أعرب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن خيبة أمله من عدم قراءة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حتى الآن لخطة السلام المحدثة التي تهدف إلى إنهاء الحرب مع روسيا. جاء ذلك خلال تصريحات للرئيس ترامب في مركز كينيدي، بعد محادثات بين مسؤولين أمريكيين وأوكرانيين في ميامي. وتعتبر خطة السلام هذه محورًا رئيسيًا للمناقشات الدبلوماسية الجارية.
وفقًا لترامب، فإن فريق زيلينسكي يرحب بالخطة، لكن الرئيس الأوكراني نفسه لم يقم بمراجعتها بعد. وأشار إلى أن روسيا قد تفضل السيطرة على كامل أوكرانيا، لكنها تبدو مستعدة لقبول الخطة، بينما يتردد زيلينسكي في الموافقة عليها. وتأتي هذه التصريحات في ظل جهود مكثفة لإيجاد حل دبلوماسي للصراع المستمر.
الخلاف حول خطة السلام المقترحة
أفاد زيلينسكي أنه أجرى مكالمة هاتفية مطولة مع المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، صهر ترامب، حيث ناقشوا سبل إنهاء الحرب الروسية وضمان عدم تكرار الغزو. ومع ذلك، ينتظر زيلينسكي الآن إحاطة من فريقه التفاوضي بشأن آخر التطورات.
محادثات مع الجانب الروسي
أعلن رئيس الوفد الأوكراني، روستيم عمروف، أنّه سيقدم مع رئيس الأركان العامة الأوكراني، الجنرال أندري هناتوف، إحاطة لزيلينسكي حول آخر المستجدات، بما في ذلك نتائج اجتماع ويتكوف وكوشنر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي استمر خمس ساعات. ووفقًا لتقارير، وصف بوتين المفاوضات مع الأمريكيين بأنها طويلة ولكنها مثمرة.
في مقابلة مع قناة “India Today” الإخبارية، قال بوتين إن بعض النقاط كانت قابلة للنقاش، بينما كانت هناك نقاط أخرى لا يمكن الاتفاق عليها. وأكد بوتين على موقفه المتشدد، مشيرًا إلى أن الحرب لن تنتهي إلا إذا سيطرت روسيا على منطقة دونباس الشرقية في أوكرانيا أو انسحبت القوات الأوكرانية. هذا الموقف يمثل تحديًا كبيرًا لجهود السلام.
موقف روسيا وتصريحات بوتين
أكد بوتين على أن المفاوضات كانت بمثابة “نقطة انطلاق”، لكنه حذر في الوقت نفسه من أن أوكرانيا يجب أن تنسحب أو تواجه “القوة”. وتشير هذه التصريحات إلى أن روسيا لا تزال مصممة على تحقيق أهدافها في أوكرانيا، حتى لو تطلب ذلك استخدام القوة العسكرية.
في المقابل، يرى بعض المحللين أن بوتين يستخدم المفاوضات لكسب الوقت وتعزيز موقفه التفاوضي. وحذر رئيس قسم محطة وكالة المخابرات المركزية السابق من أن روسيا قد تستغل هذه المحادثات لتحقيق مكاسب استراتيجية.
الجهود الدبلوماسية المستمرة
من المقرر أن يلتقي زيلينسكي بقادة أوروبيين في لندن لمناقشة خطة السلام التي تقودها الولايات المتحدة. يأتي هذا اللقاء في ظل تصاعد الهجمات الروسية بالطائرات بدون طيار والصواريخ على البنية التحتية المدنية والطاقة في أوكرانيا. وقد أعلن زيلينسكي أن روسيا أطلقت أكثر من 1600 طائرة بدون طيار وحوالي 1200 قنبلة موجهة جوية ونحو 70 صاروخًا من أنواع مختلفة على أوكرانيا في الأسبوع الماضي وحده.
تتزايد الضغوط على زيلينسكي لقبول خطة السلام، لكنه يواجه تحديات داخلية وخارجية كبيرة. وتشمل هذه التحديات المخاوف بشأن التنازلات المحتملة لروسيا، وضمان سيادة أوكرانيا وأمنها المستقبلي. بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة إلى ضمانات دولية قوية لضمان تنفيذ أي اتفاق سلام.
من المتوقع أن تستمر الجهود الدبلوماسية في الأيام والأسابيع المقبلة، مع التركيز على إقناع زيلينسكي بقراءة خطة السلام وتقييمها بشكل كامل. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق سلام في المستقبل القريب. وسيكون من المهم مراقبة تطورات الوضع على الأرض، وردود الفعل من الأطراف المعنية، وأي مبادرات دبلوماسية جديدة. كما أن مستقبل المفاوضات يعتمد بشكل كبير على التطورات العسكرية والسياسية في أوكرانيا.
الوضع في أوكرانيا لا يزال معقدًا وغير مؤكد، ويتطلب متابعة دقيقة ومستمرة. وسيكون من الضروري تقييم جميع الخيارات المتاحة، والعمل على إيجاد حل سلمي يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة. وتعتبر الأزمة الأوكرانية من القضايا الرئيسية التي تؤثر على الأمن الإقليمي والدولي.

