيتسك، وتستولي بشكل منهجي على قرى بالقرب منهما في محاولة لقطع طرق الإمداد الرئيسية وتطويق المدافعين عنها وهو هجوم بطيء بدأ منذ أشهر.
وحسب محللي الوكالة، سيسمح الاستيلاء على هذه المعاقل لروسيا بالتقدم نحو سلوفيانسك وكراماتورسك، مما يمهد الطريق للاستيلاء على منطقة دونيتسك بأكملها.
ويرى المحللون أنه في حالة سيطرة القوات الروسية على تلك المعاقل الأخيرة، فسيفتح ذلك الطريق أمامها للتقدم غربا نحو منطقة العاصمة الإقليمية دنيبروبيتروفسك، وهي مركز صناعي رئيسي يضم ما يقرب من مليون نسمة، على بُعد حوالي 150 كيلومترًا غرب المواقع الروسية.
وحسب المحللين، قد يُلحق امتداد القتال إلى دنيبروبيتروفسك الضرر بالمعنويات الأوكرانية ويمنح الكرملين نفوذًا أكبر في أي مفاوضات.
وفي منطقة لوغانسك المجاورة، تسيطر القوات الأوكرانية على شريحة صغيرة من الأرض، لكن يبدو أن موسكو لم تُعطِ السيطرة عليها أولوية.
ويقول القادة الأوكرانيون إن حجم العمليات الروسية ووتيرتها يشيران إلى أن أي مكاسب تُغير موازين القوى بعيدة المنال، مع تقدم قوات موسكو ببطء وبتكلفة باهظة على قواتها.
وتشعر القوات الأوكرانية المنهكة بالضعف العددي والتسليحي، فهي تعتمد على الطائرات المسيرة لإحباط هجوم موسكو البطيء. ويسهل رصد أي تحركات كبيرة للقوات والأسلحة بواسطة الطائرات المسيرة التي تنتشر بكثرة لدرجة أن كلا الجانبين يستخدمها لتتبع حتى الجنود الأفراد ومهاجمتهم في غضون دقائق.
وكثفت القوات الروسية هجماتها الجوية على المدن الأوكرانية وأطلقت عددا قياسيا من الطائرات المسيرة الأسبوع الماضي، وهاجم الجيش الأوكراني أيضا أهدافا روسية معظمها مرتبط بمنظومة الطاقة.