أوقفت الشرطة الأسترالية سبعة رجال في سيدني يوم الخميس خلال مداهمات لمكافحة الإرهاب، وذلك في الوقت الذي تشهد فيه البلاد جنازة أصغر ضحايا الهجوم المميت على شاطئ بوندي. وتأتي هذه الاعتقالات في أعقاب حادث إطلاق النار الذي وقع خلال احتفالات عيد الأنوار (Hanukkah) في بوندي، مما أثار مخاوف أمنية متزايدة في البلاد. وتجري التحقيقات بشكل مكثف في الهجوم على شاطئ بوندي.
عمليات دهم مكافحة الإرهاب في سيدني وتداعيات الهجوم على بوندي
أعلنت شرطة ولاية نيو ساوث ويلز عن انتهاء “عملية في شارع جورج، بليفربول، في جنوب غرب سيدني”. وأفادت في بيان لها أن “فرق العمل التكتيكية استجابت لمعلومات تشير إلى احتمال التخطيط لعمل عنيف”. وأضافت أن الشرطة اعترضت سيارتين كجزء من التحقيق، وتم احتجاز سبعة رجال للمساعدة في التحقيق.
لم تؤكد السلطات وجود صلة مباشرة بين الموقوفين والهجوم على عيد الأنوار في بوندي حتى الآن. ومع ذلك، تأتي هذه الاعتقالات في توقيت حساس، مما يعكس حالة التأهب الأمني العالية في أستراليا.
جنازة الطفلة ماتيلدا
في يوم الخميس أيضًا، أقيمت جنازة الطفلة ماتيلدا، أصغر ضحايا الهجوم على بوندي، والتي لم يتجاوز عمرها 10 سنوات. وحضر الجنازة أفراد العائلة والأصدقاء وعدد كبير من المعزين الذين أرادوا تقديم تعازيهم.
وصف معلمة ماتيلدا، إيرينا جودهيو، الطفلة بأنها “روح مشرقة ومحبة علمتنا أن الخير الحقيقي يكمن في الحب والرحمة التي نشاركها”. وأضافت أن ذكرى ماتيلدا ستذكرنا جميعًا بأهمية نشر اللطف في العالم. وقد أطلق زملاء ماتيلدا في مدرسة لا بيروز الابتدائية عليها لقبًا من السكان الأصليين وهو “ووري ووري” والذي يعني “الشعاع الصغير من الشمس”.
تحدث الحاخام يهورام أولمان، والد زوجة أحد القتلى في الهجوم الحاخام إلي شلانغر، خلال الجنازة. وأشار إلى أن والدي ماتيلدا قد أظهرا تفهماً لآلام الآخرين حتى في خضم مأساتهما الشخصية. وأفادت الصحف المحلية بأن والدي ماتيلدا، فالنتينا ومايكل، قد هاجرا إلى أستراليا من أوكرانيا، وأن مايكل اختار اسم ابنته تكريمًا لبلده الجديد.
تغييرات محتملة في قوانين السلاح
يأتي الهجوم في وقت تشهد فيه أستراليا نقاشًا متجددًا حول قوانين السلاح. وقد دعا العديد من السياسيين إلى تشديد القيود على الأسلحة النارية في أعقاب الحادث. في أعقاب حادث إطلاق النار على شاطئ بوندي، هناك زيادة في الدعوات إلى مراجعة قوانين السلاح في أستراليا (قوانين السلاح).
يواجه الشاب المشتبه به في تنفيذ الهجوم، والذي أصيب بجروح خطيرة، سلسلة من التهم الجنائية، بما في ذلك 15 تهمة قتل و 40 تهمة محاولة قتل. وتشمل التهم الأخرى “ارتكاب عمل إرهابي” و “إطلاق نار بقصد إحداث ضرر جسيم” و “عرض رمز لمنظمة إرهابية محظورة” و “وضع متفجرات بالقرب من مبنى بقصد إحداث ضرر”.
من الجدير بالذكر أن الحادث أثار أيضًا نقاشًا حول مكافحة التطرف والاندماج الاجتماعي في أستراليا. وتسعى الحكومة الأسترالية إلى تعزيز التعاون مع المجتمعات المختلفة لضمان الأمن والاستقرار للجميع. (الاندماج الاجتماعي).
تستمر السلطات في جمع الأدلة وتحليلها لتحديد دوافع الجناة وفهم ملابسات الحادث بشكل كامل. ومن المتوقع أن يتم تقديم المشتبه به الرئيسي إلى المحكمة في الأسابيع القادمة. ومن بين الضحايا الذين تم تحديد هوياتهم حتى الآن ماتيلدا، وشلانغر، وبيتر ماجير، وتيبور ويتزن، وأليكس كليتمان، ودانيال إلكيام، وماريكا بوجاني، وريبيوفن موريسون، والحاخام يعقوب ليفيتان.

