أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تفاؤله الحذر بشأن المحادثات الجارية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، معتبراً أنها تسير “بشكل جيد” وأن هناك “فرصة جيدة” للتوصل إلى اتفاق سلام ينهي الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات. يأتي هذا التقييم في وقت تشدد فيه أوكرانيا، بقيادة الرئيس فولوديمير زيلينسكي، على أهمية التركيز في المفاوضات على ضمان سيادتها ومصالحها الوطنية، في ظل استمرار القتال وتداعيات فضيحة فساد داخلية قد تعقد عملية السلام. مفاوضات أوكرانيا هي محور الاهتمام الدولي في الوقت الحالي.

تطورات مفاوضات السلام ووجهة النظر الأمريكية

صرح ترامب للصحفيين أثناء عودته من فلوريدا إلى واشنطن، أن الهدف الرئيسي هو “وقف قتل الناس”، مؤكداً على أن القضية لا تتعلق بشكل مباشر بالولايات المتحدة، لكنه يرغب في استكشاف جميع السبل لإنقاذ الأرواح. وقد عقد في فلوريدا اجتماع بين وفد أمريكي برئاسة وزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس جاريد كوشنر، ونظيرهم الأوكراني بقيادة مستشار الأمن القومي والدفاع رستم عمروف. ووصف روبيو المحادثات بأنها “مثمرة للغاية”.

أضاف ترامب أن أكثر من 27 ألف شخص لقوا حتفهم في الحرب خلال الشهر الماضي وحده، معرباً عن أسفه لأن هذا الصراع “ما كان ينبغي أن يقع أبداً”، وملمحاً إلى أنه كان من الممكن تجنبه لو كان لا يزال في منصبه.

قضية الفساد وتأثيرها على المفاوضات

أشار ترامب إلى أن أوكرانيا تواجه “بعض المشاكل الصغيرة الصعبة”، بما في ذلك “قضية الفساد” المعروفة إعلامياً باسم “ميداس”، والتي تتعلق باتهامات لعدد من المسؤولين المقربين بالتلاعب في قطاعات حيوية. ورغم وصفه لإثارة هذه القضية بأنها “أمر غير مفيد” في مباحثات السلام، إلا أنه أعرب عن اعتقاده بأن روسيا وأوكرانيا تتطلعان begge إلى إيجاد نهاية لهذه الحرب.

موقف أوكرانيا والتأكيد على السيادة

في المقابل، أكد الرئيس زيلينسكي على منصة “إكس” (تويتر سابقاً) على ضرورة أن تتمحور المفاوضات حول “ضمان سيادة أوكرانيا ومصالحها الوطنية”. وشدد على أهمية اتباع نهج “بناء” في الحوار ومعالجة جميع القضايا بصراحة وشفافية. وقد قدم عمروف تقريراً لفريقه عن أبرز نقاط التركيز في المحادثات والنتائج الأولية التي تم التوصل إليها.

تأتي هذه التصريحات في أعقاب تغيير في قيادة الوفد الأوكراني المفاوض، حيث تولى رستم أوميروف منصب كبير المفاوضين خلفاً لأندريه يرماك، وذلك بعد استقالة الأخير بسبب تورطه في فضيحة فساد.

الخطوات التالية وتوقعات مستقبلية

بعد محادثات فلوريدا، تبين أن الهدف الأمريكي يتجاوز مجرد إنهاء الحرب، ليشمل ضمان أمن أوكرانيا على المدى الطويل وتمهيد الطريق لازدهارها المستقبلي. ومن المقرر أن يتوجه المبعوث الخاص ستيف ويتكوف إلى موسكو هذا الأسبوع، حاملاً معه مجموعة من التفاهمات التي تم التوصل إليها بين الولايات المتحدة وأوكرانيا. وتتضمن هذه التفاهمات مبادئ أساسية لخطة السلام، مع التركيز على حل قضايا الأراضي والضمانات الأمنية العالقة.

تقارير تشير إلى أن الجانب الأوكراني قدم تعديلات كبيرة على الخطة الأمريكية الأصلية، التي كانت تتضمن 28 بنداً، بهدف جعلها أكثر توافقاً مع مصالحه. ويرى مراقبون أن رد فعل الكرملين سيكون حاسماً في تحديد مسار المفاوضات، وهو ما يتوقف على مدى استعداده لقبول الشروط التي تطرحها الولايات المتحدة وأوكرانيا. وفي ظل هذه التطورات، يبقى مستقبل الوضع في أوكرانيا غير واضحًا، ولكن المفاوضات المستمرة تمثل نقطة أمل في التوصل إلى حل سلمي للصراع. يجب مراقبة رد فعل روسيا على المقترحات المقدمة، وكذلك التطورات الداخلية في أوكرانيا، وعلى رأسها قضية الفساد، والتي قد تؤثر على موقفها التفاوضي.

الولايات المتحدة تسعى إلى إيجاد حل دبلوماسي، مع التركيز على تحقيق الاستقرار الإقليمي وتجنب المزيد من التصعيد. الأزمة الأوكرانية تظل من أبرز التحديات التي تواجه الأمن الدولي.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version