في إطار الجهود الرامية إلى مكافحة عمليات الاحتيال التي تتم عبر مراكز الاحتيال في جنوب شرق آسيا، أصدرت السلطات الأمريكية مذكرات توقيف تستهدف أجهزة اتصال عبر الأقمار الصناعية “ستارلينك” التي يستخدمها المجرمين لتسهيل عملياتهم الإجرامية. هذه الخطوة تأتي في إطار استراتيجية أوسع تستهدف قطع مصادر الاتصال عن هذه المراكز الاحتيالية.
أفادت وثائق رسمية أمريكية، حصلت عليها ويرد، بأن مذكرات التوقيف التي صدرت في الولايات المتحدة تستهدف أجهزة “ستارلينك” المستخدمة في مراكز احتيال في ميانمار. حيث سمحت إحدى المذكرات، الصادرة عن القاضي الأمريكي ج. مايكل هارفي، بمصادرة تسعة أجهزة “ستارلينك” وحسابين مرتبطين بها، متهمة إياها بالتورط في عمليات غسل أموال واحتيال تستهدف مواطنين أمريكيين.
استخدام “ستارلينك” في عمليات الاحتيال
أوضحت التحقيقات التي أجرتها السلطات الأمريكية، أن أجهزة “ستارلينك” لعبت دورًا رئيسيًا في تسهيل عمليات الاتصال والاحتيال التي تتم من خلال مراكز الاحتيال في ميانمار. حيث تم استخدام هذه الأجهزة لتوفير اتصال بالإنترنت بسرعات عالية، مما مكن المجرمين من تنفيذ عملياتهم الإجرامية بفعالية.
وفقًا للوثائق، فقد تم رصد ما لا يقل عن 26 جهاز “ستارلينك” على أسطح المباني في أحد مراكز الاحتيال في منطقة ثري باجوداس باس على الحدود بين ميانمار وتايلاند. بينما رصدت وثيقة أخرى وجود 79 جهازًا في مجمع تاي تشانغ الشهير، الذي يتهم بالتورط في عمليات احتيال كبيرة.
التداعيات القانونية والمالية
تأتي هذه الإجراءات في إطار تشكيل “فرقة عمل مركز مكافحة الاحتيال” في مقاطعة كولومبيا، التي أعلنت عنها وزارة العدل الأمريكية ومكتب التحقيقات الفيدرالي والخدمة السرية. وتهدف هذه الفرقة إلى مكافحة عمليات الاحتيال باستخدام العملات الرقمية التي تستهدف الأمريكيين، والتي غالبًا ما ترتبط بجرائم منظمة صينية.
حتى الآن، تمكنت “فرقة العمل” من مصادرة ما يقرب من 400 مليون دولار من العملات الرقمية المنهوبة في عمليات الاحتيال. وقد أكدت المدعية العامة الأمريكية، جانين بيرو، أن وزارة العدل لن تتسامح مع الجرائم المنظمة الصينية التي تستهدف الأمريكيين وتستنزف استثماراتهم.
مكافحة الاحتيال عبر “ستارلينك”
من المتوقع أن تتخذ السلطات الأمريكية المزيد من الإجراءات ضد مراكز الاحتيال في جنوب شرق آسيا، مع التركيز على قطع مصادر الاتصال التي تعتمد عليها هذه المراكز. ويتوقع أن تلعب شركات مثل “ستارلينك”، المملوكة لشركة سبيس إكس التي يرأسها إيلون ماسك، دورًا حاسمًا في هذه الجهود من خلال تعطيل الخدمة عن الأجهزة المستخدمة في الأنشطة الإجرامية.
وفي الختام، يبقى من غير الواضح كيف ستتطور هذه الجهود وما هي الإجراءات المقبلة التي ستتخذها السلطات الأمريكية والشركات المعنية. وستظل متابعة التطورات في هذا السياق مهمة لفهم تأثير هذه التحركات على مكافحة الاحتيال في المنطقة.

