شهد مهرجان سيجنال (Signal Festival) للفنون الرقمية في براغ، التشيك، إقبالاً جماهيرياً كبيراً هذا العام، مدفوعاً بذكر بارز في رواية الكاتب الأمريكي الشهير دان براون الجديدة “سر الأسرار”. المهرجان، الذي يعتبر الأكبر من نوعه في جمهورية التشيك ووسط أوروبا، جذب أنظاراً عالمية جديدة بفضل هذه الإشارة الأدبية.
أقيم المهرجان على مدار أربعة أيام في مواقع مختلفة بأنحاء براغ، واستقطب مئات الآلاف من الزوار، وفقاً لتقديرات أولية. يُركز المهرجان على عرض أحدث الابتكارات في مجال الفنون الرقمية والإضاءة، ويقدم تجارب تفاعلية فريدة للجمهور. تزامن الحدث مع زيادة الاهتمام بالفنون التفاعلية والتركيبات الضوئية في جميع أنحاء أوروبا.
مهرجان سيجنال: احتفاء بالفنون الرقمية يكتسب شهرة عالمية
أعرب مدير المهرجان، مارتن بوستا، عن سعادته بذكر المهرجان في رواية دان براون، واصفاً إياه بأنه “نوع من الاعتراف”. على الرغم من أن المهرجان لم يكن بحاجة إلى الترويج، إلا أن هذه الإشارة في رواية حققت مبيعات عالية ساهمت في زيادة الوعي به عالمياً. يُعد هذا الحدث منصة مهمة للفنانين الرقميين لعرض أعمالهم أمام جمهور واسع.
تركيبات فنية مذهلة تجذب الزوار
شهدت النسخة الحالية من المهرجان مجموعة متنوعة من التركيبات الفنية المبتكرة. من بين أبرزها، عمل الفنان الأمريكي بيل فيولا “صعود تريستان”، الذي عرض في كنيسة القديس سلفاتور، حيث ظهرت صورة شبيهة بالمسيح وهي ترتفع مع تدفق المياه بشكل عكس الجاذبية، باستخدام تقنيات العرض المتقدمة. هذا العمل الفني أثار إعجاب الزوار بتقنيته العالية ورسالته الروحية.
بالإضافة إلى ذلك، قدمت فرقة Peppercorns Interactive Media Art التايوانية عرضاً فريداً على نهر فلتافا بالقرب من رصيف دفورجاك، بعنوان “ضوء تزولكين”. استخدم العرض سحابة من الضباب كشاشة عرض، مما أضاف عنصراً من عدم اليقين والإبداع، حيث تأثر شكل العمل بالرياح. هذه التقنية سمحت بإنشاء مشهد ثلاثي الأبعاد مذهل يشبه الهولوغرام.
لم يقتصر الإبداع على نهر فلتافا، بل امتد إلى ساحة المدينة القديمة، حيث حولت فرقة mammasONica الإيطالية برج دار البلدة القديمة إلى لوحة فنية نابضة بالحياة باستخدام الألوان الزاهية. كما عرضت Peppercorns عملاً آخر في ساحة الجمهورية، بعنوان “بين الجبال والبحار”، والذي يروي تاريخ تايوان من خلال تركيبات إضاءة LED دائرية.
تحديات العرض على أسطح غير تقليدية
واجه الفنانون تحديات فريدة عند عرض أعمالهم على أسطح غير تقليدية مثل الماء والمباني التاريخية. فالعرض على الماء يتطلب التعامل مع عوامل طبيعية مثل الرياح، بينما العرض على المباني يتطلب مراعاة التفاصيل المعمارية غير المنتظمة. ومع ذلك، تمكن الفنانون من التغلب على هذه التحديات وتقديم أعمال فنية مذهلة.
يشهد قطاع الفنون الرقمية نمواً متزايداً في جميع أنحاء العالم، مدفوعاً بالتقدم التكنولوجي وزيادة الاهتمام بالتجارب الفنية التفاعلية. تعتبر مهرجانات مثل مهرجان سيجنال منصات مهمة لتعزيز هذا القطاع ودعم الفنانين الرقميين. تساهم هذه المهرجانات أيضاً في جذب السياحة وتعزيز التبادل الثقافي.
من الجدير بالذكر أن المهرجان يمثل فرصة للتعرف على أحدث التقنيات في مجال الإضاءة والعرض الرقمي، بالإضافة إلى استكشاف الإمكانات الإبداعية للفن الرقمي. يُعد المهرجان أيضاً منصة للحوار بين الفنانين والجمهور حول مستقبل الفن والتكنولوجيا.
من المتوقع أن يعلن منظمو المهرجان عن الأرقام النهائية لعدد الزوار في الأيام القليلة القادمة. سيتم أيضاً تقييم تأثير ذكر المهرجان في رواية دان براون على زيادة الوعي به وجذب الزوار. من المرجح أن يستمر المهرجان في التطور والابتكار في السنوات القادمة، مع التركيز على استكشاف إمكانات جديدة للفن الرقمي.
