تُشهد شركة آبل تغييرات كبيرة في قيادتها التنفيذية، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الشركة وتوجهاتها الاستراتيجية. هذه التحولات، التي تشمل تقاعد مسؤولين تنفيذيين بارزين وانتقال موظفين موهوبين إلى شركات منافسة مثل OpenAI و Meta، تضع جون تيرنوس في موقع الصدارة لخلافة تيم كوك كـالرئيس التنفيذي لشركة آبل. وتأتي هذه التغييرات في وقت حاسم بالنسبة للشركة، مع تركيز متزايد على الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز.
بدأت هذه الموجة من التغييرات مع تقاعد جيف ويليامز، الرئيس التنفيذي للعمليات، في نوفمبر الماضي. وتتزايد التكهنات حول إمكانية تقاعد تيم كوك في المستقبل القريب. بالإضافة إلى ذلك، أعلنت ليزا جاكسون، المسؤولة عن جهود الاستدامة في آبل منذ عام 2013، عن تقاعدها في يناير القادم. هذه التغييرات تؤثر بشكل كبير على هيكل القيادة في الشركة.
تغيير القيادة في آبل: صعود جون تيرنوس
يبرز جون تيرنوس، الذي يعمل في آبل منذ عام 2001 وشغل منصب نائب الرئيس الأول لهندسة الأجهزة لأربع سنوات، كمرشح رئيسي لخلافة تيم كوك. وفقًا لتقارير، قد يتم تعيين تيرنوس في المنصب في أقرب وقت العام المقبل. وقد ازدادت مشاركة تيرنوس في فعاليات إطلاق المنتجات، حيث أعلن عن iPhone Air في سبتمبر الماضي، وظهر إلى جانب قادة آبل الآخرين في المقابلات الصحفية والفعاليات داخل متاجر آبل.
هجرة الكفاءات إلى المنافسين
شهدت آبل أيضًا هجرة ملحوظة للكفاءات إلى شركات منافسة. انتقل جوني آيف، الرئيس السابق للتصميم، إلى OpenAI بعد فترة عمل مستقلة في LoveFrom. كما انضم آلان داي، نائب الرئيس للتصميم البشري، إلى Meta لقيادة استوديو تصميم جديد في Reality Labs. وقد تم استبداله بستيفن ليمي في آبل. هذه التحركات تثير تساؤلات حول تأثيرها على الابتكار في الشركة.
التركيز على الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز
بالتزامن مع هذه التغييرات، قامت آبل بإعادة هيكلة فرقها العاملة على الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز. تم تعيين مايك روكويل لتولي تطوير Siri من جون جياناندريا، الذي تم استبداله بـ Amar Subramanya، الذي لديه خبرة واسعة في Google و DeepMind و Microsoft. يُنظر إلى هذه التغييرات على أنها خطوة نحو تعزيز قدرات آبل في مجال الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز، وهما مجالان يعتبران حاسمين لمستقبل الشركة.
الجيل القادم من القادة في قطاع التكنولوجيا
لا تقتصر هذه التغييرات على آبل وحدها، بل تشمل شركات التكنولوجيا الكبرى الأخرى. تسعى هذه الشركات إلى تحديد وتطوير الجيل القادم من المصممين والمهندسين وقادة الذكاء الاصطناعي، وحتى الرؤساء التنفيذيين. هذا التحول يعكس التغيرات السريعة في الصناعة التكنولوجية والحاجة إلى قيادة قادرة على التكيف مع هذه التغيرات.
يرى محللون أن فقدان آبل لبعض الكفاءات قد يكون له تأثير إيجابي على المدى الطويل، حيث سيخلق فرصًا لجيل جديد من القادة لإثبات قدراتهم. ويشيرون إلى أن تيرنوس يتمتع برؤية منتجية قوية، وهو ما تحتاجه آبل في المرحلة القادمة، خاصة مع التركيز المتزايد على الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز.
أصوات من داخل آبل
يعتقد Bertrand Nepveu، الذي عمل في فريق Apple Vision Pro من 2017 إلى 2021، أن تيرنوس هو الشخص المناسب لقيادة آبل في المرحلة القادمة. وأشاد بقدرته على فهم احتياجات المستخدمين وتطوير منتجات مبتكرة. وأضاف أن تعيين روكويل لتطوير Siri هو خطوة إيجابية، حيث أنه لا يتردد في انتقاد المنتجات الحالية والسعي إلى تحسينها.
تُظهر هذه التغييرات أن آبل تستعد لمرحلة جديدة من النمو والابتكار. ومع ذلك، لا تزال هناك العديد من التحديات التي تواجه الشركة، بما في ذلك المنافسة الشديدة من الشركات الأخرى، والحاجة إلى تطوير تقنيات جديدة، والحفاظ على مكانتها كشركة رائدة في مجال التكنولوجيا. الابتكار والتطوير هما مفتاح النجاح المستقبلي.
من المتوقع أن تعلن آبل عن المزيد من التغييرات في هيكلها التنظيمي في الأشهر القادمة. وسيكون من المهم مراقبة كيفية تأثير هذه التغييرات على أداء الشركة وقدرتها على المنافسة في السوق. يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كان تيرنوس سيكون قادرًا على قيادة آبل نحو مستقبل ناجح، وما إذا كانت الشركة ستتمكن من الحفاظ على مكانتها كشركة رائدة في مجال التكنولوجيا.

