بريندون ماكولوم، مدرب منتخب إنجلترا للكريكت، أعرب عن رغبته في الاستمرار في منصبه، لكنه أقر بأن مستقبله “يعود للآخرين” بعد خسارة سلسلة الرماد (Ashes) أمام أستراليا في غضون 11 يومًا فقط. وكان ماكولوم قد وصف الجولة الشتوية الحالية في أستراليا بأنها “أهم سلسلة في حياتنا”، إلا أن آماله في استعادة الكأس تبخرت بعد الهزائم المتتالية في بيرث وبريسبان وأديلايد.

يواجه ماكولوم وضعًا مشابهًا لما حدث مع سلفه، كريس سيلفرود، الذي أُقيل بعد خسارة بنتيجة 4-0 قبل أربع سنوات. وتزايدت التساؤلات حول من يتحمل مسؤولية الهزيمة الأخيرة في أستراليا. ومع ذلك، يحرص ماكولوم على جمع شتات الفريق والمشاركة في عملية إعادة البناء، مع إدراكه أن مصيره يقع في أيدي الآخرين.

مستقبل ماكولوم مع منتخب إنجلترا للكريكت بعد خسارة الرماد

عندما سُئل ماكولوم عما إذا كان سيستمر في منصبه في بداية صيف إنجلترا، أجاب: “لا أعرف. الأمر ليس بيدي حقًا.” وأضاف: “سأستمر في محاولة القيام بوظيفتي، ومحاولة استخلاص الدروس من الأمور التي لم ننجح فيها هنا، ومحاولة إجراء بعض التعديلات. هذه الأسئلة موجهة لشخص آخر، وليس لي.”

وتأتي هذه التصريحات في أعقاب تقارير إعلامية تشير إلى أن مجلس إدارة الكريكت في إنجلترا (ECB) قد بدأ بالفعل في تقييم أداء الفريق الفني بقيادة ماكولوم وقائد الفريق بن ستوكس. وتشمل هذه التقييمات استراتيجية الفريق، واختيارات اللاعبين، والأداء العام خلال الجولة.

ردود الفعل على الهزيمة

أكد ماكولوم أنه لا يسعى لحماية منصبه، بل يركز على تحقيق أفضل أداء ممكن من اللاعبين. وقال: “أنا أستمتع بالوقت الذي أقضيه مع هؤلاء اللاعبين وأعتقد أننا حققنا بعض التقدم منذ توليت المسؤولية.” وأضاف: “نحن لسنا المنتج النهائي، لكنني أعتقد أننا تحسنا كفريق للكريكت. لقد اكتسبنا هوية خاصة بنا.”

وأشار ماكولوم إلى أهمية التعلم من الأخطاء، قائلاً: “أنت دائمًا ما تبحث عن الأمور التي قمت بها بشكل صحيح والأمور التي قمت بها بشكل خاطئ، ولا تكون متغطرسًا أو جاهلاً لدرجة أن تعترف بأنك ارتكبت بعض الأخطاء. الأمر جيد طالما أنك لا تكرر نفس الأخطاء.”

من جانبه، حذر السير أندرو ستراوس، قائد إنجلترا السابق الذي فاز بسلسلة الرماد في أستراليا قبل 15 عامًا، من أن إقالة ماكولوم أو ستوكس لن تكون كافية لتغيير “القصة أحادية الجانب والمحبطة” في أستراليا. وكتب ستراوس: “بينما سيعرفون أن هذا يأتي مع المنصب، فإنهم ليسوا مسؤولين عن خسارة إنجلترا بشكل متكرر للغاية في أستراليا منذ عام 1986-1987. لقد تعرضنا للضرب بقوة بشكل متكرر هناك لأن أستراليا فريق أفضل، مدعومًا بنظام أداء عالي أفضل.”

الخطوات التالية

لا تزال هناك مباراتان متبقيتان في سلسلة الرماد، حيث تستضيف ملبورن المباراة الافتتاحية في يوم الصنعة (Boxing Day) قبل الانتقال إلى سيدني لاختتام السلسلة. وستكون هاتان المباراتان حاسمتين بالنسبة لماكولوم وستوكس واللاعبين الآخرين، حيث يسعون لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذه الجولة.

ويتوقع أن يقوم مجلس إدارة الكريكت في إنجلترا بتقييم شامل لأداء الفريق بعد نهاية السلسلة، وقد يتضمن ذلك مراجعة استراتيجية الفريق، واختيارات اللاعبين، والتدريب. ومن غير الواضح حتى الآن ما إذا كان ماكولوم سيحتفظ بمنصبه، لكن من المؤكد أن مستقبله يعتمد على نتائج المباراتين المتبقيتين وتقييم مجلس الإدارة.

وتشير التوقعات إلى أن مجلس الإدارة قد يبحث عن مدرب جديد إذا استمرت الهزائم، مع التركيز على المرشحين الذين لديهم خبرة في الكريكت الأسترالي وفهم عميق للعبة. ومع ذلك، فإن القرار النهائي سيستند إلى مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك أداء الفريق في المباراتين المتبقيتين، وتوافر المرشحين المناسبين، والرؤية المستقبلية للعبة في إنجلترا.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version