من المتوقع أن يغادر هلموت ماركو، المستشار الرياضي لشركة ريد بول، منصبه في نهاية العام الحالي، وذلك وفقًا لما أورده سكاي سبورتس نيوز. يعتبر ماركو شخصية محورية في فريق ريد بول للفورمولا واحد منذ انضمامه إلى البطولة في عام 2005، بالإضافة إلى فريقهم الثاني، ريسينغ بولز، الذي بدأ مشاركته في الفورمولا واحد تحت اسم تورو روسو في عام 2006. ويثير هذا التغيير تساؤلات حول مستقبل الفريق، خاصةً مع ارتباط ماركو الوثيق بالمتسابق ماكس فيرستابن.

يبلغ ماركو من العمر 82 عامًا ويشتهر بعلاقاته القوية مع السائقين الشباب، ولعب دورًا هامًا في تأمين مستقبل فيرستابن في الفريق خلال الفترة التي سبقت جدلاً يتعلق بكريستيان هورنر، والذي تم حله لاحقًا. ويعتبر رحيل ماركو جزءًا من تحول أكبر في هيكل إدارة ريد بول، بعد مغادرة هورنر في وقت سابق من هذا العام.

رحيل هلموت ماركو: تأثير محتمل على مستقبل فريق ريد بول للفورمولا واحد

يُعرف ماركو بدوره الأساسي في برنامج تطوير السائقين الشباب التابع لريد بول، وهو البرنامج الذي أتاح الفرصة للعديد من المواهب الصاعدة للمشاركة في سباقات الفورمولا واحد. لطالما اشتهر الفريق بقراراته الحاسمة والتي لا تتهاون في تقييم أداء السائقين. ويرى الكثيرون أن هذه السياسة ساهمت في بناء فريق قوي قادر على المنافسة على أعلى المستويات.

أعرب أوليفر مينتزلاف، الرئيس التنفيذي لريد بول، عن رغبته في تحقيق بداية جديدة لفريقي الفورمولا واحد التابعين للشركة. ويأتي رحيل ماركو في إطار هذه التغييرات، بعد فترة شهدت مغادرة كريستيان هورنر بشكل مفاجئ. ويشير هذا إلى أن ريد بول تسعى إلى إعادة هيكلة إدارتها بهدف تعزيز أدائها في المستقبل.

تصريحات لوران ميكييز حول دور ماركو

بعد سباق الجائزة الكبرى في أبو ظبي، صرح لوران ميكييز، مدير فريق ريد بول للفورمولا واحد، بأن ماركو كان “مذهلاً في دعمه ومساعدته للفريق على تجاوز الصعوبات هذا العام”. وأضاف ميكييز أن ماركو اتخذ العديد من القرارات الصعبة جنبًا إلى جنب مع الإدارة العليا، وأن الفورمولا واحد بيئة ديناميكية تتطلب التكيف المستمر.

وأكد ميكييز أن الفريق يراجع باستمرار طرق عمله بهدف التحسين، وأن هذا ينطبق على الجوانب الفنية والرياضية على حد سواء. وشدد على أن رحيل ماركو لا يمثل بالضرورة تغييرًا جذريًا، بل هو جزء من عملية تطور مستمرة تهدف إلى تعزيز أداء الفريق.

هل يؤثر رحيل ماركو على فيرستابن؟

يُعد ماكس فيرستابن من أبرز السائقين الذين استفادوا من برنامج تطوير السائقين التابع لريد بول، والذي أشرف عليه ماركو بشكل مباشر. وقد وصف فيرستابن ماركو بأنه “ركيزة أساسية” في ريد بول و”أب روحي” له، مما يعكس مدى احترامه وتقديره للمستشار النمساوي.

بدأ التعاون بين فيرستابن وماركو في عام 2013، عندما ساهم ماركو في ضم فيرستابن إلى ريد بول وتجاوز المراحل التقليدية في مسيرته الرياضية. وقد أثمر هذا التعاون عن تحقيق العديد من الإنجازات، بما في ذلك الفوز ببطولة العالم للفورمولا واحد في عدة مناسبات.

على الرغم من أهمية ماركو لفيرستابن، إلا أن مستقبل السائق الهولندي يعتمد بشكل كبير على أداء سيارة ريد بول في سباقات الفورمولا واحد. مع قرب تطبيق اللوائح الجديدة في عام 2026، يتوقع الكثيرون حدوث تغييرات كبيرة في ترتيب الفرق، مما يجعل أداء السيارة عاملاً حاسماً في تحديد وجهة فيرستابن.

لقد أظهر ريد بول تطورًا ملحوظًا في النصف الثاني من هذا العام، وقدم أداءً تنافسيًا للغاية، مما قد يشجع فيرستابن على تجديد عقده مع الفريق. ومع ذلك، سيظل أداء السيارة في عام 2026 هو الأولوية القصوى لفيرستابن، بغض النظر عن التغييرات الإدارية التي قد تحدث في الفريق.

من المتوقع أن تشهد الأشهر القليلة القادمة مزيدًا من التطورات في هيكل إدارة ريد بول، مع البحث عن بديل مناسب لماركو. وسيكون من المهم مراقبة تأثير هذه التغييرات على أداء الفريق وعلى مستقبل ماكس فيرستابن. كما سيكون من الضروري متابعة التطورات التقنية واللوائح الجديدة التي ستدخل حيز التنفيذ في عام 2026، والتي قد تحدد ملامح المنافسة في عالم الفورمولا واحد.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version