أعلن البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن سيحضر مراسم جنازة نائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني يوم الخميس في واشنطن العاصمة. يأتي هذا الإعلان في وقت لم تعلن فيه إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب أي خطط لحضور الجنازة، مما يسلط الضوء على الانقسامات السياسية القائمة. من المتوقع أن يلقي الرئيس السابق جورج دبليو بوش كلمة خلال المراسم.
توفي تشيني يوم 4 نوفمبر عن عمر يناهز 84 عامًا، بعد مضاعفات مرتبطة بالتهاب رئوي وأمراض القلب والأوعية الدموية. ستُقام الجنازة في كاتدرائية واشنطن بدعوة خاصة.
جنازة ديك تشيني والغياب الملحوظ لدونالد ترمب
حضور الرئيس بايدن، على الرغم من الانتماءات الحزبية المختلفة، يمثل إشارة احترام إلى خدمة تشيني الطويلة في الحكومة الأمريكية. ومع ذلك، فإن غياب الرئيس ترمب عن الجنازة أمر ملحوظ، ويعكس العلاقة المتوترة التي كانت تربطه بتشيني وعائلته.
خلفية عن خدمة ديك تشيني
شغل ديك تشيني منصب نائب الرئيس للرئيس جورج دبليو بوش لفترتين رئاسيتين، من عام 2001 إلى عام 2009. قبل ذلك، شغل منصب وزير الدفاع في عهد الرئيس جورج بوش الأب، ورئيسًا لموظفي الرئيس جيرالد فورد. لعب تشيني دورًا محوريًا في صياغة السياسة الخارجية والإستراتيجية الأمنية الأمريكية خلال فترة ولايته.
وقد أشار بايدن في بيان رسمي له عقب وفاة تشيني، إلى القيم المحافظة القوية التي كان يتبناها، مؤكدًا على أهمية العائلة كمبدأ أساسي مشترك بينهما. هذا البيان يعكس احترام بايدن للشخصية العامة لتشيني، بغض النظر عن الخلافات السياسية.
بينما اكتفت الإدارة الحالية بتنكيس الأعلام استجابة لوفاة تشيني، كما ذكرت المتحدثة كارولين ليفيت، فإن هذا الإجراء أُشير إليه بأنه “وفقًا للقانون” وليس بالضرورة تعبيرًا عن تقييم سياسي. ويعكس هذا التأكيد حرص البيت الأبيض على الالتزام بالبروتوكولات الرسمية.
على النقيض من ذلك، لم يصدر الرئيس ترمب أي بيان مطول حول وفاة تشيني. ديك تشيني، الذي كان في البداية داعمًا لترمب في انتخابات عام 2016، تحول لاحقًا إلى أحد أبرز منتقديه. وقد تجسد هذا الانتقاد بشكل خاص بعد أحداث اقتحام مبنى الكونجرس في 6 يناير 2021.
تصاعد الخلاف بين ترمب وتشيني
خلال حملة إعادة انتخابه، انتقد ترمب بشكل متكرر تشيني وابنته ليز تشيني، التي كانت عضوًا في الكونجرس وأصبحت صوتًا معارضًا قويًا له داخل الحزب الجمهوري. وكان موقف ليز تشيني العلني ضد ترمب بعد انتخابات 2020، وتأكيدها على أن الانتخابات لم تكن نزيهة، قد أثار غضب الرئيس ترمب.
وفي تصريح علني العام الماضي، ذكر تشيني أنه سيفضل التصويت لصالح كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية لمنصب نائب الرئيس، على التصويت لصالح ترمب. وأوضح أنه لم يعد يثق في ترمب لشغل منصب السلطة مرة أخرى. هذا التصريح يعتبر بمثابة إدانة صارخة لترمب من قبل شخصية بارزة في الحزب الجمهوري.
تأتي وفاة ديك تشيني في وقت يشهد فيه الحزب الجمهوري انقسامات عميقة حول مستقبل القيادة. ولا يزال من غير الواضح كيف ستؤثر هذه الانقسامات على ديناميكيات الحزب في السنوات القادمة.
تعتبر فترة ولاية تشيني كوزير للدفاع مثيرة للجدل، خاصة فيما يتعلق بتخطيط وتنفيذ الغزو الأمريكي للعراق. ترافق ذلك مع جدل حول استخدام السلطة والنفوذ في إدارة بوش الابن. لا تزال هذه القضايا موضع نقاش وتحليل من قبل المؤرخين وخبراء السياسة.
في الأيام القليلة القادمة، سيتركز الاهتمام الإعلامي على كلمة الرئيس جورج دبليو بوش في الجنازة، حيث من المتوقع أن يقدم تقييمًا شاملاً لإرث تشيني. كما سيراقب المحللون السياسيون ردود الأفعال على حضور بايدن وغياب ترمب، وما قد يعكسه ذلك من تحولات في السياسة الأمريكية.

