انطلقت اليوم الاثنين أعمال القمة الثانية بين أفريقيا ودول الكاريبي بمقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، بحضور 13 رئيس دولة من تجمع الكاريبي وعدد من قادة وحكومات الدول الأفريقية.

وتحت شعار “شراكة عابرة للقارات من أجل العدالة التعويضية للأفارقة وأبناء الشتات”، اجتمع المشاركون لبحث تعويضات الاستعمار والعبودية، وتعزيز الشراكة في مواجهة التغير المناخي، وإصلاح المؤسسات الدولية بما يضمن تمثيلا عادلا للمنطقتين.

لحظة تاريخية و”العودة إلى الديار”

وصفت كارلا بارنيت، الأمينة العامة لمجموعة الكاريبي، القمة بأنها “عودة إلى أفريقيا” لأبناء الشتات، مؤكدة أن الروابط التاريخية التي جمعت القارتين ما زالت حية في الوجدان الجماعي.

من جهته، اعتبر الرئيس الأنغولي والرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي جواو لورينزو أن القمة تمثل “لحظة تلاقي” بعد قرون من التمزق، مشددا على أن الجذور المشتركة أقوى من المسافات الجغرافية و”يجب استخدام الآليات الأفريقية والكاريبية للحصول على تعويضات العبودية والاستعمار”.

الأمينة العامة لـ”كاريكوم”، كارلا بارنيت (الكاريكوم)

دعوات لتعويضات واستنقاذ المؤسسات الدولية

دعا محمود علي يوسف، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، إلى موقف أفريقي كاريبي موحد لمطالبة القوى الاستعمارية السابقة بالاعتراف بجرائم الماضي وتقديم “تعويضات ذات مغزى”، مع تفكيك البنى الظالمة التي خلّفها الاستعمار.

وفي كلمة خلال الجلسة الافتتاحية، شدد ممثل الأمم المتحدة على أن “حان الوقت لتحقيق العدالة التعويضية في العالم عن الاحتلال والاستعمار وما خلّفاه من آثار مدمرة”.

أما رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد فقد اعتبر أن “أفريقيا والكاريبي يجب أن يطالبا بتعويضات عن التغيرات المناخية ونرفع أصواتنا في المحافل الدولية”.

ومن جانبه، دعا تيرنس درو، رئيس وزراء سانت كيتس ونيفيس ورئيس مجموعة الكاريبي، إلى “تشكيل منابر مشتركة للأمن والسلام، وإصلاح المؤسسات الدولية” لضمان تمثيل فعّال للدول الأفريقية والكاريبية.

الرئيس الأنغولي والرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي جواو لورينزو (الاتحاد الأفريقي)

التضامن مع القضية الفلسطينية

لم تغب القضية الفلسطينية عن قمة أديس أبابا، حيث أكد لورينزو تضامن أفريقيا والكاريبي مع الشعب الفلسطيني “في محنته الراهنة”، محذرا من أن ما يواجهه الفلسطينيون “يمثل إبادة جماعية حقيقية لا يمكن للعالم أن يقف إزاءها موقف اللامبالاة”. وأضاف: “نعلن تضامننا مع الشعب الفلسطيني الذي يواجه إبادة جماعية، وندعم نضاله من أجل إقامة دولة مستقلة ينعم شعبها بالسلام”.

أجندة التكامل والتعاون المستقبلي

تستكمل القمة أعمالها بجلسات تسعى إلى رسم أجندة شاملة للتكامل والتعاون المستقبلي، تتوزع على 3 محاور رئيسية: أولا، الاعتراف بالعبودية والترحيل والاستعمار كجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية مع تحديد آليات تعويض عادلة.

وثانيا، تعزيز الروابط الاقتصادية والثقافية والتعليمية والصحية عبر إطلاق مشاريع شراكة للتنمية الصحية في أفريقيا والكاريبي وتوسيع التعاون التجاري عبر بنك “أفريكسيم”.

وثالثا، تعديل المؤسسات المالية الدولية لتوسيع تمثيل الدول الأفريقية والكاريبية وتطبيق “خطة بريدجتاون” لمواجهة الأزمات المناخية والاقتصادية.

كما تتضمن أجندة القمة استكشاف اتفاقيات جديدة للخدمات الجوية والشحن البحري بين القارتين، وتطوير بنية تحتية رقمية تربطهما، إلى جانب إطلاق مبادرات مشتركة لتعزيز الصمود في مواجهة التغير المناخي.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version