|

على الهواء مباشرة وأمام أعين العالم، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجزرة وحشية بحق 5 صحفيين كانوا ينقلون الحقيقة للعالم وسط الحرب والمجازر في مجمع ناصر الطبي بخان يونس جنوب قطاع غزة، وأسفرت عن استشهادهم جميعا وإصابة آخرين.

واستشهد المصور معاذ أبو طه، والمصور محمد سلامة من قناة الجزيرة، والمصور حسام المصري، والصحفية مريم أبو دقة وأحمد أبو عزيز في جريمة موحشة كشفت حجم الاستهداف المتعمد للإعلام والصحفيين في غزة.

ووفق إحصاءات المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، قتلت إسرائيل 244 صحفيا فلسطينيا في القطاع، آخرهم الصحفيون الأربعة الذين استشهدوا اليوم الاثنين في قصف مجمع ناصر الطبي.

وأدان المكتب الإعلامي استهداف وقتل الصحفيين الفلسطينيين بشكل ممنهج، محملا الاحتلال والإدارة الأميركية مسؤولية ارتكاب الجرائم الوحشية في القطاع.

ودعا الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب إلى إدانة الجرائم بحق الصحفيين، مطالبا المجتمع الدولي والمنظمات الصحفية الدولية بالتحرك لإدانة جرائم الاحتلال.

وقد أثار استهداف الصحفيين موجة غضب واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر مغردون وصحفيون فلسطينيون أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد استهداف الصحفيين لطمس الحقيقة التي تحرجه أمام العالم على البث المباشر.

وأشار مغردون إلى أن موقع الاستهداف، أعلى مستشفى ناصر، كان يمثل الأمل الأخير للاتصال بالعالم، حيث يستخدم الصحفيون الإنترنت عبر شرائح e-sim لإرسال توثيقات الجرائم والتواصل مع أهاليهم.

وأوضحوا أن الاحتلال أطلق صاروخه من هذا الموقع، مما أدى إلى مقتل الصحفيين وأشخاص حاولوا الاتصال بالإنترنت، في مشهد بشع شهد ارتقاء 14 إنسانا فوق سطح المستشفى أمام أنظار العالم، مؤكدين أن مذبحة غزة لن تتوقف ما دام هناك صمت دولي يبرر الإرهاب.

وأضافوا أن قصف مستشفى ناصر اليوم مرتين ليس مجرد جريمة عابرة أو مجزرة عادية، بل يمثل دليلا صارخا على سياسة الإبادة والتطهير العرقي، مؤكدين أن هذا القصف لم يكن حدثا عابرا، فقد وقع هذه المرة أمام الكاميرات وعلى الهواء مباشرة، ليعلن الاحتلال بوضوح فاضح: “لسنا نقتل أجسادًا فقط، نحن نغتال الحقيقة ذاتها”.

ولفت آخرون إلى أن هؤلاء لم يكونوا صحفيين بالمعنى التقليدي فحسب، بل كانوا شهود عيان على المجازر: أطفال يُقتلون أمام عدساتهم، وجوع يفتك بالعشرات كل يوم.

وأشار مدونون إلى أن إسرائيل أسكتت 3 منهم بقصف داخل المستشفى، في استمرار لاستهداف المستشفيات ومحاولة خنق الحقيقة عبر الصحفيين، متجاهلة الإدانات والاحتجاجات العالمية، وكأن المجتمع الدولي يتواطأ مع القتل بصمت.

وكتب أحد النشطاء: “إسرائيل لديها رخصة قتل، والعالم يقف عاجزا ومتواطئا أمام المشاريع الصهيونية القائمة على التهجير والتجويع”.

وأضاف آخر: “استهداف الصحفيين لتغطية ما يفعلونه من جرائم بغزة”.

ولفت مدونون إلى أن القصف على مستشفى ناصر كان مباشرًا، والكارثي هذه المرة أن القصف تلاه هجوم آخر استهدف الصحفيين ورجال الدفاع المدني الذين هرعوا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، بهدف قتل أكبر عدد ممكن منهم.

وذكر عدد من المدونين أن هذا الكيان يمارس أقصى درجات الانفلات والعربدة، ولم يعد يأبه لأحد، بعد أن اكتفى الجميع بالإدانات المكتوبة فقط، في حين أصبح الصمت سمة عامة: العاجز والخائف والمتواطئ وحتى الصديق والمحايد، الكل يريد الانتقام من هذه المدينة الصغيرة لأنها كشفت الجميع وفضحتهم.

ووجه عدد من الصحفيين رسالة صارمة لوسائل الإعلام العالمية: “كفى تخاذلا! إمبراطوريات الصحافة يجب أن يكون لها موقف حاسم. الصحفيون الأربعة الشهداء هذا الصباح يعملون مع 4 وسائل إعلام عملاقة، وإذا جندت هذه المؤسسات إمكانياتها، خصوصًا الأميركية منها، وكذلك رويترز (الجزيرة تقوم بذلك فعليًا)، وإذا سمت المؤسسات الغربية الأشياء بمسمياتها، تستطيع وضع حد لاستهداف الصحافة وقتل الصحفيين وشرح حجم جرائم الاحتلال للعالم. فهل سيفعلون؟”.

وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلّفت الإبادة الإسرائيلية أكثر من 62 ألف شهيد ونحو 158 ألف مصاب فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 9 آلاف مفقود ومئات آلاف النازحين.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version