تُوّج لاندو نوريس ببطولة العالم لسباقات الفورمولا 1 لعام 2025، متفوقًا بفارق نقطتين فقط على ماكس فيرستابن. أثار هذا الفوز تساؤلات حول ما إذا كان فيرستابن قد تصرف “بأدب شديد” في السباق الأخير للموسم في أبو ظبي، خاصةً بعدما اكتفى بالفوز بينما كان يحتاج لنتيجة أفضل لضمان اللقب. هذا السيناريو أعاد إلى الأذهان تكتيكات مماثلة استخدمت في الماضي.
حقق فيرستابن الفوز في سباق أبو ظبي، متقدمًا على أوسكار بياستري بفارق 12.5 ثانية، لكنه فشل في الحصول على لقبه الخامس على التوالي بعد أن أنهى نوريس السباق في المركز الثالث، وهو بالضبط ما كان يحتاجه للفوز بالبطولة.
هل أضاع فيرستابن فرصة الذهاب ببطولة الفورمولا 1؟
توقع الكثيرون أن يحاول فيرستابن إبطاء سرعته عمدًا في المقدمة لإجبار نوريس على ارتكاب خطأ، خاصةً مع وجود بياستري في المركز الثاني. سأل بياستري فيرستابن مباشرةً بعد السباق لماذا لم “يُبطئ السرعة لعرقلة المنافسين؟”.
يُذكر أن لويس هاميلتون استخدم تكتيكًا مماثلًا في سباق حاسم للفوز باللقب عام 2016، حيث قام بإبطاء سرعته عمدًا في اللفات الأخيرة لمحاولة إجبار نيكو روزبرج على ارتكاب خطأ.
لم يخف روزبرج، الذي كان محللاً لـ Sky Sports F1 في سباق هذا العام، توقعاته بأن يقوم فيرستابن بمحاولة مماثلة. وقال: “لقد كانوا متصالحين للغاية اليوم. كنت أتوقع أن يحاولوا بعض الحيل مبكرًا، وأن يبطئوا السرعة قليلًا. أو على الأقل أن يجربوا ذلك لمعرفة ما إذا كان سينجح أم لا.”
كانت اللحظة المثالية لفيرستابن لتطبيق هذا التكتيك في اللفة 42، بعد توقف بياستري في الحفر ليحل مكانه في المركز الثاني، وليصبح الفارق بينهما 24 ثانية. كان بإمكانه التوقف للحصول على إطارات جديدة والعودة إلى الصدارة بفارق ضئيل أمام بياستري ونوريس، ثم محاولة إبطائهم وتعريضهم لخطر تجاوزهم من قبل تشارلز لوكلير وجورج راسل، اللذين كانا في المركزين الرابع والخامس على التوالي.
إلا أن فيرستابن اختار الحفاظ على تقدمه الكبير، آملًا في حدوث سوء حظ للمنافسين في فريق ماكلارين.
ردود فعل فريق ريد بول
عندما سُئل عن قراره بعد السباق، أوضح فيرستابن أن قرار فريق ماكلارين بإشراك بياستري بإطارات صلبة واختيار فيراري إيقاف لوكلير مرتين جعل مهمة إبطاء السرعة أكثر صعوبة.
وقال فيرستابن: “كان لدي الكثير من السيناريوهات في رأسي. ولكن بعد أن رأيت الإطارات التي استخدمها أوسكار، أدركت أن الأمر سيكون صعبًا للغاية. ربما كنا أسرع من اللازم في المقدمة، مما جعل الآخرين غير قادرين على مجاراتنا. تشارلز بذل قصارى جهده لمحاولة الوصول إلى منصة التتويج، وكان ذلك مثيرًا للإعجاب. ولكنهم اختاروا إيقافًا مزدوجًا، مما جعل الأمر أكثر تعقيدًا. هذا المسار الجديد هنا يجعل الأمر أصعب أيضًا مقارنة بعام 2016.”
