تنطلق بطولة كأس الأمم الأفريقية (AFCON) يوم الأحد، بمباراة بين المغرب وجزر القمر في المجموعة الأولى على ملعب الأمير مولاي عبد الله في الرباط. ستشهد هذه البطولة القارية التي تستمر أربعة أسابيع مشاركة نخبة من أبرز لاعبي كرة القدم في أفريقيا، وسط توقعات بمنافسة قوية ومثيرة. يترقب عشاق كرة القدم في جميع أنحاء القارة والعالم فعاليات كأس الأمم الأفريقية، والتي تعد منصة لإبراز المواهب الأفريقية الصاعدة والنجوم المخضرمين.
تعتبر هذه النسخة من البطولة مميزة لاستضافتها على الأراضي المغربية، مما يمنح لاعبي المنتخب المغربي دفعة معنوية كبيرة. بالإضافة إلى ذلك، تشهد البطولة مشاركة منتخبات قوية تطمح جميعها إلى التتويج باللقب، مثل مصر والسنغال ونيجيريا والكاميرون. تتجه الأنظار نحو اللاعبين الذين من المتوقع أن يقدموا أداءً استثنائياً خلال البطولة، وأن يكونوا حاسمين في نتائج مبارياتهم.
⚽ محمد صلاح (مصر)
يُعتبر محمد صلاح، بلا شك، أحد أبرز نجوم كرة القدم الأفريقية في العصر الحديث. يدخل البطولة وهو يأمل في قيادة منتخب مصر نحو تحقيق اللقب الثامن في تاريخه، وهو رقم قياسي. ومع ذلك، يواجه صلاح تحدياً في استعادة مستواه المعهود، حيث سجل خمسة أهداف فقط في 20 مباراة عبر جميع المسابقات هذا الموسم، وتراجع في ترتيب الخيارات الهجومية في فريقه ليفربول تحت قيادة المدرب الجديد آرنه سلوت.
لكن الأهمية التي يحظى بها صلاح بالنسبة للمنتخب المصري لا جدال فيها. فصلاح، الحائز على جائزة أفضل لاعب أفريقي مرتين، لا يزال اللاعب الأبرز في الفريق، وكانت أهدافه التسعة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم حاسمة في تأهل مصر للبطولة التي ستقام الصيف المقبل.
يسعى صلاح في هذه البطولة إلى استعادة تألقه السابق، وإثبات أنه لا يزال “الملك المصري” الذي يهابه الجميع.
⚽ أشرف حكيمي (المغرب)
بعد تتويجه بجائزة أفضل لاعب أفريقي، يمثل أشرف حكيمي رأس الحربة في تشكيلة المنتخب المغربي، الذي يستضيف البطولة. يُعتبر حكيمي، البالغ من العمر 27 عامًا، أحد أفضل الأظهرة في العالم، ولعب دورًا محوريًا في تحقيق فريقه باريس سان جيرمان للثلاثية التاريخية، والتي تضمنت الفوز بدوري أبطال أوروبا.
بصفته قائدًا للمنتخب المغربي، يحمل حكيمي آمال ملايين المشجعين في المغرب، البلد المهووس بكرة القدم. يعول المنتخب المغربي على حكيمي ليس فقط في صلابته الدفاعية، بل أيضًا في قدرته على صناعة اللعب وقيادة الهجمات، في سعيه لتحقيق اللقب القاري الثاني في تاريخه، بعد 50 عامًا من التتويج الأول.
⚽ فيكتور أوسيمين (نيجيريا)
على الرغم من خيبة الأمل التي خلفها عدم التأهل لكأس العالم 2026، يسعى فيكتور أوسيمين إلى التعويض في البطولة القارية. يتميز المهاجم النيجيري بقوته البدنية وقدرته على إنهاء الهجمات بفاعلية، ويشتهر بقناع الوجه الذي يرتديه لحماية وجهه.
سجل أوسيمين 12 هدفًا في 16 مباراة عبر جميع المسابقات هذا الموسم، بما في ذلك ستة أهداف في دوري أبطال أوروبا. ومع ذلك، لم يتمكن أوسيمين من ترجمة هذا التألق إلى أداء مماثل في البطولات الكبرى، حيث سجل هدفًا واحدًا فقط في النسخة السابقة من كأس الأمم الأفريقية عام 2023، على الرغم من وصول فريقه إلى النهائي. تعد هذه البطولة فرصة لأوسيمين لتغيير هذه الصورة، وإثبات قدراته على المستوى القاري.
⚽ بريان مبويمو (الكاميرون)
يستعيد بريان مبويمو بريقه التهديفي، وقد يلعب دورًا حاسمًا في حملة الكاميرون في البطولة، حيث يبدأ الفريق فصلًا جديدًا تحت قيادة مدرب جديد بعد فشله في التأهل لكأس العالم. سجل مبويمو سبعة أهداف عبر جميع المسابقات، وأصبح اللاعب الأبرز في فريق مانشستر يونايتد في موسم مضطرب.
