أعلنت شركة ناشئة من ولاية فرجينيا الأمريكية، تحمل اسم “Operation Bluebird”، هذا الأسبوع عن تقديمها التماسًا رسميًا إلى مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية الأمريكي لإلغاء العلامات التجارية لشركتي “X Corporation” لكلمتي “تويتر” و “تغريدة”. وتستند الشركة في طلبها إلى ادعاء بأن “X” تخلت عن هذه العلامات التجارية.

يأتي هذا الإعلان في ظل تحول كبير شهدته منصة التواصل الاجتماعي المعروفة سابقًا باسم “تويتر” بعد استحواذ إيلون ماسك عليها وتغيير اسمها وهويتها البصرية إلى “X”. وتسعى “Operation Bluebird” إلى استعادة اسم “تويتر” وإطلاقه كمنصة جديدة، ربما في أواخر العام المقبل، بعد أن قامت بالفعل بإنشاء نموذج أولي ودعوة المستخدمين لحجز أسماء مستخدمين على نطاق “twitter.new”.

هل يمكن أن تنجح عودة “تويتر”؟

وفقًا للشركة الناشئة، فإن قرار إيلون ماسك بتغيير اسم المنصة وهويتها يمثل فرصة لإثبات التخلي عن العلامة التجارية الأصلية. وقد صرح ماسك في يوليو 2023 بأنه “سيودع العلامة التجارية لتويتر، و تدريجيًا، جميع الطيور”.

يرى مؤسس “Operation Bluebird”، مايكل بيروف، وهو محامٍ متخصص في قانون العلامات التجارية والممتلكات الفكرية، أن هناك فجوة في السوق بعد التغييرات التي طرأت على “تويتر”. على الرغم من ظهور منصات بديلة مثل “Threads” و “Mastodon” و “Bluesky”، إلا أنه لا توجد منصة تتمتع بنفس الشهرة أو النطاق الذي كان يتمتع به “تويتر” قبل الاستحواذ.

الخلفية القانونية للطلب

تعتمد “Operation Bluebird” على مبدأ قانوني ينص على أنه إذا لم تعد الشركة تستخدم علامتها التجارية، فقد يتم إلغاؤها. ويدعي مقدمو الالتماس أن “X” لم تعد تستخدم اسم “تويتر” أو شعار الطائر الأزرق (“لاري بيرد” كما كان يُعرف داخليًا) في منتجاتها أو خدماتها أو حملاتها التسويقية.

يذكر أن ستيفن كويتس، الشريك التجاري لبيروف، والذي شغل سابقًا منصب المستشار العام لشركة “تويتر”، أعرب عن رغبته في إعادة إحياء التجربة الفريدة التي كانت تقدمها المنصة في الماضي. وأشار إلى أن “تويتر” كان مكانًا للتفاعل المباشر بين المشاهير والمستخدمين، وهو ما تسعى “Operation Bluebird” إلى تحقيقه مرة أخرى.

تأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه منصات التواصل الاجتماعي تغييرات متسارعة وتنافسًا شديدًا. وقد أثار قرار إيلون ماسك بتغيير اسم “تويتر” إلى “X” جدلاً واسعًا بين المستخدمين والمحللين، حيث اعتبره البعض خطوة جريئة ومبتكرة، بينما رأى فيه آخرون تدميرًا لعلامة تجارية قوية ومرموقة.

من الجدير بالذكر أن “X Corporation” لم تصدر ردًا رسميًا على هذا الالتماس حتى الآن. ويبقى من غير الواضح ما إذا كان مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية الأمريكي سيقبل الالتماس أم لا. ويعتمد ذلك على تقييم المكتب للأدلة المقدمة من “Operation Bluebird” وعلى رد “X Corporation” على الالتماس.

تعتبر هذه القضية اختبارًا مهمًا لقانون العلامات التجارية، وتحديدًا لمبدأ التخلي عن العلامة التجارية. فإذا نجحت “Operation Bluebird” في إلغاء علامات “تويتر” التجارية، فقد يفتح ذلك الباب أمام شركات أخرى للطعن في العلامات التجارية التي لم تعد مستخدمة بشكل فعال. كما أن هذا قد يؤثر على قيمة العلامات التجارية في عالم التكنولوجيا المتغير باستمرار.

بالإضافة إلى ذلك، فإن نجاح “Operation Bluebird” في إطلاق منصة جديدة تحت اسم “تويتر” يعتمد على عوامل أخرى، مثل القدرة على جذب المستخدمين والمحافظة عليهم، وتوفير تجربة مستخدم متميزة، والتغلب على المنافسة الشديدة في سوق التواصل الاجتماعي. الهاشتاجات (Hashtags) و التفاعل الاجتماعي (Social Interaction) هما من العناصر الأساسية التي يجب التركيز عليها.

من المتوقع أن يقوم مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية الأمريكي بمراجعة الالتماس المقدم من “Operation Bluebird” خلال الأشهر القادمة. وسيتعين على “X Corporation” تقديم رد رسمي على الالتماس، وتقديم الأدلة التي تثبت أنها لا تزال تستخدم العلامات التجارية “تويتر” و “تغريدة”. القرار النهائي بشأن هذا الأمر قد يستغرق وقتًا أطول، وقد يكون عرضة للاستئناف من قبل أي من الطرفين.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version