أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الأربعاء، أن أهداف روسيا في أوكرانيا لم تتغير، وأنها ستتحقق إما عن طريق المفاوضات أو من خلال مزيد من التقدم العسكري إذا فشلت الجهود الدبلوماسية. يأتي هذا التصريح في خضمّ نقاشات دولية مكثفة حول مستقبل الصراع في أوكرانيا، مع التركيز على إمكانية التوصل إلى حلول دبلوماسية أو استمرار المواجهات العسكرية. وتشير هذه التصريحات إلى استمرار روسيا في سياستها الحالية تجاه أوكرانيا.

تصريحات بوتين وتأكيد الأهداف في أوكرانيا

صرح بوتين خلال اجتماع سنوي لمجلس الدفاع التابع للوزارة، بأن “العملية العسكرية الخاصة” – كما يسميها الكرملين لغزوه لأوكرانيا في عام 2022 – ستحقق أهدافها “بلا شك”. وأضاف أن روسيا تفضل تحقيق ذلك من خلال الحوار الدبلوماسي، ولكنها ستلجأ إلى القوة العسكرية “لتحرير أراضيها التاريخية” إذا لم يتم الوصول إلى اتفاق.

ولفت بوتين إلى التطورات التكنولوجية والعسكرية التي تحققها روسيا، مؤكدًا قدرة الجيش الروسي على مواصلة التقدم في الميدان. كما انتقد بوتين محاولات كييف وحلفائها الأوروبيين “لإثارة الهستيريا” بشأن روسيا، في ظل الجهود التي تبذلها إدارة ترامب لإيجاد نهاية للحرب.

ردود الفعل الدولية والتحذيرات الأمنية

في سياق متصل، حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، في الأسبوع الماضي، من أن روسيا قد تكون مستعدة لاستخدام القوة العسكرية ضد الحلف خلال السنوات الخمس المقبلة. ودعا روته أعضاء الناتو إلى زيادة الإنفاق على الدفاع وتعزيز الإنتاج العسكري لحماية بلدانهم.

وبحسب تقارير إعلامية روسية، وصف بوتين القادة الأوروبيين بـ “الخنازير الصغيرة” خلال اجتماع وزارة الدفاع. جاء هذا التصريح كجزء من انتقادات واسعة النطاق للغرب، حيث اتهم بوتين الحكومات الأوروبية بمساعدة واشنطن في محاولاتها لإضعاف وتقسيم روسيا.

وأضاف بوتين أن الغرب كان يأمل في الاستفادة من انهيار روسيا، واستعادة ما فقدوه في الفترات التاريخية السابقة، محاولين “الانتقام”. لكنه أكد أن هذه المحاولات “باءت بالفشل”.

مساعي التفاوض الجارية

تأتي هذه التصريحات وسط نشاط دبلوماسي مكثف تشارك فيه الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا وأوكرانيا، بهدف استكشاف مسارات محتملة لإنهاء الحرب. التقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وفريقه التفاوضي في برلين، يوم الأحد، بجاريد كوشنر ومبعوث الولايات المتحدة الخاص ستيف ويتكوف لمناقشة الضمانات الأمنية لأوكرانيا.

وأجرى ويتكوف وكوشنر في بداية ديسمبر اجتماعًا استمر لخمس ساعات في موسكو مع بوتين وكبير مستشاري السياسة الخارجية يوري أوشاكوف، لمناقشة عناصر مقترح سلام مُعدّل. كان المسودة الأولية لهذا المقترح قد أثارت انتقادات واسعة النطاق بسبب ميلها نحو الكرملين. وذكر أوشاكوف أن الجانب الروسي تلقى أربعة وثائق من المبعوثين الأمريكيين، بما في ذلك واحدة تتكون من 27 نقطة، لكنه رفض الخوض في التفاصيل المتعلقة بمحتواها. وتهدف هذه الجهود إلى إيجاد حلول تفاوضية تنهي الصراع.

تستمر المفاوضات بين الأطراف المعنية، مع التركيز بشكل خاص على الضمانات الأمنية المستقبلية لأوكرانيا ومستقبل الأراضي المتنازع عليها. بالإضافة إلى ذلك، هناك نقاشات حول تبادل الأسرى وتقديم المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة من الحرب.

تداعيات محتملة ومستقبل الموقف

تشكل تصريحات بوتين الأخيرة إشارة إلى استمرار التحديات التي تواجه مساعي السلام في أوكرانيا. ومع استمرار القتال، يزداد القلق بشأن المزيد من الخسائر في الأرواح وتدهور الأوضاع الإنسانية.

من المتوقع أن تستمر الجهود الدبلوماسية في الأسابيع المقبلة، مع التركيز على إيجاد أرضية مشتركة بين الأطراف المعنية. ومع ذلك، لا تزال هناك العديد من العقبات التي تعترض طريق التوصل إلى اتفاق، بما في ذلك الانقسامات العميقة حول قضايا السيادة والأمن.

ما يجب مراقبته هو تطورات المفاوضات، والخطوات التي ستتخذها روسيا في الميدان، وردود الفعل الدولية على سياساتها. كما سيكون من المهم متابعة التطورات الاقتصادية والسياسية في أوكرانيا وروسيا، والتي قد تؤثر على مسار الصراع. ومن المتوقع صدور المزيد من التصريحات من الكرملين والمجتمع الدولي في الفترة القريبة القادمة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version