أعرب نجم الكريكت السابق ناصر حسين عن خيبة أمله من أداء إنجلترا في سلسلة الرماد (Ashes) ضد أستراليا، مشيرًا إلى أن النتيجة النهائية لم تختلف كثيرًا عن الهزائم السابقة التي تعرضت لها إنجلترا في الأراضي الأسترالية. فقد تأكدت هزيمة إنجلترا في سلسلة الرماد بعد خسارتها في أديليد بفارق 82 نقطة يوم الأحد، مما منح أستراليا الفوز في السلسلة بعد ثلاث مباريات فقط من أصل خمس.
بعد أن خسرت إنجلترا بنتيجة 4-0 قبل أربع سنوات، تمثل هذه السلسلة أول سلسلة خارجية لفريق “بازبال” (Bazball) منذ تعيين بريندان مكولوم كمدرب وبين ستوكس كقائد في عام 2022. ومع ذلك، وعلى الرغم من التغييرات التي أحدثها المدرب واللاعب، يبدو أن نقاط الضعف القديمة قد ظهرت مرة أخرى.
الرماد: هل كان التغيير مجرد وهم؟
أشاد حسين بحقيقة أن المدرب واللاعب قد أطلقا فترة من التغيير، لكنه أضاف أن نقاط الضعف القديمة عادت للظهور مجددًا. وذكر أن الفريق لم يقدم أداءً جيدًا بالضرب أو بالرمي أو في عمليات الالتقاط، وأن اللاعبين قد تراجعوا في اللحظات الحاسمة تحت الضغط.
وأشار إلى أن أي فريق إنجليزي آخر، باستثناء فريق أندرو ستروس عام 2010-2011، قد خسر في أستراليا بنفس الطريقة المقنعة. كما أوضح أن جو روت لم يفز بأي من 17 مباراة اختبار لعبها في أستراليا.
“صحيح أنهم فكروا بشكل مختلف وأعدوا خططًا متقدمة، لكن النتيجة النهائية لم تختلف كثيرًا عما رأيناه في جولات الرماد السابقة، وهذا ما يحبطني، خاصةً بالنظر إلى قوة الفريق الأسترالي الحالي”.
تحليل أداء الفريق الإنجليزي
أضاف مايكل أثرتون، قائد إنجلترا السابق، أن حقيقة تعرض أستراليا للإصابات للاعبين رئيسيين قبل وأثناء السلسلة جعلت طبيعة الهزيمة أكثر إحباطًا. وأوضح أن إنجلترا كان لديها الأدوات اللازمة للمنافسة أو حتى الفوز، وأن الفريق الأسترالي كان يعاني من نقاط ضعف يمكن استغلالها.
وتابع أثرتون بالقول: “كانت هذه واحدة من أسوأ جولات الرماد بالنسبة لي. فريقنا لم يصل إلى المستوى المطلوب بالضرب أو بالرمي أو في عمليات الالتقاط. يجب أن نكون أفضل بكثير إذا أردنا المنافسة في أستراليا.”
كما انتقد أثرتون قرار عدم اختيار رامٍ دوار (spinner) متخصص في الفريق، مشيرًا إلى أن الملعب كان يدور في اليومين الرابع والخامس، وأن هذا القرار كشف عن نقص في الاستعداد.
واستشهد بأقوال لين هاتون، قائد فريق الرماد السابق، الذي قال إن الفريق يجب أن يلعب أفضل مما يقدمه بنسبة 25% على الأقل للفوز في أستراليا.
ماذا بعد؟ التفكير في المستقبل
بينما لم يعد بإمكان إنجلترا استعادة كأس الرماد، ستسعى إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه في الاختبار الرابع الذي سيبدأ في ملبورن في يوم عيد الميلاد (Boxing Day). ويتوقع أن يناقش بن ستوكس، قائد الفريق، خطط إعادة البناء بعد الخسارة. ويتضمن ذلك تقييم دور ويل جاكس في الفريق، حيث قد يتم إبقاؤه كلاعب ضرب مع قدرة محدودة على الرمي.
ستكون هناك حاجة إلى تغييرات كبيرة في تشكيلة الفريق واستراتيجيته إذا كانت إنجلترا تأمل في تحقيق نتائج أفضل في المستقبل، لا سيما في جولة الرماد القادمة في أستراليا والتي من المقرر أن تبدأ في عام 2025-2026. من المهم متابعة القرارات التي سيتخذها المدرب والقائد، والتعديلات التي سيجرونها على الفريق، استعدادًا للتحديات القادمة في الكريكت الدولية.
ولكن في الوقت الحالي، يبقى السؤال مطروحًا: هل تمكنت إنجلترا من التعلم من أخطائها، وهل ستكون قادرة على تقديم أداء أفضل في المستقبل؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمة.

