9/8/2025–|آخر تحديث: 15:34 (توقيت مكة)
بعد 22 شهرا من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تتعمق الكارثة الصحية والإنسانية إلى مستويات غير مسبوقة.
فقد أكد مدير مجمع الشفاء الطبي الدكتور محمد أبو سلمية، أن ما يتوافر حاليا من احتياجات القطاع الصحي لا يتجاوز 1% من المطلوب، في ظل انهيار شبه كامل للمنظومة الطبية، وتفشي المجاعة وسوء التغذية عند مختلف الفئات العمرية.
وأوضح أبو سلمية في حديثه للجزيرة نت، أن الأيام الأخيرة شهدت ارتفاعا مقلقا في الوفيات الناجمة عن التجويع، حيث سجلت وزارة الصحة 11 وفاة خلال 24 ساعة، منها أطفال ونساء وشبان في الثلاثينيات والأربعينيات من أعمارهم.
وأكد أن قطاع غزة دخل المرحلة الخامسة من المجاعة، حيث لم يعد الغذاء أو الرعاية الصحية متاحين لمعظم السكان.
وأشار إلى أن غياب المكملات الغذائية والفيتامينات والأملاح والمحاليل الطبية يجعل إنقاذ الأرواح أمرا شبه مستحيل، محذرا من أن الأيام المقبلة قد تشهد أرقاما “صادمة” للوفيات.
وبيّن أن خطورة الوضع لا تقتصر على كبار السن، بل تمتد إلى مرضى السكري ممن يحرمهم غياب الغذاء المناسب من البقاء على قيد الحياة، فضلا عن الأطفال الذين تعد أجسادهم الأكثر هشاشة، حيث يؤدي نقص المناعة لديهم إلى سرعة الإصابة بالأمراض ثم الوفاة.
الأمراض المعدية
وأوضح أن سوء التغذية لا يقتل وحده، بل يفتح الباب لموجات من الأمراض المعدية، في ظل غياب القدرة على علاج المرضى أو الحد من تفشي الأوبئة، لافتا إلى أن ما يصل من مواد غذائية يدخل بطرق محدودة وبأسعار باهظة لا يستطيع معظم الغزيين تحملها.
وذكر أبو سلمية، أن من بين 212 وفاة بسبب التجويع، هناك 98 طفلا، أي ما يقارب نصف الضحايا، وجميعهم دون سن الخامسة.
وأكد أن قطاع غزة يضم نحو 320 ألف طفل في هذه الفئة العمرية، منهم 17 ألفا في حالة سوء تغذية حاد، ونحو 2500 بحاجة ماسة للعلاج داخل المستشفيات.
وأشار إلى أن قائمة الفئات الأكثر عرضة للوفاة تشمل أيضا مرضى السكري، والكلى، والأورام، إضافة إلى النساء الحوامل وكبار السن، حيث أدى نقص الغذاء إلى وفيات بين الحوامل بسبب مضاعفات صحية خطِرة، منها التهابات وإجهاض.
وكشف أن القطاع الصحي لم يتلق منذ أشهر أي إمدادات تذكر، وما وصل أخيرا من أدوية وتجهيزات لا يلبي حتى 1% من الاحتياجات، معتبرا أن نقص أدوية التخدير، وعناصر أساسية مثل البوتاسيوم، وأدوات تثبيت الكسور، وأدوية السرطان، بلغ مستويات خطِرة.
وأضاف أن رصيد المضادات الحيوية وصل إلى الصفر، مما يجعل السيطرة على الالتهابات الناتجة عن الجروح أمرا شبه مستحيل، وهو ما يؤدي إلى تفاقم الإصابات وحدوث بتر أو وفاة، خاصة مع ضعف التئام الجروح بسبب سوء التغذية.
وكانت مصادر في مستشفيات غزة، أفادت باستشهاد 36 فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال في مناطق عدة بالقطاع أمس الجمعة، منهم 21 من طالبي المساعدات.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة إلى 61 ألفا و369 شهيدا و152 ألفا و850 مصابا، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.