وصف الخبير العسكري العقيد حاتم كريم الفلاحي الضربة الافتتاحية الإسرائيلية التي شنتها ضد أهداف إيرانية بالقاسية والدقيقة والاستباقية، مبينا سبب تركيز المقاتلات الإسرائيلية على استهداف غربي إيران.

وأوضح الفلاحي -في تحليله المشهد العسكري- أن الضربة الاستباقية هي التي تبدأ بها الحروب، وتستطيع من خلالها توجيه ضربة قاتلة وقاسية “سيعاني منها الخصم لفترة طويلة”.

ووفق الخبير العسكري، فإن الضربة الاستباقية تشمل ضرب البنى التحتية التي يمكن أن تستخدمها الدولة المنافسة في عملية التصدي والمواجهة العسكرية.

وشنت إسرائيل فجر اليوم الجمعة ضربات واسعة النطاق على إيران، وقالت إنها استهدفت منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية ومنظومات الدفاع الإيرانية وقادة عسكريين بارزين، مؤكدة أنها “بداية عملية مطولة لمنع طهران من صنع سلاح نووي”.

وحسب الفلاحي، فإن الضربات الإسرائيلية تركزت على حدود إيران الغربية باتجاه العراق، إذ يوجد فيها قواعد جوية وبنى تحتية عسكرية، مشيرا إلى أن المقاتلات الإسرائيلية ستمر من هذه المناطق للدخول إلى العمق الإيراني.

وبناء على هذا المشهد، عملت إسرائيل على تحييد الرادارات والدفاعات الجوية والقواعد العسكرية والبنى التحتية الموجودة في هذه المنطقة “لضمان ذهاب الطائرات وعودتها بدون تعرض، وسيادة جوية متكاملة لإسرائيل على الأجواء الإيرانية”.

وفي هذا السياق، قال الجيش الإسرائيلي إنه وجّه “ضربة واسعة ضد منظومة الدفاع الجوي التابعة للنظام الإيراني في غرب إيران”.

وادعى الجيش -في بيان- “تدمير عشرات أجهزة الرادار ومنصات صواريخ أرض-جو”.

كما شملت الأهداف المستهدفة قيادات أمنية وعسكرية وشخصيات علمية ومعرفية في الملف النووي الإيراني في العاصمة طهران “لإخراج منظومة القيادة والسيطرة بشكل تام عن الخدمة”.

وتزامنت هذه الضربات مع عمليات أمنية وعسكرية تمت على الأرض نفذها عملاء الموساد، وصفها الفلاحي بـ”الخرق الأمني الكبير الذي لم يتم تداركه”، مستدلا بحوادث سابقة مثل اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وأرادت إسرائيل من ضرباتها هذه التأثير على الرد الإيراني المحتمل ضد إسرائيل، مستفيدة من طائرات “إف-35″، التي لديها القدرة على التخفي والوجود في بيئة معادية تماما بفضل إمكانياتها القتالية.

وتمتلك هذه المقاتلة مهارة الاشتباك الجوي، ولديها القدرة على الرصد والمراقبة، وتنفيذ عمليات ضد مواقع مهمة وحساسة ودقيقة في الداخل الإيراني، كما تستطيع الذهاب والعودة من دون التزود بالوقود.

ووفق الفلاحي، فإن استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية بهذا الشكل حتى الآن “دليل على شلل في منظومة الدفاعات الجوية، أو تدميرها كليا”، واصفا ما يجري بـ”حالة فوضى وإرباك كبيرة على مستوى منظومة القيادة والسيطرة”.

وتحاول إيران “احتواء الضربة وتوجيه ضربات مضادة ريثما تستعيد زمام المبادرة”، مرجحا أن وجود الأقمار الصناعية والاستخباراتية في المنطقة “قد يمنع إيران من استخدام كثير من البنى التحتية في تنفيذ هجمات ضد إسرائيل”.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد نقلت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن “الضربة الإسرائيلية لإيران خطط لها على مدى سنوات”، وإنها تمت بعد “جمع معلومات عن المواقع النووية ومسؤولين عسكريين وعلماء”.

أما الجيش الإسرائيلي فقال في بيان إن سلاح الجو استكمل سلسلة غارات على منظومة الصواريخ أرض-أرض التابعة للنظام الإيراني، مضيفا أنه “تدمير عشرات منصات إطلاق الصواريخ، ومواقع تخزين صواريخ أرض-أرض، ومواقع عسكرية أخرى”.

بدوره، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية– الضربة بأنها “لحظة حاسمة في تاريخ إسرائيل”، كاشفا أن الهدف من هذه العملية غير المسبوقة هو ضرب المنشآت النووية الإيرانية.

كما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن الجيش “حقق إنجازا كبيرا، وضرب بدقة قادة الحرس الثوري والجيش والاستخبارات وعلماء نوويين إيرانيين”، مؤكدا أن الجيش “مستمر في عملياته لإجهاض البرنامج النووي الإيراني وإزالة التهديدات على إسرائيل”.

من جانبها، نقلت وكالة رويترز عن مصادر قولها إن “20 من القادة العسكريين الإيرانيين الكبار قتلوا في الهجمات الإسرائيلية على إيران”، أبرزهم رئيس الأركان الإيراني محمد باقري وقائد الحرس الثوري حسين سلامي.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version