تترقب أوكرانيا و العالم نتائج محادثات ميامي بين الولايات المتحدة و روسيا والتي بدأت السبت، وسط تقارير عن صيغة سلام جديدة محتملة و مع استمرار القتال على الجبهات. تأتي هذه التحركات الدبلوماسية في ظل تصاعد الضربات المتبادلة و اتهامات كييف لموسكو بعرقلة وصولها إلى البحر الأسود. و يمثل التوصل إلى السلام في أوكرانيا هدفاً رئيسياً للمحادثات التي تشمل أيضاً تقييم الضمانات الأمنية المستقبلية.

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الولايات المتحدة قدمت “صيغة جديدة محتملة” لمحادثات السلام تشمل واشنطن وربما دول أوروبية. و أكد زيلينسكي أنه ينتظر تقييماً للمناقشات الثنائية بين المفاوضين الأمريكيين و الروس والتي استؤنفت يوم الجمعة، قبل تحديد موقف بلاده. و تشمل المقترحات المطروحة عقد اجتماع ثلاثي رفيع المستوى يضم مستشاري الأمن القومي للبلدان الثلاثة، بالإضافة إلى إمكانية اجتماع قادة الدول.

محادثات ميامي و آفاق السلام في أوكرانيا

تأتي هذه المحادثات بعد سلسلة من المشاورات بين المسؤولين الأمريكيين و الأوكرانيين و الأوروبيين، و التي أثارت بعض الأمل في إيجاد حل للصراع الذي بدأ في فبراير 2022. و ينظر إلى هذه الجهود على أنها فرصة لتهدئة التوترات ووضع حد للمعاناة الإنسانية. يترأس الوفد الروسي كيريل دميترييف، مبعوث الرئيس بوتين، فيما يتولى ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر تمثيل الجانب الأمريكي.

إلا أن مصدراً روسياً صرح بوكالة رويترز بأن عقد اجتماع بين الوفد الروسي و المفاوضين الأوكرانيين أمر مستبعد في الوقت الحالي. و يعكس هذا التصريح مدى صعوبة التوصل إلى توافق بين الطرفين. و يظل السؤال المحوري هو رد فعل الولايات المتحدة على نتائج المشاورات مع الجانب الروسي.

الضمانات الأمنية المطلوبة

شدد الرئيس زيلينسكي على أهمية الحصول على ضمانات أمنية قوية و موثوقة لمنع أي عودة للعدوان الروسي في المستقبل. و أكد أن مجرد توقيع اتفاقية ليس كافياً، بل يجب تحديد آليات واضحة للردع و الدفاع في حال وقوع أي هجوم. و يشمل ذلك تحديد طبيعة ونطاق المساعدة العسكرية و المالية التي ستقدمها الدول الغربية لأوكرانيا، بالإضافة إلى تطوير القدرات الدفاعية الأوكرانية.

وتشمل هذه الضمانات أيضاً تحديد حزمة عقوبات صارمة سيتم فرضها على روسيا في حال استئنافها للعدوان. و يسعى زيلينسكي إلى الحصول على تأكيدات واضحة من الولايات المتحدة و أوروبا بشأن التزامهما بحماية أوكرانيا و ردع أي تهديدات مستقبلية. و يعتبر هذا الموضوع من أهم القضايا التي ستتم مناقشتها في المحادثات القادمة. و تشكل قضية الأمن الإقليمي جزءاً أساسياً من هذه الضمانات.

تصعيد ميداني و هجمات متبادلة

على الصعيد الميداني، وصف زيلينسكي الوضع في مقاطعة أوديسا المطلة على البحر الأسود بأنه “صعب” بسبب تكثيف الهجمات الروسية. و أشار إلى أن روسيا تحاول منع أوكرانيا من الوصول إلى البحر الأسود، مما يهدد تجارتها و اقتصادها. و ذكر نائب رئيس الوزراء الأوكراني أوليكسي كوليبا أن هجوماً روسياً استهدف خزانات مياه في ميناء بيفديني، بعد يوم من هجوم صاروخي أسفر عن مقتل 8 أشخاص.

في المقابل، أعلنت أوكرانيا أنها قصفت منصة نفط روسية تابعة لشركة لوك أويل في بحر قزوين، بالإضافة إلى سفينة دورية عسكرية بالقرب منها، في هجوم بطائرات مسيرة. و يعد هذا الهجوم جزءاً من سلسلة من العمليات التي تستهدف البنية التحتية الروسية في منطقة قزوين. و تأتي هذه الهجمات في إطار الرد الأوكراني على الهجمات الروسية على موانئها و منشآتها الحيوية. و يشكل هذا التوجه تطوراً جديداً في الصراع و يوسع نطاق العمليات العسكرية.

تشير تقارير استخباراتية أمريكية إلى أن الرئيس بوتين لا يزال يعتزم السيطرة على أوكرانيا بأكملها، على الرغم من تأكيدات بعض المسؤولين الأمريكيين بأن موسكو مستعدة للسلام. و يثير هذا التناقض الشكوك حول مدى جدية الجهود الدبلوماسية و احتمال التوصل إلى حل للصراع. و تزيد هذه المعلومات من أهمية الشفافية و التواصل الفعال بين الأطراف المعنية.

وختاماً، يبقى مصير المفاوضات بشأن أوكرانيا رهنًا بالنتائج المباشرة لمحادثات ميامي و ردود الأفعال من كلا الجانبين. و يراقب المجتمع الدولي عن كثب التطورات، خاصةً فيما يتعلق بالضمانات الأمنية ووقف التصعيد الميداني. و من المتوقع أن يعقد الرئيس زيلينسكي مؤتمراً صحفياً في وقت لاحق من اليوم لتقييم الوضع و تحديد الخطوات التالية، بينما تتجه الأنظار نحو أي تصريحات رسمية من الكرملين.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version