حُكم على بول دويل، البالغ من العمر 54 عامًا، بالسجن لمدة 21 عامًا وستة أشهر بعد أن ألحق إصابات بـ 134 شخصًا عندما دهس بسيارته حشودًا من الناس خلال احتفالات ليفربول بفوزهم في الدوري الإنجيزي الممتاز. وقع الحادث في 26 مايو الماضي، واستخدم دويل سيارته الفورد غالكسي لاستهداف المشجعين العائدين إلى منازلهم في وسط ليفربول. وقد أثارت هذه الجريمة حالة من الصدمة والغضب في جميع أنحاء البلاد، مما سلط الضوء على خطر الدهس المتعمد.

تفاصيل الحادث وإدانة مرتكبه

وقع الحادث بعد فترة وجيزة من نهاية الاحتفالات بفوز ليفربول، حيث كان المشجعون يتجمعون في شوارع المدينة. وبحسب التحقيقات، كان دويل في طريقه إلى وسط المدينة لالتقاط أصدقائه عندما “فقد أعصابه” وقام بالقيادة نحو الحشود. لقطات كاميرا داشكام المثبتة في سيارته أظهرت لحظات الرعب، حيث تم رمي المشجعين على غطاء السيارة أو تحتها أثناء تسارعه في شارع ووتر، الذي كان مغلقًا أمام حركة المرور.

كان دويل قد أنكر في البداية ارتكاب 31 تهمة، إلا أنه عاد في الشهر الماضي، قبيل بدء محاكمته، واعترف بجميع التهم الموجهة إليه. أفاد تقارير إعلامية أنه بكى أثناء اعترافه بالتهم المتعلقة بالقيادة الخطيرة، وإثارة الشغب، ومحاولة التسبب في أذى جسيم، والإيذاء الجسيم.

ضحايا الحادث وأعمارهم

تراوحت أعمار الضحايا البالغ عددهم 29 شخصًا والمذكورين في لائحة الاتهام بين ستة أشهر و 77 عامًا. الجروح التي لحقت بهم متفاوتة في شدتها، وتطلبت تدخلًا طبيًا فوريًا. وفقًا لشهود عيان، تسبب الحادث في حالة من الذعر والفوضى في المنطقة.

دوافع الجريمة وملابساتها

أثناء استجوابه، ادعى دويل أنه رأى شخصًا يحمل سكينًا وقاد في حالة من الذعر خوفًا من تعرضه للهجوم. ومع ذلك، لم تجد الشرطة أي دليل من خلال كاميرات المراقبة أو شهادات الشهود يدعم هذا الادعاء. علاوة على ذلك، لم تظهر فحوصات على السيارة أو على دويل نفسه أي آثار للكحول أو المخدرات.

أشار المحققون إلى أن دوافع دويل لا تزال غير واضحة، لكنهم يعتقدون أنه ربما يكون قد فقد السيطرة على أعصابه بسبب الازدحام أو أي سبب آخر. وقد كشفت لقطات كاميرا داشكام عن قيامه بسب المشجعين وتوجيه عبارات نابية لهم، مطالبًا إياهم بالتحرك. الكلمات التي تفوه بها تشير إلى حالة من الغضب والاحتقان الشديد.

أكدت شهادات العديد من الشهود أن دويل تجاوز سيارات أخرى وتجاهل إشارة مرور حمراء أثناء قيادته في شوارع المدينة المزدحمة. لقد أظهر الدهس المتعمد استهتارًا واضحًا بحياة الآخرين وسلامتهم، خاصةً الأطفال. وأظهرت مقاطع الفيديو قيادته المتهورة بينما كان المشجعون يجرون لإبعاد أطفالهم عن مساره.

دور عامل الإغاثة وإيقاف السيارة

تمكن أحد المشجعين، وهو دان بار، من إيقاف سيارة دويل عن طريق الزحف إلى المقعد الخلفي وتثبيت ذراع ناقل الحركة في وضعية الركن. وقد ساهم هذا الفعل البطولي في منع مزيد من الإصابات والوفيات المحتملة. تمكن بار من السيطرة على الوضع حتى وصلت الشرطة وألقت القبض على دويل. هذا التدخل السريع أنقذ أرواحًا كثيرة.

حكم المحكمة وردود الفعل

خلال النطق بالحكم، وصف القاضي أندرو ميناري أفعال دويل بأنها “غضب غير مفسر وغير مخفف”. وأضاف القاضي: “من المستحيل تقريبًا فهم كيف يمكن لشخص عاقل أن يتصرف مثلك”. كما شدد القاضي على أن أفعال دويل تسببت في “رعب وكارثة لم يسبق للمحكمة أن شهدتها”. تعتبر هذه القضية نموذجًا صارخًا على العنف ضد المشاة، وتؤكد أهمية تطبيق القانون بحزم في مثل هذه الحالات.

من جانبه، أعرب جيمس أليسون، من النيابة العامة لمرسي تشير، عن عدم فهمه لدوافع دويل وقال: “لماذا فعل ذلك؟ أعتقد أن الإجابة البسيطة هي أنه فقد أعصابه. لقد غضب.” وأضاف أن محاولته للوصول إلى الطريق تسببت في “تدمير حياة الكثير من الناس”.

قال المحقق الرئيسي جون فيتزجيرالد إن “اللامبالاة التامة” لدويل بسلامة الآخرين، وخاصةً الأطفال، “لا يمكن تصورها”. وأشار إلى أن الأمر كان يعتمد على “الحظ” فقط لكي لا تسفر الحادثة عن وفيات، مؤكدًا خطورة القيادة المتهورة.

خطوات مستقبلية ومتابعات

من المتوقع أن تجري السلطات مراجعة شاملة لإجراءات الأمن في الأحداث الجماهيرية المستقبلية في ليفربول والمناطق الأخرى. سيكون التركيز على منع تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية. هناك تساؤلات حول ما إذا كانت هناك حاجة إلى تشديد الرقابة على حركة المرور وتقليل الازدحام في المناطق التي تشهد احتفالات جماهيرية.

من جهة أخرى، من الممكن أن يتم استئناف الحكم الصادر على دويل. من بين النقاط التي قد يثيرها محاموه في الاستئناف هو مسألة صحته العقلية وظروف الحادث. ستظل القضية قيد المتابعة حتى يتم البت في أي استئنافات محتملة. بالإضافة إلى ذلك، ستستمر السلطات في تقديم الدعم للضحايا وعائلاتهم.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version