أعرب البريطاني أوليفر بيرمان عن انتقاده للإساءة عبر الإنترنت بعد تلقي كيمي أنتونيللي تهديدات على وسائل التواصل الاجتماعي عقب سباق الجائزة الكبرى في قطر. وقد أبلغت مرسيدس عن أكثر من 1100 تعليق “خطير أو مشبوه” على حسابات أنتونيللي على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك تهديدات بالقتل، بعد أن تجاوز لاندو نوريس سائق مرسيدس في المراحل الأخيرة من السباق يوم الأحد.

في البداية، قال مهندس ماكس فيرستابن، جيانبيرو لامبياسي، ومستشار ريد بول، هلموت ماركو، إن أنتونيللي سمح لنوريس بتجاوزه، قبل أن يعتذرا لاحقًا لأنتونيللي ومرسيدس عن تعليقاتهما. وأصدرت ريد بول بيانًا يوم الاثنين أكدت فيه أن التعليقات كانت “غير صحيحة تمامًا” وأنها “تأسف بشدة” للإساءة التي تلقاها أنتونيللي.

انتقادات واسعة النطاق للإساءة عبر الإنترنت في سباق الفورمولا 1

أدان بيرمان، الذي يختتم موسمه الأول في سباقات الفورمولا 1 مثل أنتونيللي، الإساءة عبر الإنترنت بشدة. وأشار إلى أن سائقي الفورمولا 1 يتعرضون بشكل متزايد للتعليقات المسيئة على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصةً بعد السباقات المثيرة للجدل. وأوضح بيرمان أن وجوده في فريق مثل هاس ساعده على تجنب مستوى مماثل من الانتقادات، حيث يتيح له الفريق الجديد مساحة أكبر للخطأ والتعلم دون تدقيق مكثف.

وأضاف بيرمان: “بشكل عام، الأشخاص الذين يختبئون وراء الشاشات هم أسوأ أنواع البشر. لا ينبغي لهم أن يفعلوا ذلك بأي شخص.” وشدد على أن الانتقادات التي يتعرض لها السائقون، وخاصةً المبتدئين، غالبًا ما تكون سخيفة وغير مبررة، ولا ينبغي التسامح معها.

ردود فعل من مجتمع الفورمولا 1

بدأت الهيئة الحاكمة لسباقات الفورمولا 1، الاتحاد الدولي للسيارات (FIA)، حملة في وقت سابق من عام 2023 بعنوان “متحدون ضد الإساءة عبر الإنترنت”، وأكدت على أهمية توفير بيئة آمنة ومحترمة لجميع المشاركين في الرياضة. وأعرب الاتحاد الدولي للسيارات عن دعمه الكامل لأنطونيللي في مواجهة هذه الإساءات.

من جهته، قال جورج راسل سائق مرسيدس ورئيس رابطة سائقي الجائزة الكبرى (GPDA) إن الإساءة كانت “غير مقبولة”. وأشار إلى أن التعليقات المسيئة تأتي غالبًا من أشخاص لا يملكون فهمًا كاملاً للوضع، لكن هذا لا يبرر أفعالهم بأي شكل من الأشكال. وأضاف راسل أن هؤلاء الأشخاص بحاجة إلى التفكير مليًا في سلوكهم وعواقبه.

وأيد شارل لوكلير سائق فيراري موقف راسل، مؤكدًا أن السائقين يبذلون قصارى جهدهم، وأن الأخطاء واردة. وأشار إلى أن الإساءة التي يتعرض لها السائقون لا تقتصر على الفورمولا 1، بل هي مشكلة أوسع في المجتمع.

وفي حديثه عن الحادث، كشف أنطونيللي أن فيرستابن ونوريس كانا من بين السائقين الذين تواصلوا معه لتقديم الدعم. كما تحدث معه لورنت مكيز رئيس فريق ريد بول، وجيانبيرو لامبياسي نفسه قبل سباق الجائزة الكبرى في أبو ظبي. ووصف فيرستابن منتقدي الإنترنت بأنهم “بلا عقول”، وأعرب عن أسفه لرؤية هذه التعليقات.

تأتي هذه الأحداث في أعقاب سباق مثير في قطر، حيث شهدت المنافسة تقلبات كبيرة. وقد أثارت بعض القرارات الجدلية خلال السباق غضب بعض المشجعين، مما أدى إلى موجة من الإساءة عبر الإنترنت.

تُظهر هذه الحوادث الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمكافحة الإساءة عبر الإنترنت في عالم الرياضة. يجب على الهيئات الحاكمة ووسائل التواصل الاجتماعي والفرق والجهات المعنية العمل معًا لإنشاء بيئة أكثر أمانًا واحترامًا لجميع المشاركين.

من المتوقع أن يناقش الاتحاد الدولي للسيارات (FIA) هذه القضية في اجتماعه القادم، وأن يعلن عن تدابير جديدة لمكافحة الإساءة عبر الإنترنت. وسيراقب مجتمع الفورمولا 1 عن كثب التطورات في هذا الشأن، ويتوقع اتخاذ إجراءات ملموسة لحماية السائقين والموظفين والمشجعين من التعليقات المسيئة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version