أقر مسؤولو ريد بول لاحقًا بأنهم ناقشوا استخدام هذا التكتيك، لكنهم شعروا أن ذلك قد يعرض فيرستابن لخطر فقدان الفوز الذي كان يحتاجه لفرصة الفوز بالبطولة. قال لوران مكيز، رئيس فريق ريد بول: “كان من الممكن القيام بذلك. لم نشعر أنه الخيار المناسب بالنسبة لنا. كنا سنضطر إلى التخلي عن ميزة كبيرة. لم نعتقد أن اللعب بتكتيكات سيعطينا أفضلية في المواقف التي كنا فيها، لذلك اخترنا البقاء في المقدمة لتعظيم الميزة والتركيز على الفوز بالسباق. لا يمكننا التحكم فيما يحدث خلفنا. ناقشنا هذا الخيار، لكننا تمسكنا بخطتنا.”
أشار هيلموت ماركو، مستشار ريد بول، إلى أن قرار ماكلارين المفاجئ بتقسيم استراتيجية الإطارات بين نوريس وبياستري في البداية قد أثر سلبًا على خيارات فريق ريد بول.
وأوضح ماركو: “كان ذلك ذكيًا من جانبهم. لقد أعطى لهم الكثير من الخيارات. لم نكن نتوقعهم أن يقوموا بذلك. لقد كانت مناورة ذكية لإشراك بياستري بإطارات صلبة ومحاولة اللحاق بفيرستابن.”
استراتيجية ماكلارين الذكية؟
يبدو أن خيارات ريد بول قد أُجُهضَت بسبب استراتيجية ماكلارين الذكية قبل السباق. لم يكتف ماكلارين بتقسيم استراتيجيات الإطارات إلا أنه سمح لبياستري بتجاوز نوريس في اللفة الأولى.
وأكد أندريا ستيلا، رئيس فريق ماكلارين، أنهم اتخذوا هذا القرار قبل ساعتين من السباق، وأوضحوا التوقعات للسائقين. وقال: “لقد أجرينا أكثر من محادثة واحدة مع سائقينا هذا الأسبوع. كنا نعلم أنه في اللفة الأولى قد يحدث تبادل للمراكز وأنه لم نرد أن نمنع ذلك. بل قلنا أكثر من المعتاد أن يكونوا حذرين للغاية. أعتقد أنها كانت مناورة آمنة للغاية. كان من المثير للاهتمام السماح لأوسكار بالمضي قدمًا بإطارات صلبة ومحاولة اللحاق بماكس.”
وأضاف زاك براون، الرئيس التنفيذي لفريق ماكلارين: “كان من الصعب على فيرستابن إبطاء السرعة في أبو ظبي بسبب نظام الإطارات.”
تكتيك تسونودا يثير غضب ماكلارين
على الرغم من ذلك، أعرب براون عن استيائه من التكتيكات التي استخدمها ريد بول بإشراك يوكي تسونودا بإطارات صلبة، ومحاولة إبطاء سرعة نوريس بعد توقفه الأول في الحفر.
حصل تسونودا في النهاية على عقوبة خمس ثوانٍ لإجباره على مسار نوريس في اللفة 23، لكن نوريس تمكن من تجاوزه بنجاح قبل الفوز بلقبه الأول في البطولة.
وقال براون: “كانت تلك مناورة خطيرة وغير ضرورية. هذه رياضة جماعية، لذلك لا أستغرب أن يحاول السائق الثاني المساعدة، ولكن أعتقد أنه يجب أن يكون هناك حد. هذا الأمر يستحق العقاب، لكننا فخورون بالنتيجة التي حققناها.”
من المتوقع أن يتم بث جميع سباقات بطولة الفورمولا 1 لعام 2026 على الهواء مباشرةً على قنوات Sky Sports، بدءًا من سباق الجائزة الكبرى الأسترالي في الفترة من 6 إلى 8 مارس. يمكن مشاهدة قنوات Sky Sports عبر خدمة NOW، دون الحاجة إلى اشتراك طويل الأمد.
