تصدرت عملية نفذها مقاتلو كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- التفاعلات على منصات التواصل الاجتماعي، وذلك عقب تنفيذ كمين مركب استهدف قوة إسرائيلية في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

وأعلنت كتائب القسام استهدافها دبابة ميركافا جنوبي خان يونس باستخدام عبوة “شواظ” وقذيفة “الياسين 105” في منطقة الترخيص القديم، وذلك بعد كمين سابق أسفر عن مقتل 4 جنود إسرائيليين وإصابة 17 آخرين، الأمر الذي أقرت به وسائل إعلام إسرائيلية.

كما تحدثت وسائل الإعلام العبرية عن جنود مفقودين في موقع الكمين، وأشارت إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي كثف من طلعاته لإجلاء الجرحى ومحاولة العثور على العسكريين المفقودين.

وقد لاقت هذه العملية تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث وصف مغردون الكمين بأنه “ملحمة نارية”، مشيرين إلى أن مقاوما واحدا أشعل مركبة “بوما” وقتل 8 جنود بضربة دقيقة؛ وأمام عجز الاحتلال عن التعامل مع المشهد، دفن الآلية بالرمل وسحبها لاحقا بجرافة.

ورأى مغردون آخرون أن عمليات كتائب القسام خلال الأسابيع الأخيرة تميزت بطابع تكتيكي مؤثر في قوات الاحتلال المتوغلة، خاصة بعد كمين مزدوج نفذته المقاومة، استهدف في بدايته قوة اقتحام، أعقبه استدراج محكم لوحدة الإنقاذ إلى فخ ثانٍ.

وأوضح مدونون أن “مجاهدي لواء خان يونس” ألحقوا خسائر جسيمة بقوات الاحتلال في هذه العملية المركبة، التي قتل وأُصيب فيها عدد كبير من الجنود، من بينهم عناصر من الفرقة 98 المعروفة بـ”عصبة النار”، التي تضم وحدات النخبة من القوات الخاصة والمظليين والمشاة الآلية والدروع.

وعن تفاصيل الكمين، أضاف المدونون أن الجنود كانوا على متن آلية “بوما” التي تُعد أقل تحصينًا من نظيرتها “النمر”، ويستخدمها جيش الاحتلال عادة في المناطق الأقل تهديدا، لكن المقاومة باغتتهم بنصب كمين متقن في نقطة لم يتوقعوها.

ووفقا للروايات المتداولة، فقد اعتمد الكمين على فكرة بسيطة متكررة، لكن جيش الاحتلال وقع مجددًا في الخطأ ذاته، إذ تم زرع عبوة ناسفة أسفل المدرعة، مما أدى إلى احتراق المدرعة بالكامل، وارتفعت أصوات الاستغاثة عبر أجهزة اللاسلكي.

تبع ذلك تحرك وحدة إنقاذ إلى المكان، غير أنها سرعان ما وقعت في كمين ثان، وتكبدت خسائر إضافية. وفي ظل نيران المقاومة الكثيفة، عجزت وحدات أخرى عن الوصول حتى انسحب المقاومون بهدوء بعدما أوقعوا أكثر من 20 جنديا وضابطا بين قتيل وجريح، في حين استمرت المدرعة تحترق حتى تفحمت جثث الجنود بداخلها.

وتحدث نشطاء عن أن كمين خان يونس سيكون له تأثير نفسي بالغ على جنود الاحتياط والمجندين الجدد لما شكله من صورة مروعة ومهينة لجيش الاحتلال في ساحة المعركة.

وكتب أحد النشطاء “احترقوا حتى الموت داخل المدرعة في كمين خان يونس.. عندما يتوقف الجميع عن القتال، تطلق غزة رصاصها وتقول: ها أنا ذا، كنت وما زلت وسأبقى”.

وأضاف آخر “سيكتب التاريخ بحروف من ذهب عن جماعات مسلحة في غزة أذلت عدوا يفوقها أضعافا في العدد والعتاد، وكسرت جبروته”.

وقد أجمع عدد من النشطاء على أن مقاومة قطاع غزة تؤكد أن المعركة تصنعها الإرادة والعقيدة، لا الأرقام والأسلحة، وأن الصدق في المواجهة أقوى من التضليل الإعلامي، وفق تعبيرهم.

واعتبر مدونون أن الكمين لم يكن مجرد ضربة ميدانية ناجحة، بل رسالة استخباراتية واضحة تؤكد أن المقاومة تسيطر على الأرض وتقرأ تحركات العدو بدقة بعد تنفيذه على ثلاث مراحل متداخلة، استدرجت فيها المقاومة كل قوة إسناد إلى مصيدة نارية محكمة، فتحت فيها النيران من نقطة الصفر، في مشهد أربك القيادة الإسرائيلية وأعاد خلط أوراق الميدان.

وختم مغردون بالقول إن هذا الكمين لم يكن مجرد ضربة ناجحة، بل رسالة مدروسة تقول إن المقاومة تعرف الأرض شبرا شبرا، وتفكر بعقلية جهاز استخبارات ميداني في مواجهة جيش يملك أدوات الحرب لكنه يفتقر إلى الروح والثقة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version