أُدين رجل بالاعتداء على أكثر من 100 مشجع لنادي ليفربول خلال احتفالات بالفوز في الدوري الإنجيزي الممتاز، حيث دهس بهم سيارته عمدًا. وقد صرح الادعاء العام خلال جلسة النطق بالحكم أن دوافع المتهم، بول دويل، كانت “فقدان السيطرة على أعصابه في محاولة للوصول إلى وجهته” و “نية التسبب بأذى جسيم للأشخاص في الحشد”. وتعتبر هذه الحادثة جريمة خطيرة هزت مدينة ليفربول.

وقع الحادث في 26 مايو الماضي، عندما كان بول دويل (54 عامًا) يقود سيارته من منطقة كروكستث إلى وسط ليفربول لالتقاء أصدقائه الذين حضروا موكب الاحتفال. وقد أقر دويل بـ 31 تهمة تتعلق بالحادث الشهر الماضي. ووفقًا للادعاء، كان وزن سيارته من نوع فورد جالاكسي تيتانيوم يقارب الطنين.

تفاصيل الاعتداء بالسيارة على مشجعي ليفربول

أفاد المدعي العام بول جرياني لمحكمة ليفربول التاجية أن الطريق كان مكتظًا بالمشاة في يوم كان من المفترض أن يكون يوم فرح واحتفال. وأوضح أن دويل دخل شارع ديل في الساعة 5:54 مساءً وبدأ القيادة في اتجاه معاكس لاتجاه حركة معظم المشجعين، أي نحوهم.

وأضاف جرياني أن دويل قاد السيارة بشكل خطير على طول الطريق، مما أثار الخوف بين الناس. وعندما وصل إلى إجراءات تنظيم حركة المرور التي كانت توجه المركبات إلى اليمين، توقف لفترة وجيزة ثم انطلق على الجانب الأيسر من شارع ديل، متجاهلاً هذه الإجراءات.

مشاهد صادمة من كاميرا السيارة

عرضت المحكمة تسجيلات فيديو من كاميرا السيارة (داش كام) تظهر اللحظات المروعة عندما دهس دويل الحشود. أظهر الفيديو، الذي تم التقاطه من داخل سيارة فورد جالاكسي، دويل وهو ينحرف نحو مئات المشجعين الذين كانوا يعودون من منطقة الواجهة البحرية بعد الاحتفال.

أثناء عرض الفيديو، ظهر دويل وهو يغلق عينيه ويضع رأسه للأسفل، ويبكي. وقد تسبب هذا في بكاء العديد من الضحايا المتواجدين في قاعة المحكمة، بالإضافة إلى آخرين كانوا يشاهدون من غرفة أخرى.

وخلال وجوده في شارع ديل، سمع دويل وهو يقول عبارات نابية بينما كان المشاة يسحبون أطفالهم بعيدًا عن سيارته لمنعهم من الاصطدام. كما أظهر الفيديو دويل وهو يصرخ ويطلب من الناس “التحرك” و “الخروج من الطريق” بينما يحاولون القفز بعيدًا عن السيارة.

ووفقًا للشهادات، اصطدمت السيارة بعدد كبير من الأشخاص، حيث سقط أحدهم على الزجاج الأمامي مما أدى إلى تحطمه. كما شوهد آخرون على غطاء محرك السيارة، بينما يبدو أن بعض الأشخاص، بمن فيهم الأطفال، قد سقطوا تحت السيارة.

وقد أدت أفعال دويل إلى “إثارة الرعب في قلوب أولئك الذين حضروا ما اعتقدوا أنه سيكون يومًا مليئًا بالفرح”، كما صرح جرياني. وأضاف أن دويل استخدم السيارة كسلاح، متسببًا في إصابات واسعة النطاق.

بعد الحادث، تمكن المشجعون من إيقاف السيارة في شارع ووتر في الساعة 6:01 مساءً، وبدأوا في محاولة سحب دويل من السيارة. وقد تدخلت الشرطة لحماية المتهم، وتم اعتقاله واحتجازه، حيث لم يتعرض سوى لإصابات طفيفة.

التحقيق في دوافع الجريمة

يركز التحقيق حاليًا على فهم الدوافع الحقيقية وراء هذا الفعل العنيف. وتشير الأدلة إلى أن دويل فقد أعصابه بسبب تأخره ورغبته في الوصول إلى أصدقائه بسرعة.

ومع ذلك، يرى الادعاء أن هذا لا يبرر أفعاله، وأن نيته كانت التسبب في أذى جسيم للمشجعين. وتعتبر هذه القضية مثالًا صارخًا على خطر فقدان السيطرة على النفس والقيادة المتهورة، خاصة في الأماكن المزدحمة.

تعتبر هذه الحادثة بمثابة تذكير بأهمية الالتزام بقواعد المرور واحترام سلامة الآخرين. كما تسلط الضوء على الحاجة إلى تعزيز الإجراءات الأمنية خلال الفعاليات العامة لمنع وقوع حوادث مماثلة في المستقبل.

من المتوقع أن يتم الإعلان عن الحكم النهائي في القضية خلال الأسبوع القادم. وستأخذ المحكمة في الاعتبار جميع جوانب القضية، بما في ذلك اعتراف المتهم، والأدلة المقدمة، والأضرار التي لحقت بالضحايا.

وما زال من غير الواضح ما إذا كان دويل سيستأنف الحكم، وما إذا كانت هناك أي تطورات أخرى في القضية. وسيتم متابعة هذا الموضوع عن كثب لمعرفة المزيد من التفاصيل.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version