أعلنت السلطات الأسترالية عن وجود تسجيل فيديو يظهر “بيانًا” من منفذي الهجوم على شاطئ بوندي، يتضمن آراءً معادية للسامية وإشارات إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وتأتي هذه التطورات بعد الهجوم الذي وقع في 14 ديسمبر، والذي أسفر عن مقتل 15 شخصًا وإصابة العشرات. ويواجه نيفيد أكرم، نجل ساجد أكرم الذي قُتل في الهجوم، تهمًا بالقتل والإرهاب، حيث تشير التحقيقات إلى أن الهجوم ربما كان يتم التخطيط له لعدة أشهر. هذا الهجوم على شاطئ بوندي أثار تساؤلات حول صعود معاداة السامية في أستراليا.
تفاصيل الهجوم والتحقيقات في حادث إرهاب بوندي
وفقًا للشرطة الأسترالية، يظهر الفيديو الذي عُثر عليه في هاتف نيفيد أكرم، رؤى سياسية ودينية للثنائي، ويعتقد أنه يلخص دوافعهما للهجوم. يظهر الأب والابن في الفيديو وهما “يدينان أفعال الصهاينة” ويعتنقان “أيديولوجية دينية متطرفة مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية”.
تخطيط مسبق للهجوم
تؤكد الشرطة وجود أدلة على أن نيفيد وأبيه ساجد كانا يخططان للهجوم الإرهابي بعناية لمدة أشهر. وتشير الأدلة إلى تدريبات على إطلاق النار بالأسلحة النارية في الغابات في أكتوبر الماضي، مع “تحركات تكتيكية” تظهر استعدادًا للهجوم. بالإضافة إلى ذلك، ألقى المنفذان أربعة متفجرات بدائية الصنع نحو الحشد، لكنها فشلت في الانفجار.
وقد أثار الهجوم تدقيقًا مكثفًا في صعود معاداة السامية في أستراليا، معربًا القادة اليهود عن قلقهم من عدم رغبة الحكومة في اتخاذ إجراءات حاسمة ضد هذه الظاهرة. وهذا القلق يتعلق بشكل خاص بتصاعد الخطاب المعادي للسامية في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
ردود الفعل السياسية والمجتمعية بعد هجوم أستراليا
واجه رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز صيحات استهجان خلال حضوره حفل تأبين ضحايا الهجوم على شاطئ بوندي يوم الأحد. وقد تجمع ما يقدر بنحو 10 آلاف شخص لحضور التأبين، بمن فيهم ألبانيز وعدد من السياسيين الأستراليين وأفراد الجالية اليهودية. ورد فعل الحضور بصيحات الاستهجان بعد أن ذكر ديفيد أوسيب، رئيس مجلس نواب اليهود في نيو ساوث ويلز، اسم ألبانيز.
في المقابل، استقبل الحشد تصريحات سوزان لي، زعيمة المعارضة، بالترحيب. وكانت لي قد ذكرت أن حكومة ائتلافية بقيادتها ستعيد النظر في قرار حكومة ألبانيز بالاعتراف بدولة فلسطين. هذا يعكس الانقسام السياسي القائم حول القضية الفلسطينية وتأثيرها على الرأي العام الأسترالي.
وقد أثار الهجوم نقاشًا حول الاستراتيجيات الأمنية المتبعة في أستراليا، وضرورة تعزيز التعاون بين الأجهزة الأمنية المختلفة. تسعى السلطات الآن إلى فهم كيفية تمكن المنفذين من التخطيط للهجوم وتنفيذه دون أن يتم اكتشافهما.
تأتي هذه الأحداث في سياق مخاوف عالمية متزايدة بشأن صعود الجماعات المتطرفة، بما في ذلك تنظيم الدولة الإسلامية. ويشير خبراء الأمن إلى أن التنظيم لا يزال يشكل تهديدًا كبيرًا، على الرغم من الهزائم التي مني بها في السنوات الأخيرة. وتشير التقارير إلى أن التنظيم يسعى إلى استغلال التوترات السياسية والاجتماعية في مختلف أنحاء العالم لتعزيز نفوذه.
معاداة السامية في أستراليا ليست ظاهرة جديدة، ولكن الهجوم على شاطئ بوندي سلط الضوء على خطورتها وتصاعدها. وقد دعا القادة اليهود إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمكافحة هذه الظاهرة، بما في ذلك زيادة التمويل للبرامج التعليمية والتوعوية، وتشديد العقوبات على مرتكبي جرائم الكراهية.
من المتوقع أن تستمر التحقيقات في الهجوم، وأن يتم تقديم نيفيد أكرم إلى المحاكمة في أقرب وقت ممكن. كما من المتوقع أن تقوم الحكومة الأسترالية بمراجعة شاملة لسياساتها الأمنية، وأن تتخذ إجراءات إضافية لمكافحة الإرهاب ومعاداة السامية. ستركز التحقيقات المستقبلية على تحديد أي شبكات دعم محتملة للمنفذين، وتقييم مدى التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية في أستراليا. يبقى الوضع قيد المراقبة الدقيقة، مع توقع المزيد من التطورات في الأيام والأسابيع القادمة.

