نفى رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، محمود علي يوسف، الأربعاء، وجود إبادة جماعية في شمال نيجيريا، وذلك ردا على اتهامات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن “أعدادا كبيرة جدا” من المسيحيين يُقتلون في أكبر دولة إفريقية من حيث عدد السكان. وأضاف يوسف في تصريحات للصحافيين في الأمم المتحدة في نيويورك أن ما يحدث في الجزء الشمالي من نيجيريا لا علاقة له بالفظائع التي نراها في السودان أو في مناطق من شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وقال يوسف إن أول ضحايا بوكو حرام هم المسلمون وليس المسيحيين، مشيرا إلى أن جماعة بوكو حرام قد روعت شمال شرق نيجيريا أيضا في تمرد أدى إلى قتل عشرات الآلاف على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية. وأضاف أن خبراء حقوق الإنسان يقولون إن معظم ضحايا بوكو حرام من المسلمين.

اتهامات ترمب لنيجيريا

كان ترمب قد قال في وقت سابق من هذا الشهر إنه طلب من وزارة الدفاع الاستعداد لعمل عسكري “سريع” محتمل إذا لم تتخذ نيجيريا إجراءات صارمة ضد قتل المسيحيين. ولم يقدم ترمب دليلا محددا على اتهامه. وهدد أيضا “بوقف جميع المساعدات والمعونات لنيجيريا، والذهاب إلى هذا البلد الملطخ بالعار الآن “والتعامل بقوة كبيرة” للقضاء تماما على الإرهابيين الذين يرتكبون هذه الفظائع المروعة”.

من جانبه، توعد القائد الجديد للجيش النيجيري، اللفتنانت جنرال وايدي شعيبو، بتكثيف العمليات العسكرية ضد المتشددين في شمال شرقي البلاد، وذلك بعد أيام من تحذير ترمب من احتمال شن عمل عسكري، إذا لم تكبح أبوجا العنف ضد المسيحيين.

رد فعل نيجيريا

أدلى شعيبو بتعليقاته خلال أول زيارة عملياتية له إلى ولاية بورنو، بؤرة أعمال العنف المستمرة منذ 16 عاما، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص وتشريد الملايين. وقال شعيبو للقوات المتمركزة في بورنو: “لن يدخر الجيش النيجيري تحت قيادتي جهدا. سنواصل هذه المعركة بطاقة متجددة وتركيز واضح وتفان مطلق لإنهاء هذا الخطر مرة واحدة وإلى الأبد”.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية النيجيرية إن البلاد ستواصل محاربة التطرف العنيف، وإنها تأمل أن تظل واشنطن حليفا وثيقا لها. وأضافت أنها “ستواصل الدفاع عن جميع المواطنين، بغض النظر عن العرق أو العقيدة أو الدين”.

وفي ظل هذه التطورات، يبقى الوضع في نيجيريا غير مستقر، وتظل التوترات قائمة بين الحكومة النيجيرية والولايات المتحدة الأميركية. ومن المتوقع أن تستمر الجهود العسكرية النيجيرية لمكافحة الإرهاب في شمال شرقي البلاد.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version