يبدو أن محاولة ليفربول للاحتفاظ باللقب للمرة الأولى منذ عام 1984 محكوم عليها بالفشل بالفعل بعد بداية متعثرة هذا الموسم. يواجه الفريق تحديات كبيرة في الدفاع عن اللقب، وهو أمر أثبت صعوبة بالغة على جميع الأبطال منذ عام 2008/09 باستثناء مانشستر سيتي.
وفقًا للحسابات الفائقة التي أجراها Opta، فإن فرص ليفربول في الفوز بالدوري تبلغ 7.1 بالمائة فقط بعد أن خسر فريق المدرب آرني سلات خمس مباريات من أول 11 مباراة في الدوري، ليصبح متخلفًا بفارق ثماني نقاط عن أرسنال المتصدر.
تاريخ يعيق الدفاع عن اللقب في الدوري الإنجليزي الممتاز
لطالما كانت مهمة الاحتفاظ بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز تحديًا هائلاً، وغالبًا ما تواجه الفرق صعوبات جمة بعد موسم ناجح. بالإضافة إلى هيمنة بيب جوارديولا مع مانشستر سيتي وفوزه بأربعة ألقاب متتالية، لم يتمكن أي بطل آخر من تكرار الفوز منذ نجاح مانشستر يونايتد بقيادة السير أليكس فيرجسون في موسم 2008/09.
صعوبات في بناء الفريق وتأثير التغييرات
واجه المدرب سلات صعوبات في دمج لاعبي الفريق الجدد الذين بلغت قيمتهم الإجمالية 450 مليون جنيه إسترليني، بينما لم يتمكن اللاعبون الذين كان لهم دور فعال في الفوز باللقب في الموسم الماضي من الحفاظ على نفس المستوى من الأداء هذا الموسم. ربما يلعب عامل الدافع دورًا في هذا التراجع، حيث قد يجد اللاعبون صعوبة في الحفاظ على نفس التركيز والطموح بعد تحقيق النجاح.
نتيجة لذلك، تلقى الفريق أهدافًا، هدفين أو أكثر، في سبع مباريات حتى الآن هذا الموسم، وهو أسوأ سجل في الدوري الإنجليزي الممتاز باستثناء فريق واحد. يبدو من الواضح أن الفريق لا يمتلك القدرة على تحقيق سلسلة من الانتصارات المتتالية التي يحتاجها للعودة إلى سباق المنافسة على اللقب.
أمثلة تاريخية على صعوبة الدفاع عن اللقب
على مر السنين، شهد الدوري الإنجليزي الممتاز العديد من الحالات التي فشل فيها الأبطال في الحفاظ على لقبهم، لتسليط الضوء على التحديات الكامنة في المنافسة الأكثر تطلبًا في كرة القدم. فيما يلي بعض الأمثلة البارزة:
2013-14: مانشستر يونايتد في أزمة
ربما كان هذا الانهيار هو الأسهل في التفسير، حيث تولى ديفيد مويز مهمة المستحيل وهي خلافة السير أليكس فيرجسون في مانشستر يونايتد. انتهى الأمر بفريق الشياطين الحمر في المركز السابع في الدوري، وهو أسوأ مركز له منذ عام 1989، مما أدى إلى إقالة مويز في وقت مبكر من أبريل 2014.
2015-16: “انهيار لم يسبق له مثيل” في تشيلسي
بعد فوزهم باللقب بسهولة في الموسم السابق، شهد تشيلسي انهيارًا مذهلاً في موسم 2015-16. خسارة غير متوقعة أمام كريستال بالاس في أغسطس كانت بمثابة إشارة تحذير مبكرة، وتصاعدت المشاكل مع نزاعات بين المدرب جوزيه مورينيو والطاقم الطبي ورصد عدد متزايد من الهزائم. أُقيل مورينيو في ديسمبر بعد أن أصبح الفريق على بُعد نقطة واحدة فقط عن منطقة الهبوط.
2016-17: تأثر ليستر سيتي بالإصابات والظروف
بعد تحقيقهم المعجزة في الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز في عام 2016، لم يتمكن ليستر سيتي من تكرار هذا النجاح في الموسم التالي. واجه الفريق صعوبات كبيرة بسبب الإصابات، وخاصة في خط الدفاع، مما أدى إلى تراجع حاد في الأداء. انتهى بهم الأمر في المركز الثاني عشر، وهو أسوأ مركز لفائز بالدوري الإنجليزي الممتاز.
2017-18: تشيلسي يكرر السيناريو
على غرار ليستر سيتي، فشل تشيلسي في الحفاظ على مستواه بعد الفوز باللقب في عام 2017، حيث عانى الفريق من موسم مخيب للآمال، مما أدى إلى إقالة المدرب أنطونيو كونتي على الرغم من فوزه بكأس الاتحاد الإنجليزي.
2020-21: ليفرPool والإصابات تلعب دورًا كبيرًا
واجه ليفرPool سلسلة من المشاكل في موسم 2020-21، بما في ذلك الإصابات التي أثرت بشكل كبير على خط الدفاع. فقد الفريق ثلاثة من لاعبيه الأساسيين في خط الدفاع، مما أدى إلى تراجع الأداء وتلقي العديد من الأهداف. على الرغم من تحسن أداء الفريق في نهاية الموسم، إلا أنه احتل المركز الثالث.
من الملاحظ أن مانشستر سيتي، تحت قيادة بيب جوارديولا، هو الاستثناء الوحيد في السنوات الأخيرة، حيث نجح في الاحتفاظ باللقب ست مرات في سبع سنوات، بما في ذلك أربعة فوز متتالية بين 2021 و 2024. ومع ذلك، حتى مانشستر سيتي واجه صعوبات في الدفاع عن اللقب في بعض المواسم.
مستقبل ليفرPool وشائعات الانتقالات
مع تقدم الموسم، يبدو أن ليفرPool يواجه صراعًا كبيرًا للمنافسة على اللقب، وقد يكون التركيز الأساسي للفريق الآن هو التأهل إلى دوري أبطال أوروبا. يترقب عشاق الكرة الانجليزية فترة الانتقالات الشتوية القادمة، لمعرفة ما إذا كان المدرب سلات سيقوم بإجراء تعديلات على الفريق لتعزيز الأداء. من الضروري مراقبة تطورات الفريق بشكل دقيق، خاصة فيما يتعلق بالتعاقدات الجديدة وأداء اللاعبين الحاليين.

