أصيب فلسطينيان برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، خلال اقتحامه مخيم الجلزون شمالي رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، وفي مخيم طولكرم سلمت قوات الاحتلال عائلة فلسطينية أوامر بإخلاء منزلها، بالتزامن مع تأكيد منظمة “أطباء بلا حدود” أن فلسطينيي الضفة يواجهون تهجيرا جماعيا وتطهيرا عرقيا.

وقالت مصادر طبية فلسطينية إن اثنين من سكان مخيم الجلزون أصيبا برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامه المخيم، وأشارت إلى أنه جرى نقل المصابين للمستشفى.

وذكر شهود عيان -لوكالة الأناضول- أن قوات من الجيش الإسرائيلي اقتحمت مخيم الجلزون، وسط اندلاع مواجهات مع عشرات الفلسطينيين، وأوضح الشهود أن شبانا فلسطينيين رشقوا بالحجارة قوات الاحتلال التي استخدمت -في المقابل- الرصاص الحي.

كما نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم، حملة اقتحامات واسعة في مناطق عدة.

وأفادت مصادر فلسطينية للجزيرة بأن الحملة تركزت في نابلس والخليل وجنين ورام الله وطولكرم، وشملت أحياءً ومخيمات وبلدات عدة، واعتقلت خلالها قوات الاحتلال 7 فلسطينيين على الأقل، ورافقتها أعمال تفجير وتخريب لمنازل، واستجوابات ميدانية.

وفي مخيم طولكرم، أفادت مصادر -للجزيرة- بأن قوات الاحتلال سلمت إحدى العائلات في محيط المخيم قرارا بإخلاء منزلها، بعد يومين من عودتها للمنطقة.

وكانت قوات الاحتلال سمحت لعائلات بالعودة إلى بعض المناطق في المخيم، بعد 7 أشهر من النزوح القسري. وقد وجد العائدون دمارا واسعا في ممتلكاتهم.

تهجير جماعي وتطهير عرقي

على صعيد متصل، قالت منظمة “أطباء بلا حدود” اليوم الخميس إن الفلسطينيين بالضفة الغربية يواجهون تهجيرا جماعيا على يد القوات الإسرائيلية والمستوطنين، مما يزيد من خطر التطهير العرقي بالأراضي المحتلة.

واعتبر بيان صادر عن المنظمة أن سياسات إسرائيل القائمة على ضم الأراضي بالضفة الغربية المحتلة “انتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان”.

وأفادت المنظمة بأن “فرقها شهدت خلال عام 2025 سياسات وممارسات صُممت بوقاحة لترحيل الفلسطينيين من أرضهم، ومنع أي إمكانية للعودة”.

وتعليقا على تدمير القوات الإسرائيلية البيوت الفلسطينية، قالت المنظمة: “منذ يناير/كانون الثاني 2023، نزح 6450 فلسطينيًا جرّاء هدم المنازل”.

ولفتت إلى أنها “تشهد كيف أصبحت المعاناة التي يتسبب فيها الاحتلال الإسرائيلي واقعا طبيعيا أكثر من أي وقت مضى في تاريخ المنظمة الممتد على مدى 36 عاما من تقديم الرعاية الطبية والنفسية في فلسطين”.

وأضافت أن “إنهاء الاحتلال يبقى هو السبيل الوحيد لتخفيف المعاناة الشديدة التي يواجهها الفلسطينيون”.

بلدات إسرائيلية جديدة

وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة هآرتس أن “مجلس التخطيط والبناء” الإسرائيلي أوصى الحكومة بإقامة 7 بلدات جديدة بين بئر السبع وديمونة، جنوبي إسرائيل: 5 منها يهودية، واثنتان عربيتان، على أراضٍ تابعة لقرى بدوية غير معترف بها.

وحذر خبراء تخطيط، ونشطاء اجتماعيون، من أن المشروع سيؤدي إلى تهجير عشرات آلاف البدو من أراضيهم التاريخية، مشيرين إلى أن القرار سياسي، ويتجاهل الحاجة إلى الاستثمار في البلدات القائمة، ويعكس توجها إسرائيليا لتهويد النقب.

في حين اعتبر “المجلس الإقليمي للقرى مسلوبة الاعتراف” أن الخطة مخالفة لكل منطق اجتماعي واقتصادي وبيئي، وتهدف بوضوح إلى تهجير البدو لصالح بناء بلدات يهودية جديدة، مضيفًا أن العنصرية هي الدافع الحقيقي وراء هذه الخطوة.

إبادة وتهجير

وتمضي إسرائيل بمخططات لضم الضفة الغربية أو أجزاء منها، وسط حديث متصاعد عن إقامة ما سمتها “إمارة الخليل” وفصلها عن السلطة الفلسطينية، وهو ما يرفضه الفلسطينيون.

وبالتوازي مع حرب الإبادة على غزة، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، مما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 1017 فلسطينيا، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، إضافة لاعتقال أكثر من 18 ألفا و500، وفق معطيات فلسطينية.

وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 64 ألفا و231 شهيدا و161 ألفا و583 جريحا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 370 فلسطينيا بينهم 131 طفلا.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version