تواجه إدارة نادي توتنهام هوتسبير ضغوطًا متزايدة بعد الأداء الدفاعي المتواضع الذي قدمه الفريق في ديربي شمال لندن أمام آرسنال يوم الأحد. وقد اعتذر المدرب توماس فرانك عن الأداء، مما يشير إلى بداية غير متوقعة للفريق والمدرب على حد سواء. السؤال المطروح الآن هو: هل ابتعد فرانك كثيرًا عن أسلوب لعب “أنجي بول” الذي كان يتبعه المدرب السابق؟
لم يتمكن توتنهام من احتواء هجوم آرسنال على ملعب الإمارات، على الرغم من تحول فرانك إلى خط دفاعي مكون من خمسة لاعبين، وهو قرار أثار تساؤلات حول منهجه منذ توليه المسؤولية. وبينما كان الفريق بحاجة إلى تغيير بعد أسلوب “أنجي بول”، يرى البعض أن فرانك قد بالغ في التغيير.
تحليل أداء توتنهام هوتسبير: أين يكمن الخلل؟
أظهرت المباراة الأخيرة مدى صعوبة إيجاد التوازن الهجومي المناسب للفريق. على الرغم من تسجيل ريتشارليسون هدفًا رائعًا، إلا أن أداء توتنهام الهجومي كان باهتًا بشكل ملحوظ. لم يتمكن الفريق من تسجيل أي تسديدة على المرمى في الشوط الأول، بينما كانت التسديدات الثلاث في الشوط الثاني ذات قيمة متوقعة ضئيلة للغاية بلغت 0.07 فقط.
يعتبر هذا أقل إجمالي لأي فريق في مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، متجاوزًا الرقم القياسي السابق للفريق والبالغ 0.10 أهداف متوقعة في الهزيمة أمام تشيلسي قبل أسابيع قليلة، مما يؤكد مرة أخرى افتقاره الواضح للإبداع والتهديد الهجومي. يحتل توتنهام المركز الرابع في عدد الأهداف المسجلة في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، برصيد 20 هدفًا، ولكنه يعود بشكل كبير إلى الأداء المبالغ فيه.
في المقابل، يبلغ إجمالي الأهداف المتوقعة للفريق 11.16 فقط، وهو رابع أقل رقم في الدوري. ولم يسدد بيرنلي عددًا أقل من التسديدات. ببساطة، توتنهام لا يخلق فرصًا كافية للتسجيل.
تغيير الأسلوب: من الهجوم الشامل إلى الحذر المفرط
لم يشهد أداء توتنهام تحسنًا كبيرًا، على الرغم من التغيير الجذري في الأسلوب الذي أحدثه فرانك مقارنة بالمدرب السابق أنجي بوستيكوغلو. يمارس توتنهام ضغطًا أقل بكثير مما كان عليه في الموسم الماضي، حيث يسجل عددًا أقل من الاستحواذات العالية والضغط على الخصم، ويفضل البقاء في مناطق دفاعية أعمق.
كما انخفضت أرقام الفريق في التقدم بالكرة إلى الأمام، سواء من خلال الهجمات المرتدة السريعة أو بناء اللعب، حيث يولي فرانك المزيد من الأهمية للتمريرات الطويلة والعرضية. لقد أعطى الأولوية للدفاع في الأشهر الأولى من ولايته، لكن هذا النهج ليس من المرجح أن يلقى استحسانًا في نادٍ مشهور بتقاليده الهجومية.
من الناحية الأسلوبية، أصبح توتنهام أكثر تشابهًا مع نادي برينتفورد السابق لفرانك. مارس برينتفورد ضغطًا أكبر تحت قيادة فرانك في الموسم الماضي مقارنة بتوتنهام هذا الموسم، لكنه يشبهه في ملفه الشخصي من حيث التقدم إلى الأمام، والهجمات المرتدة، وبناء اللعب.
قضايا التشكيلة واللاعبين الجدد
يبدو أن فرانك يواجه صعوبة في إيجاد التوازن المناسب. يعتمد فرانك بشكل كبير على الثنائي جواو بالينها ورودريغو بينتانكور في خط الوسط، وهو ما أثار انتقادات بسبب افتقارهما للقدرة على اللعب للأمام وتفضيلهما التمريرات الجانبية والخلفية. وعلى الرغم من ذلك، يواجه الفريق إصابات متكررة في الخط الأمامي، مما يعيق قدرته على تطوير أسلوب لعب فعال.
يفتقر توتنهام إلى التمريرات الحاسمة، حيث قام الفريق بأقل عدد من التمريرات الحاسمة في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. في المقابل، يحتل آرسنال صدارة قائمة الفرق في هذا الجانب.
ومع ذلك، يجب أن نأخذ في الاعتبار أن فرانك قد تولى المسؤولية مؤخرًا، وأن الفريق كان يعاني من أداء ضعيف في الموسم الماضي. بالإضافة إلى ذلك، يواجه فرانك تحديات كبيرة بسبب الإصابات التي لحقت بالعديد من اللاعبين الرئيسيين، بما في ذلك جيمس ماديسون وديان كولوسيفسكي.
من المتوقع أن يتحسن أداء توتنهام بمجرد عودة اللاعبين المصابين. ومع ذلك، لا يزال فرانك بحاجة إلى إثبات قدرته على بناء فريق ناجح قادر على المنافسة في الدوري الإنجليزي الممتاز.

