بعد فترة توقف طويلة بسبب الإغلاق الجزئي للحكومة الأمريكية، استأنفت وكالة ناسا أعمالها غير الأساسية. وبدأت الوكالة بقوة من خلال عقد مؤتمر صحفي لعرض صور كانت قد احتفظت بها حتى الآن للكائن بين النجوم 3I/ATLAS. وقد أكد علماء ناسا أن 3I/ATLAS هو في الواقع مذنب، على عكس التكهنات التي انتشرت على الإنترنت حول تقنية فضائية. هذا الاكتشاف يثير اهتمامًا كبيرًا في مجال علم الفلك.
خلال البث المباشر، قدم فريق من العلماء نتائج الرصد التي حصلت عليها مهمات ناسا المختلفة في مراحل مختلفة من رحلة 3I/ATLAS. وقدموا رؤى في الأطياف تحت الحمراء، والمرئية، وفوق البنفسجية، وأشعة جاما، مما يوفر فهمًا أفضل للطبيعة الحقيقية للمذنب. وتعد هذه البيانات خطوة مهمة في دراسة الأجرام السماوية الزائرة.
صور المذنب 3I/ATLAS التي شاركتها ناسا
من بين البيانات الأكثر أهمية الصور التي التقطتها مركبات المدار المريخية (Mars Reconnaissance Orbiter) و MAVEN، بالإضافة إلى صور من مركبتي الفضاء Psyche و Lucy، وحتى من مسبار SOHO لمراقبة الشمس. وأوضحت ناسا أن جميع هذه البيانات ستكون متاحة للعامة للتحقيق فيها.
صور من مهمات مختلفة
كشفت ناسا عن صورة التقطها مسبار SOHO لمراقبة الشمس بين 15 و 26 أكتوبر. وأعربت الوكالة عن دهشتها بقدرة المسبار على رصد الكائن من مسافة بعيدة جدًا، تقدر بـ 358 مليون كيلومتر. يظهر المذنب في الصورة بلون برتقالي مميز.
تعتبر الصورة التي التقطها المسبار المداري المريخي (MRO) في أكتوبر، عندما اقترب 3I/ATLAS على مسافة “فقط” 29 مليون كيلومتر، من بين أفضل اللقطات المقربة للمذنب. وتظهر الصورة الجسم المتجمد محاطًا بسحابة من الغبار المميز الذي ينبعث أثناء اقتراب المذنب من الشمس.
حصل العلماء على صورة تؤكد شكل 3I/ATLAS باستخدام مرصد STEREO الذي يحلل سلوك الشمس. وللحصول على صورة متماسكة، اضطروا إلى تجميع عدة صور تم التقاطها بتعريضات مختلفة. وكشفت الصورة عن جرم سماوي ساطع مقابل خلفية صاخبة.
قام المسبار MAVEN، وهو مركبة مدارية حول المريخ، بالتقاط صورة للأطياف فوق البنفسجية لـ 3I/ATLAS قبل وصوله إلى أقرب نقطة له من الكوكب الأحمر. تُظهر الصورة الهيدروجين المنبعث من مصادر مختلفة، والجزء الموجود على اليسار يمثل توقيع المذنب.
قام مسبار PUNCH، وهو مقياس استقطاب يراقب إكليل الشمس والطبقة الهيلوسفيرية، بتصوير ذيل المذنب لعدة أسابيع من أكتوبر إلى سبتمبر. يمثل كل إطار في هذا الرسوم المتحركة لقطة يومية، بينما تنتج الخطوط الموجودة في الخلفية عن حركة النجوم. تعتبر هذه الرؤى قيّمة لدراسة الأنظمة الشمسية الأخرى.
مسار المذنب وتأثيره المحتمل
سيصل المذنب 3I/ATLAS إلى أقرب نقطة له من الأرض في 19 ديسمبر 2025، وسيمر على مسافة آمنة تمامًا تبلغ حوالي 267 مليون كيلومتر. للمقارنة، هذه المسافة تعادل تقريبًا 700 ضعف المسافة بين الأرض والقمر، و 1.8 ضعف المسافة بين كوكبنا والشمس. وأكدت ناسا أن هذا المرور لن يؤثر على الأرض.
من المتوقع أن تطلق كل من ناسا ووكالات الفضاء الأخرى حملات رصد إضافية لالتقاط صور أفضل ومعلومات ذات صلة عن ثالث جسم بين النجوم تم تأكيده في التاريخ. وسيساهم ذلك في تعزيز فهمنا لـ الأجرام بين الكواكب وظروف تشكلها.
من المرجح أن يستمر العلماء في تحليل البيانات التي تم جمعها، والتخطيط لمزيد من الرصد خلال اقتراب المذنب في عام 2025. وستشمل الجهود المستقبلية استخدام تلسكوبات أرضية وفضائية متطورة لجمع بيانات أكثر تفصيلاً حول تكوينه وحجمه ومساره. ومع ذلك، فإن التحديات التقنية والتغيرات المحتملة في المسار تجعل التنبؤات الدقيقة صعبة.

