أطلقت شركة الساعات السويسرية “Swatch” أداة جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي تتيح للمستخدمين تصميم ساعاتهم الخاصة بشكل فريد. تتيح منصة “AI-DADA” للمستهلكين إدخال مطالبات نصية لإنشاء تصاميم مخصصة، مع التركيز على إضفاء لمسة شخصية على ساعة Swatch. يجري إطلاق هذه الميزة الجديدة في سياق جهود الساعات السويسرية للتكيف مع التقنيات المتطورة وتلبية الطلب المتزايد على المنتجات المخصصة.
بدأت “Swatch” في طرح هذه الميزة عبر الإنترنت في وقت مبكر من هذا الأسبوع، مما يسمح للمستخدمين بتجربة إمكانيات التصميم المدعومة بالذكاء الاصطناعي. تعتبر هذه الخطوة بمثابة توسيع لبرنامج “Swatch x You” الحالي، والذي يسمح بالفعل ببعض التخصيص، لكنه الآن مدعوم بقوة نماذج إنشاء الصور من OpenAI. يشمل التخصيص الإضافي اختيار مؤشرات الوقت وألوان الآلية.
تصميم الساعات بالذكاء الاصطناعي: المستقبل أم المخاطر؟
تعتمد “AI-DADA” على تقنية OpenAI، لكنها تحتوي على مجموعة بيانات خاصة بها من 40 عامًا من تصاميم الساعات والمنتجات وفن الشارع المرتبط بـ “Swatch”. يتم استخدام هذه المجموعة الأولية لضمان بقاء التصميمات متوافقة مع هوية العلامة التجارية. يقول مسؤولو Swatch أنهم قاموا بتعديل بعض القيود التي وضعتها OpenAI لزيادة المرونة الإبداعية.
حدود الإبداع: ما هي الضمانات؟
أثيرت تساؤلات حول الضمانات الموضوعة لمنع إنشاء تصاميم غير لائقة أو مسيئة. أكد روبرتو أميكو، رئيس قسم الرقمنة العالمي في “Swatch”، على وجود قيود، خاصة فيما يتعلق بالشعارات والعلامات التجارية الأخرى. ومع ذلك، يشير الموقعون إلى أن قدرة الجمهور على الالتفاف على القيود لا تزال مصدر قلق.
من المثير للاهتمام أن نيك هاييك جونيور، الرئيس التنفيذي لمجموعة “Swatch”، ذكر أنه طالب OpenAI بإزالة بعض القيود الموجودة لجعل “AI-DADA” أكثر انفتاحًا. وأشار إلى أنه حاول في البداية إنشاء تصاميم ذات طابع “جنس، مخدرات، وروك أند رول”، لكن النموذج رفض ذلك.
كيف تعمل المنصة؟
تعمل المنصة عن طريق السماح للمستخدمين بإدخال وصف نصي للرسم الذي يرغبون في رؤيته على الساعة. يقوم الذكاء الاصطناعي بعد ذلك بإنشاء صورة بناءً على هذا الوصف. ومع ذلك، يقتصر المستخدمون على ثلاثة مطالبات يوميًا، وهي خطوة تهدف إلى التحكم في استخدام الموارد وتعزيز الإبداع المدروس. تعتمد المنصة على نماذج OpenAI لإنشاء الصور، في حين تستند بشكل أساسي إلى أرشيف Swatch الخاص بها.
بالإضافة إلى تخصيص الساعات ، فإن هذه الخطوة تدخلSwatch في مجال جديد من المنافسة مع العلامات التجارية الأخرى التي تسعى إلى تقديم تجارب مخصصة. هذه الميزة الجديدة تتماشى مع الاتجاه الأوسع نحو المنتجات الرقمية والقابلة للتخصيص، مما يسمح للمستهلكين بالتعبير عن فرديتهم من خلال اختياراتهم.
ومع ذلك، لا يزال هناك جدل حول مدى فعالية الضمانات الموضوعة على المنصة في منع إنشاء محتوى غير لائق. تتطلب مراقبة المحتوى الذي ينشئه المستخدمون جهدًا مستمرًا، و قد يكون من الصعب استبعاد جميع المحاولات لإنشاء تصاميم مسيئة أو انتهاكات لحقوق الملكية الفكرية. هذا الأمر يثير تساؤلات حول المسؤولية القانونية لـ Swatch في حال تم إنشاء محتوى ينتهك حقوق الآخرين.
تظهر الساعات المخصصة كاتجاه متنامي في سوق الساعات، حيث يبحث المستهلكون عن طرق لتمييز أنفسهم والتعبير عن أسلوبهم الفريد. تستجيب Swatch لهذا الاتجاه من خلال تقديم أداة ذكية تمكن المستهلكين من تصميم ساعاتهم الخاصة. في الوقت نفسه، تتبنى شركات أخرى تقنيات مشابهة لتلبية نفس الطلب. على سبيل المثال، بدأت بعض العلامات التجارية الفاخرة في تقديم خدمات تخصيص عبر الإنترنت أو في المتاجر.
تعتمد Swatch أيضًا على الترويج لقدرات التصميم الفريدة التي توفرها المجموعة الكبيرة من التصاميم السابقة، وأعمال الفنانين مثل Keith Haring و Vivienne Westwood وPhil Collins. هذا النهج يضمن بقاء التصاميم جذابة ومتماسكة مع هوية العلامة التجارية، حتى عند استخدام الذكاء الاصطناعي.
تُعد خطوة “Swatch” هذه مؤشرًا على التغييرات الجارية في صناعة الساعات، حيث يزداد اعتماد الشركات على الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية لتقديم منتجات وخدمات مبتكرة. ومع ذلك، فإن نجاح هذه المبادرة سيعتمد على قدرة الشركة على تحقيق التوازن بين الإبداع والمسؤولية وضمان بقاء التصاميم متوافقة مع قيم العلامة التجارية.
من المتوقع أن تراقب Swatch عن كثب استخدام منصة “AI-DADA” في الأسابيع القادمة، وتقيّم فعالية الضمانات الموضوعة. قد يتم إجراء تعديلات على النظام بناءً على ردود الفعل من المستخدمين وحالات الاستخدام الفعلية. سيتم أيضًا تقييم إمكانية إضافة المزيد من الميزات والخيارات إلى المنصة في المستقبل. ويبقى السؤال الأهم، هل ستنجح Swatch في الحفاظ على جودة التصميم وسمعة العلامة التجارية في ظل هذه الثورة الرقمية؟

