يشعر مدرب ليفربول، أرنه سلوت، بالذنب بسبب تراجع مستوى فريقه بشكل كبير هذا الموسم. فقد مني الفريق، الذي كان يعتبر بطلاً للدوري الإنجليزي الممتاز في الموسم الماضي، بهزيمة مذلة بنتيجة 3-0 على أرضه أمام نوتنغهام فورست يوم السبت – وهي الهزيمة السادسة في سبع مباريات بالدوري – مما أدى إلى تراجعه إلى المركز الحادي عشر، وهو أسوأ مركز له في أكثر من عقد من الزمان. وتدهور موقفه إلى المركز الثاني عشر بعد فوز غريمه المحلي إيفرتون على مانشستر يونايتد في وقت لاحق.
وفي تصريحات له قبل المباراة الحاسمة في دوري أبطال أوروبا ضد بي إس في أيندهوفن يوم الأربعاء، وصف سلوت أداء فريقه بأنه “مثير للسخرية” و “لا يصدق”. وأضاف أنه لم يتوقع أن يجد نفسه في مثل هذا الوضع مع أي نادٍ يعمل به، ناهيك عن ليفربول. وأقر بأن الفريق يفتقر إلى التبريرات المقنعة لهذا المستوى المتدني، معتبراً أن الوضع غير متوقع بالنسبة للنادي والمدرب والجميع.
أزمة ليفربول: تحليل لأسباب تراجع الأداء
يواجه ليفربول حالياً فترة عصيبة، حيث شهد الفريق تراجعاً ملحوظاً في مستواه مقارنة بالموسم الماضي. ففي الموسم الماضي، تلقى الفريق 41 هدفاً في طريقه للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز. بينما في هذا الموسم، تلقت شباكه 20 هدفاً في أول 12 مباراة فقط. ويعزى هذا التراجع إلى عدة عوامل، أبرزها الأداء الدفاعي الضعيف وزيادة الأخطاء الفردية.
وأشار سلوت إلى أن تلقي الأهداف من الكرات الثابتة يمثل مشكلة كبيرة للفريق، واصفاً إياه بأنه “قريب من السخرية” بالنسبة لنادٍ في مستوى ليفربول. وأكد أن الفريق قادر على خلق الفرص وتسجيل الأهداف، لكن المشكلة تكمن في عدم القدرة على الحفاظ على شباكه نظيفة.
تصريحات سلوت حول المسؤولية
تحمل سلوت المسؤولية الكاملة عن تراجع مستوى الفريق، معرباً عن شعوره بالذنب. ومع ذلك، أكد أنه يثق في قدرة اللاعبين على تجاوز هذه الأزمة والعودة إلى تقديم الأداء المأمول. وأضاف أن العمل في نادٍ مثل ليفربول يجعله أكثر تصميماً على مواجهة التحديات وإيجاد الحلول المناسبة.
وأوضح سلوت أن الفريق بحاجة إلى العمل بجدية أكبر على الجوانب الدفاعية، وتحسين التركيز في اللحظات الحاسمة. وأشار إلى أن اللاعبين بحاجة إلى تحمل مسؤولية أكبر داخل وخارج الملعب، والالتزام بتنفيذ التعليمات والتكتيكات.
من جانبه، أعرب قائد الفريق فيرجيل فان دايك عن خيبة أمله من الأداء الأخير للفريق، ودعا زملائه إلى تحمل مسؤولية أكبر. وأكد أن الفريق بحاجة إلى العودة إلى تقديم الأداء الذي يميزه، والتركيز على تحقيق الفوز في كل مباراة.
في سياق متصل، أكد لاعب الوسط كودي جاكبو أن اللاعبين أجروا محادثات صريحة حول الأداء المتراجع للفريق، وأنهم اتفقوا على ضرورة العمل بجدية أكبر لتحسين النتائج. وأشار إلى أن الفريق يدرك أنه بحاجة إلى استعادة الثقة بالنفس، والعودة إلى تقديم الأداء الذي يعرفه.
تحليل الخبراء وتوقعات المستقبل
يرى خبراء كرة القدم أن ليفربول يمر بمرحلة انتقالية صعبة، وأن الفريق بحاجة إلى بعض الوقت للتكيف مع أسلوب لعب جديد. ويشيرون إلى أن رحيل بعض اللاعبين الأساسيين في الصيف الماضي أثر على مستوى الفريق، وأن الفريق بحاجة إلى تعزيز صفوفه بلاعبين جدد.
ويتوقع الخبراء أن يتمكن ليفربول من تجاوز هذه الأزمة والعودة إلى المنافسة على الألقاب، لكنهم يحذرون من أن ذلك يتطلب عملاً شاقاً والتزاماً كاملاً من جميع اللاعبين. ويؤكدون أن الفريق بحاجة إلى استعادة الثقة بالنفس، والتركيز على تحقيق الفوز في كل مباراة.
يستعد ليفربول لمواجهة بي إس في أيندهوفن في إياب دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا، وهي مباراة حاسمة لتحديد مصير الفريق في البطولة. ويتوقع أن يدفع سلوت بتشكيلة قوية في هذه المباراة، وأن يعتمد على الأداء الهجومي للفريق لتحقيق الفوز.
ومع ذلك، يظل مستقبل الفريق غير مؤكد، حيث يواجه الفريق تحديات كبيرة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. وسيكون من المهم متابعة أداء الفريق في المباريات القادمة، وتقييم مدى قدرته على تجاوز هذه الأزمة والعودة إلى تقديم الأداء المأمول.

