تزايد مقلق في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدية لإنشاء صور مزيفة (صور الديب فيك) غير موافق عليها، وتحديدًا صور نساء بملابس سباحة، باستخدام صور لأخريات يرتدين ملابس كاملة كمصدر. وقد أظهرت تحقيقات حديثة انتشار هذه الممارسة على منصات مثل Reddit، حيث يتبادل المستخدمون النصائح حول كيفية تجاوز القيود المفروضة على هذه الأدوات. وتثير هذه الظاهرة مخاوف جدية بشأن الخصوصية والأمان الرقمي للنساء.

وقد تم حذف منشور على Reddit بعنوان “إنشاء صور غير لائقة باستخدام Gemini سهل للغاية”، بعد أن لفتت الانتباه إلى تبادل المستخدمين لتقنيات لإنتاج صور فاضحة باستخدام نموذج Gemini للذكاء الاصطناعي من Google. تضمنت المناقشات طلبات لتعديل صور النساء، مثل إزالة الملابس واستبدالها بملابس سباحة، وتم بالفعل تلبية بعض هذه الطلبات بإنشاء صور مركبة.

انتشار ظاهرة صور الديب فيك وتجاوز القيود

تعتبر تقنية صور الديب فيك، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، تطورًا سريعًا يتيح إنشاء صور واقعية للغاية ولكنها مزيفة. وقد أدى سهولة الوصول إلى هذه الأدوات إلى زيادة استخدامها في أنشطة ضارة، بما في ذلك التحرش والابتزاز.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدية والانتهاكات

على الرغم من أن معظم برامج الدردشة الآلية الرئيسية، مثل Gemini وChatGPT، تفرض قيودًا على إنشاء صور ذات محتوى إباحي، إلا أن المستخدمين يجدون طرقًا للتحايل على هذه القيود. وقد كشفت اختبارات محدودة أن هذه الأدوات يمكن أن تستخدم لإنشاء صور مركبة تحول صور النساء اللاتي يرتدين ملابس كاملة إلى صور بملابس سباحة باستخدام أوامر بسيطة باللغة الإنجليزية.

بالإضافة إلى ذلك، تشير التقارير إلى أن ملايين الأشخاص زاروا مواقع ويب ضارة مصممة لـ “إزالة الملابس” من الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي، مما يزيد من انتشار هذه الانتهاكات.

رد فعل المنصات والقيود

ردًا على هذه المخاوف، اتخذت بعض المنصات إجراءات. فقد قام فريق السلامة في Reddit بإزالة المنشور المسيء والـ subreddit المعني، r/ChatGPTJailbreak، الذي كان يضم أكثر من 200 ألف متابع، وذلك لانتهاكه قواعد المنصة المتعلقة بالمحتوى غير اللائق.

ومع ذلك، يظل التحدي كبيرًا، حيث أن الأدوات الجديدة مثل Nano Banana Pro من Google وChatGPT Images من OpenAI تزداد تطورًا، مما يجعل من الصعب اكتشاف الصور المركبة والتحكم في استخدامها.

تأثير التطورات التكنولوجية على الخصوصية

إن التطور السريع في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي يثير تساؤلات مهمة حول الخصوصية وحقوق الأفراد. فمع زيادة واقعية صور الديب فيك، يصبح من الصعب التمييز بين الصور الحقيقية والمزيفة، مما قد يؤدي إلى الإضرار بسمعة الأفراد وتعريضهم للخطر.

وتشير التحليلات إلى أن هذه المشكلة ليست مجرد تقنية، بل هي أيضًا قضية اجتماعية وقانونية تتطلب معالجة شاملة.

الذكاء الاصطناعي والتحرش الرقمي

يساهم الذكاء الاصطناعي في تفاقم مشكلة التحرش الرقمي، حيث يمكن استخدامه لإنشاء محتوى مسيء وتوزيعه على نطاق واسع. وتشير الإحصائيات إلى أن النساء هن الأكثر عرضة للتحرش الرقمي، وأن صور الديب فيك تشكل تهديدًا إضافيًا لهن.

بالإضافة إلى ذلك، فإن سهولة الوصول إلى هذه الأدوات تجعل من الصعب على الضحايا حماية أنفسهن ومحاسبة الجناة.

الجهود المبذولة لمكافحة إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي

تبذل بعض الشركات والمؤسسات جهودًا لمكافحة إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي. فقد أعلنت xAI، الشركة التي طورت نموذج Grok، عن أنها تمنع إنشاء صور ذات محتوى إباحي.

ومع ذلك، فإن هذه الجهود ليست كافية، وهناك حاجة إلى تطوير تقنيات جديدة للكشف عن صور الديب فيك ومنع إنشائها.

المستقبل والخطوات المتوقعة

من المتوقع أن تستمر المناقشات حول تنظيم الذكاء الاصطناعي وتحديد المسؤولية القانونية عن إساءة استخدامه. وقد تضطر الحكومات والمنصات إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لحماية الأفراد من التحرش والابتزاز الرقمي.

في الوقت الحالي، من المهم أن يكون المستخدمون على دراية بمخاطر صور الديب فيك وأن يتخذوا خطوات لحماية خصوصيتهم. كما يجب على المنصات الاستمرار في تطوير أدواتها للكشف عن المحتوى المسيء ومنعه.

ستكون المراقبة المستمرة لتطورات الذكاء الاصطناعي التوليدية، وتقييم فعالية الإجراءات المتخذة لمكافحة إساءة استخدامه، أمرًا بالغ الأهمية في الأشهر والسنوات القادمة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version