حذّر وزير الاستخبارات الإيراني إسماعيل خطيب من محاولات تستهدف المرشد علي خامنئي وإثارة اضطرابات داخلية، مؤكداً أن الولايات المتحدة غيّرت استراتيجيتها تجاه إيران من محاولة “إسقاط النظام” إلى “احتواءه عبر الضغط”، مع زيادة الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة. يأتي هذا التحذير في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية وتزايد الضغوط على إيران، بالإضافة إلى تقارير عن تراجع الظهور العلني للمرشد خامنئي.

أكد خطيب، في كلمة ألقاها بمدينة ياسوج غرب البلاد، أن خامنئي يمثل “ركيزة أساسية” وأن الأعداء يسعون لاستهدافه عبر الاغتيال أو الحملات الإعلامية، وهو ما يمثل جوهر خططهم. وشدد على أن هذه المحاولات تتزامن مع جهود لإثارة السخط الشعبي وتقويض الوحدة الوطنية.

تهديدات تستهدف المرشد علي خامنئي

أشار خطيب إلى أن الولايات المتحدة انتقلت إلى استراتيجية جديدة تركز على “الاحتواء عبر الضغط المتصاعد”، بعد فشل محاولات الإطاحة بالنظام الإيراني. وأوضح أن واشنطن وحلفاءها يركزون الآن على استهداف الداخل الإيراني، مع زيادة الوجود العسكري الأمريكي وقوات الناتو في المنطقة، بما في ذلك في قواعد إسرائيلية ودول الجوار. هذا التحول في الاستراتيجية الأمريكية يمثل، وفقاً لخطيب، “انتصاراً استراتيجياً” لإيران.

وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه إيران أزمة اقتصادية حادة، تفاقمت بسبب إعادة تفعيل العقوبات الدولية. كما أثارت تقارير عن تراجع صحة المرشد خامنئي (86 عاماً) وتكهنات حول خليفته، خاصة بعد التهديدات الإسرائيلية المباشرة باستهدافه خلال الحرب الأخيرة.

الوضع الداخلي والاضطرابات المحتملة

اتهم خطيب أطرافاً داخلية بـ”استهداف الحكومة” وتجاهل جهودها الدبلوماسية، مشيراً إلى أنهم يسعون إلى “تأجيج اليأس والسخط” بين الناس. وحث على الحفاظ على “الوحدة والانسجام” وحماية “رأس المال الاجتماعي” للبلاد. كما حذر من محاولات إثارة الانقسامات الاجتماعية والفكرية عبر منصات التواصل والإعلام.

وأضاف أن الأعداء يسعون إلى “تدمير رأس المال الاجتماعي وإثارة الناس للنزول إلى الشوارع”، لكنه أكد أن النتيجة كانت “معاكسة تماماً”، حيث أظهرت إيران “وحدة وتكاتفاً” خلال الحرب الأخيرة. وشدد على أهمية صمود القوميات والمذاهب المختلفة في مواجهة هذه التحديات.

توسيع الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة

وفقاً لخطيب، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها قاموا بتفعيل شبكات “داعشية وتكفيرية” في سوريا بهدف زعزعة الاستقرار في إيران، بالإضافة إلى إنشاء شبكات تهريب أسلحة وشن هجمات سيبرانية. لكنه أكد أن القوات الإيرانية الأمنية والعسكرية أحبطت هذه المخططات. كما أشار إلى أن إسرائيل تواجه “اختراقات وتجسساً” من قبل إيران، مما يدل على “تفوق الأجهزة الأمنية الإيرانية”.

وأوضح خطيب أن الولايات المتحدة تركز الآن على “التهديدات العسكرية ومحاولة فرض الحصار” على إيران، مع توسيع وجودها العسكري في المنطقة. وأشار إلى أن هذا يشمل زيادة التجهيزات العسكرية في القواعد الإسرائيلية وقواعد أخرى في المنطقة، في إطار “استعراض قوة” يهدف إلى إيران.

يأتي هذا في أعقاب تصريحات مماثلة من مسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى، حذروا من الانتقادات العلنية للوضع الداخلي، معتبرين أنها تخدم “الأعداء”. كما أعرب الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان عن قلقه من إمكانية استهداف المرشد خامنئي خلال الحرب الأخيرة.

في الوقت الحالي، من المتوقع أن تواصل إيران تعزيز إجراءاتها الأمنية ومراقبة الأنشطة الداخلية والخارجية التي قد تهدد استقرارها. كما من المرجح أن تستمر في انتقاد السياسات الأمريكية والإسرائيلية، مع التركيز على الضغوط الاقتصادية والتهديدات الأمنية. يبقى من غير الواضح ما إذا كانت هذه التحذيرات ستؤدي إلى تغييرات ملموسة في السياسات الإيرانية أو في العلاقات الإقليمية، لكنها تشير إلى استمرار حالة التوتر وعدم اليقين في المنطقة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version