يتحمل مبويمو الآن مسؤولية قيادة خط هجوم الكاميرون، بالإضافة إلى مهمة حمل شارة القائد، بعد استبعاد المهاجم المخضرم فينسنت أبوبكر بشكل مفاجئ من قائمة الفريق. على الرغم من أن مهمة الكاميرون لن تكون سهلة، إلا أن مبويمو يمتلك فرصة ذهبية لتحقيق أول لقب له مع منتخب بلاده.
⚽ ويلفريد زاها (ساحل العاج)
أظهر ويلفريد زاها مستوىً رائعًا خلال فترة إعارته لفريق شارلوت في الدوري الأمريكي لكرة القدم، مما أكسبه استدعاءً مفاجئًا للمنتخب الوطني بعد غياب دام عامين. يتميز زاها بمهاراته الفردية العالية وقدرته على المراوغة، ويُعد إضافة قوية لخط هجوم ساحل العاج.
على الرغم من بلوغه 33 عامًا، إلا أن زاها لا يزال قادرًا على تقديم أداءً متميزًا، وقد ساهم في عودة فريقه إلى المنافسة في الدوري الأمريكي. يمثل وجود زاها في الفريق خبرة قيمة، وقد يكون له دور حاسم في مساعي ساحل العاج للدفاع عن لقبه في البطولة.
⚽ ساديو ماني (السنغال)
على الرغم من تألقه السابق مع ليفربول وبايرن ميونيخ، إلا أن انتقال ساديو ماني إلى النصر في الدوري السعودي قلل من الأضواء التي تسلط عليه. ومع ذلك، يظل ماني لاعبًا حاسمًا في صفوف منتخب السنغال، حيث سجل خمسة أهداف في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، وهو أعلى رصيد للاعبين السنغاليين.
يهدف ماني في البطولة إلى استعادة مستواه السابق، وقيادة السنغال نحو تحقيق لقب جديد بعد الفوز ببطولة كأس الأمم الأفريقية عام 2021. يُعتبر ماني أحد أفضل اللاعبين الأفارقة على الإطلاق، ولا يزال قادرًا على إحداث الفارق في أي مباراة.
⚽ محمد أمورا (الجزائر)
يستعد محمد أمورا ليكون لاعباً محورياً في حملة الجزائر في كأس الأمم الأفريقية 2025. تصدر أمورا قائمة الهدافين الأفارقة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، متفوقاً على الأسطورة المصرية صلاح بتسجيل 10 أهداف.
يواصل المهاجم البالغ من العمر 25 عامًا هذا التألق في كرة القدم للأندية مع فريقه في الدوري الألماني، وولفسبورغ، حيث سجل ستة أهداف وقدم تمريرتين حاسمتين في 15 مباراة. بعد الفوز بالبطولة الأفريقية عام 2019، عانى “محاربو الصحراء” من إخفاقات مؤلمة في النسختين التاليتين، مما يجعل هذه البطولة فرصة لإعادة كتابة تاريخهم. ستعتمد الجزائر بشكل كبير على أمورا في سعيهم للفوز باللقب الثالث.
⚽ كارلوس باليبا (الكاميرون)
على عكس العديد من النجوم الكبار في البطولة، يفتقر كارلوس باليبا إلى الخبرة في البطولات الكبرى، لكنه أظهر بالفعل أداءً يفوق سنه. أصبح باليبا، البالغ من العمر 21 عامًا، قوة دافعة في خط وسط فريق برايتون في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولعب دورًا أساسيًا في تأهل الكاميرون إلى كأس الأمم الأفريقية 2025.
يشتهر باليبا بقدرته على التحمل ومهاراته في المراوغة والتمرير، ويحظى باهتمام كبير من الأندية الأوروبية الكبرى، مما قد يؤدي إلى انتقاله مقابل مبلغ كبير في فترة الانتقالات الشتوية.
من المتوقع أن يكون باليبا لاعباً مهماً في تشكيلة الكاميرون خلال البطولة.
ستشهد البطولة أيضًا منافسة قوية بين المنتخبات الأخرى، مثل نيجيريا وغانا وأنغولا. من المنتظر أن تكون النسخة الحالية من كأس الأمم الأفريقية مليئة بالمفاجآت والإثارة، وأن تقدم وجوهًا جديدة إلى عالم كرة القدم. ستحدد المباريات القادمة مدى قدرة المنتخبات على تحقيق أهدافها، وسيكون عشاق كرة القدم على موعد مع مشاهدة مباريات ممتعة ومثيرة.

