|

حذر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة من أن هناك أكثر من 40 ألف طفل رضيع لم يكملوا عامهم الأول معرضون للموت البطيء بسبب الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ومنعها إدخال حليب الأطفال.

وقال المكتب في بيان اليوم الاثنين إن القطاع الفلسطيني على أعتاب كارثة إنسانية غير مسبوقة تهدد حياة عشرات آلاف الأطفال الرضع نتيجة منع إدخال حليب الأطفال منذ 150 يوما بشكل متواصل.

وطالب بفتح المعابر فورا ودون أي شروط، والسماح العاجل بإدخال حليب الأطفال والمساعدات الإغاثية.

كما حمّل المكتب الاحتلال والدول المنخرطة في الإبادة والمجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن كل روح بريئة تزهق بسبب هذا الحصار الممنهج.

الرضيع سليم عوض واحد من آلاف الرضع الذين يعانون من نقص حليب الأطفال (الأناضول)

ترويج لوهم الإغاثة

وفي وقت سابق اليوم الاثنين، أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في بيان أن كل الفلسطينيين في قطاع غزة جوعى، لكن الأطفال هم “الأكثر معاناة” بسبب الحصار الإسرائيلي.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس الأحد أنه سمح بإسقاط جوي لمساعدات إنسانية محدودة على غزة، وبدء ما سماه “تعليقا تكتيكيا لأنشطة عسكرية” في مناطق محددة من غزة للسماح بمرور مساعدات.

لكن منظمات دولية اعتبرت أن خطوة إسرائيل “تروج لوهم الإغاثة”، في حين يواصل جيشها استخدام التجويع سلاحا ضد المدنيين الفلسطينيين عبر استمرار إغلاق المعابر في وجه المساعدات منذ مارس/آذار الماضي.

معاناة الأمهات

وبالتوازي مع ذلك لفت الأكاديمي الأردني عثمان الصمادي إلى معاناة أكثر من 17 ألف امرأة مرضعة في غزة من فقر الدم وجفاف الحليب.

وقال الصمادي إن ذلك يعني أن آلاف الأطفال لا يجدون اي مصدر للغذاء، مما يدفع الأمهات إلى المخاطرة بحياتهن في سبيل إرضاع أطفالهن، مما يرفع احتمالية الوفيات لدى الأمهات أيضا.

وأضاف الصمادي في تصريحات خاصة للجزيرة نت أن “ما حدث في شهر يوليو وحده يظهر أن أكثر من نصف الوفيات الناتجة عن المجاعة وسوء التغذية كانت بين البالغين، حيث توفي 46 رجلا وامرأة”.

وشدد على أن “الموضوع بالنسبة للأطفال حساس للغاية، فبدون الحليب لا يمكن للطفل أن يعيش”.

وأوضح الصمادي أن أكثر من 40 ألف طفل دون سن 6 أشهر يحتاجون إلى ما معدله 6 علب حليب شهريا، أي ما مجموعه 250 ألف علبة شهريا، مضيفا أن الأطفال دون سن العامين يحتاجون فعليا إلى 800 ألف علبة شهريا، في وقت اختفت فيه حتى البقوليات من الأسواق، وما تبقّى فقط هو الطحين.

وختم الصمادي بالتحذير من أن الطحين “لا يشكل قيمة غذائية مضافة، ولا يمكن أن يبني أجسادا أو يعيد الكتل العضلية التي ذبلت واختفت”، مؤكدا أن “المشهد برمته مؤلم، وهذا يعني موتا جماعيا محققا لآلاف الأطفال إذا لم يتم إدخال الحليب بشكل مستعجل”.

قتل وتدمير وتجويع

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل بدعم أميركي حرب إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة أكثر من 204 آلاف شهيد وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم عشرات الأطفال.

وامتد صدى رفض الإبادة إلى داخل إسرائيل نفسها، حيث دعا رؤساء 5 جامعات إسرائيلية رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى إنهاء “الجوع الرهيب” في غزة، والذي يؤثر على المدنيين، بمن فيهم الأطفال والرضع.

​​​​​​​وشدد رؤساء الجامعات على أنهم “يشعرون بالقلق من تصريحات وزراء وأعضاء كنيست يتحدثون عن تدمير متعمد لغزة”.

وأكدوا أن تلك التصريحات “تمثل دعوة لا أخلاقية بشكل جلي لارتكاب أفعال تعتبر -بحسب كبار القانونيين في البلاد والعالم- جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version