|

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة اليوم الأربعاء ارتفاع عدد الوفيات جراء سياسة التجويع الإسرائيلية منذ بداية الحرب إلى 193 فلسطينيا بينهم 96 طفلا، وذلك بعد وفاة 5 حالات خلال الساعات الـ24 الماضية، في ظل استمرار منع الاحتلال دخول العدد الكافي من شاحنات المساعدات، وسط أزمة شح مياه متصاعدة.

وأكد مصدر في مستشفى الشفاء بقطاع غزة وفاة 3 أشخاص بسبب سوء التغذية بينهم طفلتان، رغم تكدس شاحنات المساعدات على مداخل قطاع غزة.

بدوره، قال المكتب الإعلام الحكومي في غزة إن 84 شاحنة مساعدات فقط دخلت القطاع أمس الثلاثاء، تعرضت غالبيتها للنهب بفعل الفوضى الأمنية التي تزرعها إسرائيل في حين تحتاج غزة إلى 600 شاحنة يوميا.

فلسطينيون يتسابقون للوصول إلى مساعدات ألقيت جوا بدير البلح مع منع الاحتلال دخول شاحنات كافية (أسوشيتد برس)

وأضاف أن 853 شاحنة مساعدات فقط دخلت القطاع خلال 10 أيام من أصل 6 آلاف شاحنة كان ينبغي أن تدخل لتأمين الحد الأدنى من الاحتياجات.

وأدان استمرار جريمة التجويع الممنهج وإغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات محملا الاحتلال وحلفاءه المسؤولية الكاملة عن تفاقم الكارثة الإنسانية التي تطال أكثر من 2.4 مليون فلسطيني في قطاع غزة.

ودعا المكتب الحكومي المجتمع الدولي والدول العربية للتحرك الفعلي لفتح المعابر بشكل دائم، وضمان تدفق الإغاثة الغذائية والطبية وحليب الأطفال بكميات كافية وآمنة، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه ضد المدنيين.

“المرحلة الأصعب”

كما حذر المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى خليل الدقران في مقابلة مع الجزيرة من أن قطاع غزة دخل المرحلة الأصعب من المجاعة وسوء التغذية.

وشدد على أن جميع أطفال قطاع غزة مهددون بسوء التغذية الذي قد يفضي للوفاة، قائلا إن “المجاعة في قطاع غزة تتفاقم وعدد وفيات سوء التغذية يتصاعد”.

وأمس الثلاثاء، أكدت الأمم المتحدة أن قطاع غزة بحاجة إلى مئات شاحنات المساعدات يوميا لإنهاء المجاعة التي يعانيها جراء الحصار وحرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل منذ 22 شهرا.

ومؤخرا، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن ثلث سكان غزة لم يأكلوا منذ عدة أيام، واصفا الوضع الإنساني في القطاع بغير المسبوق في مستويات الجوع واليأس.

فتاة تحمل المياه لعائلتها في أحد مخيمات مدينة غزة (رويترز)

العطش يشتد

ولا يفتك التجويع فحسب بالفلسطينيين في قطاع غزة، إذ يفاقم العطش مأساتهم وسط تلوث المياه الجوفية وتضرر البنية التحتية.

ويضطر الكثير من سكان غزة الذين نهش الجوع أبدانهم إلى قطع مسافات عبر المناطق المدمرة كل يوم لجلب احتياجاتهم من المياه لأغراض الشرب والنظافة، في ترحال لا يوفر لهم رغم مشقته إلا قدرا يسيرا من المطلوب للحفاظ على صحة الناس.

ورغم أن بعض المياه يأتي من وحدات تحلية صغيرة تابعة لمنظمات الإغاثة، فإن معظمها يستخرج من آبار في طبقة مياه جوفية شديدة الملوحة وأصبحت أكثر تلوثا بسبب مياه الصرف الصحي والمواد الكيميائية التي تتسرب من الأنقاض، وهذا أدى إلى انتشار حالات الإسهال والالتهاب الكبدي.

شح المياه يفاقم معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة (الفرنسية)

وأوقف الاحتلال ضخ المياه عبر خطوط المياه الإسرائيلية التي كانت تغذي غزة بمعظم مياهها النظيفة في وقت مبكر من الحرب. ورغم استئنافها لبعض الإمدادات لاحقا، فإن خطوط المياه تعرضت لأضرار. ويقول مسؤولو سلطة المياه في غزة إنه لم يدخل أي مياه منها في الآونة الأخيرة.

وذكرت أوكسفام الأسبوع الماضي أن الأمراض التي تنتقل عن طريق المياه والتي يمكن الوقاية منها وعلاجها “تنتشر في غزة” وارتفعت المعدلات المبلغ عنها بنحو 150% خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

وتقول الأمم المتحدة إن الحد الأدنى لاستهلاك الفرد من المياه في حالات الطوارئ هو 15 لترا يوميا لأغراض الشرب والطهي والتنظيف والاغتسال، لكن أوكسفام أكدت أن متوسط الاستهلاك في غزة الآن يتراوح من 3 إلى 5 لترات يوميا.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version