كشف تحقيق السلطات الفلبينية عن تفاصيل جديدة حول تحركات منفذي الهجوم على شاطئ بوندي في سيدني، أستراليا، قبل أسابيع من وقوع الحادث. ووفقًا للتقارير، سافر الأب وابنه، المتهمان بتنفيذ الهجوم الإرهابي الذي استهدف احتفالًا بـعيد الأنوار (Hanukkah)، إلى مدينة دافاو لمدة أربعة أسابيع. يأتي هذا بعد تأكيد رسمي من السلطات الفلبينية بأن المتهمين قضيا معظم شهر نوفمبر في البلاد.

وقالت الشرطة الفلبينية وموظفو الفنادق إن الأب وابنه كانا نادرًا ما يغادران غرفة الفندق، وعادةً ما يخرجان لمدة ساعة أو نحو ذلك. وأضافوا أن المتهمين لم يتحدثا إلى أي من النزلاء الآخرين أو يستقبلا زوارًا. وتثير هذه التفاصيل تساؤلات حول الغرض من زيارتهما للفلبين.

تحقيقات في زيارة منفذي هجوم بوندي للفلبين

أفادت وكالة رويترز بأن مكتب التحقيقات الفدرالي الفلبيني (NBI) أعلن أن المتهمين سافرا إلى الفلبين في الأول من نوفمبر على متن رحلة الخطوط الجوية الفلبينية رقم PR212 من سيدني إلى مانيلا، ثم انتقلا إلى دافاو. وغادرا الفلبين في 28 نوفمبر، أي قبل أسابيع قليلة من الهجوم على شاطئ بوندي.

مدينة دافاو ومخاطر أمنية

تقع مدينة دافاو في جزيرة مينداناو، التي تصنفها وزارة الخارجية الأمريكية ضمن “المستوى 3: إعادة النظر في السفر”. ومع ذلك، تعتبر دافاو وعدد قليل من المواقع الأخرى استثناءً من هذا التحذير. وتشير وزارة الخارجية إلى أن الجماعات الإرهابية والمسلحة في مينداناو تمارس تاريخيًا عمليات الخطف مقابل فدية، بالإضافة إلى التفجيرات والهجمات الأخرى، والتي غالبًا ما تستهدف الأجانب والمدنيين والسلطات المحلية وقوات الأمن.

في عام 2017، سيطر مسلحون مستوحون من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على مدينة ماراوي، عاصمة مقاطعة لاناو ديل سور في منطقة بانجسامورو ذات الأغلبية المسلمة في مينداناو. وذكرت رويترز أن حصار ماراوي أدى إلى نزوح حوالي 350 ألف شخص وتسبب في مقتل أكثر من 1100 شخص، معظمهم من المسلحين. تخضع ماراوي حاليًا لتحذير “المستوى 4: لا تسافر”، حيث تحذر وزارة الخارجية من أن “المدنيين يواجهون خطر الموت أو الإصابة بسبب الاشتباكات المستمرة بين بقايا الجماعات الإرهابية وقوات الأمن الفلبينية”.

وبحسب شبكة ABC الأسترالية، على الرغم من أن نفوذ وقوة الجماعات المرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية قد تراجعت في السنوات الأخيرة، إلا أن الجيش الفلبيني لا يزال يخوض اشتباكات متفرقة مع بقايا هذه الجماعات. وتشير التحقيقات إلى أن زيارة المتهمين قد تكون مرتبطة بتقييم الوضع الأمني في المنطقة، أو محاولة للتواصل مع عناصر متطرفة، على الرغم من عدم وجود دليل قاطع حتى الآن.

تداعيات الهجوم وتهم جنائية

وقع الهجوم على شاطئ بوندي يوم الأحد، حيث أطلق مسلحون النار على احتفال بـعيد الأنوار، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن شخصين وإصابة العشرات. توفي المسلح الأكبر سنًا، وهو والد المسلح الأصغر سنًا، في مكان الحادث. وتشير التقارير إلى أن الهجوم كان له دوافع إرهابية.

أعلنت شرطة نيو ساوث ويلز يوم الأربعاء عن توجيه 59 تهمة إلى المشتبه به البالغ من العمر 24 عامًا، بما في ذلك “ارتكاب عمل إرهابي”، و 15 تهمة قتل، و 40 تهمة “التسبب في إصابة/أذى جسيم لشخص بنية القتل”، و “إطلاق نار بهدف التسبب في أذى جسيم”، و “عرض علني لرمز منظمة إرهابية محظورة”، و “وضع مادة متفجرة بالقرب من مبنى بنية التسبب في ضرر”.

وأكدت شرطة نيو ساوث ويلز أن المشتبه به لا يزال في المستشفى تحت حراسة الشرطة. وتجري السلطات الأسترالية والفلبينية تعاونًا وثيقًا لجمع المزيد من المعلومات حول تحركات المتهمين وأي صلات محتملة لهم بشبكات إرهابية.

من المتوقع أن يستمر التحقيق في الهجوم وفي زيارة المتهمين للفلبين خلال الأسابيع القادمة. وستركز التحقيقات على تحديد الدوافع الحقيقية للهجوم، وتقييم أي تهديدات إرهابية محتملة أخرى، وتحديد ما إذا كان المتهمان تلقيا أي تدريب أو دعم من جماعات متطرفة. وستراقب السلطات عن كثب أي تطورات جديدة في هذا الشأن، وستتخذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة وأمن المجتمع.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version